فرضت الظروف خلال السنوات الماضية على القوات المسلحة المصرية، السير فى ثلاث مسارات رئيسية وهى الحرب ضد الإرهاب و المشاركة فى البناء والتعمير، بالإضافة لمهمتها التقليدية فى حماية الحدود والمحافظة على كيان الدولة المصرية، والمسارات الثلاث ليست بالأمر السهل، فكل مسار منهم له خطته وله قدرات بشرية ومادية تحققه، لأن العرف جرى أن الأمر الذى تتصدى له القوات المسلحة، سيتحقق أيا كانت المهمة أو طبيعتها سواء كانت مهمة عسكرية أو مدنية، أو أى شيئا تطلبه الدولة المصرية.
وفى المسارات الرئيسية التى عملت عليها القوات المسلحة، كانت هناك تحديات خطيرة وكبيرة، فالحرب ضد الإرهاب حرب طويلة وممتدة ومتطورة، ومع ذلك نجحت عناصر القوات المسلحة والشرطة المدنية بالعمل المشترك، فى تحقيق نتائج على الأرض جعلت العمليات الإرهابية تتراجع بشكل كبير، ومن ذلك النجاح " المكلف"، عملت القوات المسلحة بالتوازى فى التنمية الشاملة للدولة المصرية، والتى زادت مع تولى الرئيس عبد الفتاح السيسى رئاسة الجمهورية، فكانت القوات المسلحة وأجهزتها فى مقدمة أجهزة الدولة التى تبنى وتعمر، وساعد تدخلها على كسر عامل الزمن والتكلفة، وكان لزاما على الدولة المصرية العمل بالتوازى فى المسارين الحرب على الإرهاب والمشاركة فى المشاريع القومية، وهذين المسارين، كان بجانبهم المسار الثالث والتقليدى، وهو حماية الحدود وحماية كيان الدولة المصرية، وهى المهمة التقليدية للقوات المسلحة، بيد أن تلك المهمة أيضا تطورت أدواتها فلم تقف المخاطر والتحديات عند عمليات التهريب، بل تضافرت عوامل الجريمة مع الإرهاب ومن هنا فرض ذلك على الدولة تطويرا "مكلفا" للتعامل مع الأدوات الجديدة، كما ظهر دور هام ورئيسي متمثل فى حماية المصالح الاقتصادية للدولة، وهى مصالح جديدة لم تكن موجودة من قبل، مثل حقول الغاز فى المتوسط، والتى تداخلت فيها الدولة المصرية مع طموحات لدول أخرى تسعى للنيل من مصر وتقدمها فى ذلك الملف، ولذلك كان لزاما على القوات المسلحة باعتبارها " سيف الدولة ودرعها"، أن تطور من نفسها.
كان الظروف والأحداث الكبيرة، تفرض على القوات المسلحة، رؤية خاصة وخطة مدروسة بعناية، ومن هنا صنعت تلك الظروف والأحداث أبطال من نوعية خاصة، تفهموا ما يدور ضد مصر وعلموا ما يحاك ضدها، ويعلمون مهامهم الرئيسية وأيضا ما يتعلق بعملهم ويتشابك مع مهام أخرى، فحظى الجيش المصرى بقيادة واعية ومتفهمة وتتفهم أهداف الدولة وأولوياتها، فكان الفريق أول محمد زكى، وزير الدفاع والإنتاج الحربى، القائد العام للقوات المسلحة، أول مقاتل فى معركة الجيش المصرى فى المسارات الثلاث فى الحرب ضد الإرهاب والتنمية والبناء و العمل على مهام الجيش بأسلحته ومهامه الداخلية، واستطاع أن يحقق معادلة ممتازة بين عمل القوات المسلحة فى الحرب والبناء، كما كان الفريق محمد فريد، رئيس أركان حرب القوات المسلحة، نموذج للعسكرية المصرية الخالصة، وامتدادا لعظماء الجيش المصر السابقين، ولم يترك الميدان والجبهة، وكان بين أبناءه من الجنود وصف الضباط والضباط، وعمل أبطال القوات المسلحة وفق أهداف واضحة ومحددة أهمها صد أى عدوان عن الشعب المصرى، والوقوف بكل ماتحمله مصريتهم من كرامة وعزة، فى وجه أى معتدى، بالإضافة للإيمان بقدرة مصر وشعبها ومؤسساتها.
وكانت أجهزة القوات المسلحة المعنية بالإعلام فى قلب المعركة، فكانت إدارة الشئون المعنوية للقوات المسلحة "مؤتمنة" على ما يمكن إعلانه من أنشطة للقوات المسلحة سواء فى الحرب أو فى البناء، واستخدمت كافة الأدوات الحديثة فى ذلك " فيديوهات وأفلام و أخبار منضبطة"، بينما كان العقيد أركان حرب تامر الرفاعى، المتحدث العسكرى للقوات المسلحة، نموذج آخر لرجال الدولة التى استطاع أن يجمع بين " العسكرية المحافظة " و "المرونة المنضبطة"، وكان دائما حاضرا بـ"المعلومة"، يعلم ما يقال ومالا يقال، وما يخرج فى بيانات رسمية أو فى تصريحات إعلامية، وفى تلك المنظومة الإعلامية كان هناك أبطال من رجال الجيش المصرى يعاونونهم على الظهور بالشكل الذى يليق باسم الجيش المصرى.
وفى النهاية يجب التأكيد أن مهما كان عام 2019 ملئ بالتحديات، فمصر دولة قدرها أن تكون دائما فى مواجهة مع عدو، سواء كان ذلك العدو معلن أو يعمل عبر أطراف أخرى، ولذلك فلا يمكن أن نطمئن أبدا، إلا باطمئنان الدولة المصرية ومؤسساتها وجيشها الكبير، وذلك الاطمئنان يأتى من دعم الدولة وأولوياتها، والإيمان بجيش مصر الوطنى ورجاله، والتعامل مع الواقع المفروض علينا بالدعم فى التطوير والبناء للجيش وأسلحته
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة