لا يمل النصابون والمحتالون من ابتكار الحيل لنسج شباكهم من أجل الإيقاع بالمواطنين، وفى الفترة الأخيرة ظهرت حيلة جديدة لجأت إليها عصابات النصب والسرقة، تقوم على استدراج الضحايا بفتاة، بحجة ممارسة الأعمال المنافية للآداب، بعدها يفاجئ الشاب أنه وقع تحت سطوة عصابة تجبره على توقيع إيصالات أمانة، بعد تصوير مقاطع فاضحة له لابتزازها بها.
فى مدينة الشيخ زايد تعرض شابً لسرقة سيارة والده وسلاحه الناري الموجود بداخل تلك السيارة، عن طريق فتاة تعرفت عليه على شبكة "الانترنت"، وبعد حديث طويل بينهم، اتفقا على اللقاء فى شقة الأول بمدينة الشيخ زايد، وبعد قضاء "ليلة حمراء"، استيقظ الشاب صباحًا ولم يجد سيارته ومتعلقاته الشخصية التى كانت بداخلها.
عصابة بولاق
شكلت ربة منزل بمساعدة زوجها وصديقه عصابة بمنطقة بولاق الدكرور، بحيث تستدرج ربة المنزل الضحايا بحجة ممارسة الجنس، فيما يقوم الآخران بالاعتداء على الضحية واجباره على التوقيع على إيصالات أمانة، وسرقة متعلقاتهم، وكان من بين ضحايا العصابة شخصين استدرجتهم المتهمة الأولى بحجة ممارسة الجنس معهما، وفور وصولهما إلى شقتها، اعتدى عليهما زوجها وصديقه، واستوليا على متعلقاتهما.
مصر القديمة
عن طريق الهاتف المحمول استدرجت "نيرمين.أ" 31 عامًا شابا فى منتصف العقد الثالث من عمره، بحجة ممارسة الرزيلة، وبعدما تقابلا فى منطقة مصر القديمة فى الميعاد المحدد فوجئ "محمد.ع" 24، بالفتاة وشاب بصحبتها تبين أنه عاطل وأسمه "محمد.س" 27 عامًا، يعتدون عليه بالضرب، ويسرقون سيارته تحت التهديد، لمساومته على إعادتها مقابل مبلغ مالى.
أجهزة الأمن بذلت جهود كبيرة للإيقاع بتلك العصابات
أجهزة الأمن تمكنت من ضبط المتهمين فى القضايا سالفة الذكر، حيث تم ضبط فتاة الشيخ زايد وبصحبتها شاب، بعدما رصدوا تحركاتهم لبيع السلاح الناري المسروق، كما تم ضبط عصابة بولاق الدكرور وعصابة مصر القديمة وأحيلوا للنيابة التى أمرت بحبسهم جميعًا، بعدما وجهت لهم اتهامات الابتزاز والسرقة بالإكراه.
خبير أمنى: العصابات تعتمد على الفتايات من أجل اغواء الضحية
يقول اللواء رشيد بركة مساعد وزير الداخلية الأسبق، أن الظروف الاجتماعية وانتشار المواد المخدرة، وارتفاع عدد المدمين هو السبب الرئيسي وراء انتشار تلك العصابات، التى يبحث أفرادها عن الثراء السريع بأى طريقة، لتلبية رغباتهم فى شراء المواد المخدرة وغيرها.
وتابع مساعد وزير الداخلية الأسبق فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، تلك العصابات تعتمد فى أسلوبها على أن يكون من بين عناصرها فتاة جميلة، تقوم باستدراج الضحية سواء من الشوارع الشهيرة فى القاهرة ومناطق وسط البلد، واغوائه بممارسة الجنس، وتطلب منه الذهاب معها إلى المكان الذى تمارس فيها الرزيلة، وفور وصول الضحية إلى هناك، يفاجئ بتصويره فى أوضاع مخلة من باقي أفراد العصابة باعتبارهم أشقاء الفتاة أو أقاربها، ويجبرونه التوقيع على إيصالات أمانة ويسرقون متعلقاته.
ويقول "بركة"، إن أجهزة الأمن بذلت جهودًا كبيرة خلال الفترة الماضية لضبط الجريمة بشتى صورها، وعصابات سرقة المواطنين، وكثفت من تواجدها الأمنى، وهو ما ساهم فى الحد من الجريمة، وضبط عدد كبير من تلك العصابات خلال الفترة الأخيرة.
وطالب "بركة" بوجود رقم سريع يلجئ إليه الضحايا من أجل سرعة ضبط تلك العصابات والإيقاع بهم، كما طالب بضرورة زيادة الوعي الديني فى المجتمع والإعلامي توعية المواطنين والطلاب فى الجامعات، ومحاربة المخدرات، باعتبارها المحرك الرئيس لكافة الجرائم.
خبير قانونى: يواجهون اتهامات السرقة بالإكراه والابتزاز والخطف
يقول أحمد عبد الغنى المحامى، إن المتهمين فى مثل تلك القضايا يرتكبون عدة جرائم فى آن واحد، الجريمة الأولى فى حالة تصوير المجنى عليه فى أوضاع مخلة وابتزازه؛ وهى جريمة "ابتزاز"، أما الجريمة الثانية وهى سرقة المجنى عليه تحت الإكراه، وهى جريمة "سرقة بالإكراه"، والجريمة الثالثة فى حالة اصطحاب المجنى عليه عنوة إلى أحد الأماكن المملوكة للمتهمين وهى جريمة "خطف".
ويتابع "عبد الغنى" فى حديثه لـ"اليوم السابع"، أن المادة "290" من قانون العقوبات، تحدثت عن أن كل من خطف بنفسه أو بواسطة غيره بالتحايل أو الإكراه شخصا يعاقب بالسجن المشدد مدة لا تقل عن عشر سنين، فإذا كان الخطف مصحوبا بطلب فدية تكون العقوبة السجن المشدد لمدة لا تقل عن 15 سنة ولا تزيد عن 20 سنة.
وأضاف "عبد الغنى"، أما عقوبة السرقة بالإكراه، معاقب عليها بنص المادة 314 عقوبات والتي تنص على السجن المشدد لمن ارتكب سرقة بإكراه، وإذا ترك الإكراه أثر جروح تكون العقوبة السجن المؤبد أو المشدد، أما عقوبة الابتزاز وفقاً للمادة 327 من قانون العقوبات، فتصل للسجن 3 سنوات، فى حالة وجود طلب مع الابتزاز، والحبس سنتين وغرامة 500 جنيه فى حالة الابتزاز بشكل تهديد سواء تضمن طلب مبلغ معين أو لا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة