يتسللون وسط الزحام، يتحركون دون أن يحاسبهم أحد، يصعدون الأرصفة ولا يعتدون بالمارة أو حرم الطريق، لا يهتمون من يسير، طفل كان أو شيخ أو مريض، لو وقعت حادثة ستجدهم أول من يفر، أو أكثر من يرددون الشتائم، فلن تأخذ منهم "حق أو باطل".. أغلبهم يسير دون لوحات معدنية، لا يعرفون مدلول الإشارات المرورية، التى يجيدها التلاميذ فى كى جى 1، بل لا يحترمون عسكرى المرور الذى يؤدى مهمة عظيمة، تعتمد على احترام هيبة القانون لضبط الشارع وتنظيم السير والحركة حفاظا على حياة الناس.
بالطبع الكل يعرف الآن عمن أتحدث، فكلنا قد تعرض من قبل لـ "خبطة " من موتوسيكل فى الشارع، أو حادثة فى سيارته نتج عنها كسر للمرآة أثناء سير أحدهم بسرعة، فهم فى كل مكان، بالشوارع الرئيسية والجانبية، بل وعلى الخطوط السريعة، لا يعرفون شيئا عن معايير الأمان على الطريق، أو أساليب السلامة، ويشكلون سببا رئيسيا فى حوادث الطرق، وأحد أهم الأسباب التى تسبب التوتر للمارة أو قائدى المركبات على مدار اليوم.
بعضهم يعبر من فواصل الطرق، دون أن يشعر بالذنب أو يدرك أنه يفعل جريمة مكتملة الأركان، البعض الآخر هدفه أن يصل بأقصى سرعة وهؤلاء هم فئة الطيارين أو "الدليفرى" الذين يتحركون فى الشوارع ليلا ونهارا، ويقومون بكل الحيل البهلاونية، لكسر قواعد المرور والسير عكس الاتجاه، والفرار من أى دورية مرور عن بعد بسهولة.
الغريب أنك لن تر يوما موتوسيكل فى "كلبش"، كما يحدث فى السيارات صف ثانى وثالث أو "ركن فى الممنوع"، فقد تجد أحيانا موتوسيكل فى نصف الشارع ولا يهتم لأمره أحد، وهذا جزء من الأزمة، فهذه الدراجات النارية لو تمت محاسبتها بالصورة التى تنبغي فى القانون لما رأينا منها كل هذه الأفعال، خاصة أن القيادة والسير فى الشوارع سلوك سريع العدوى، فلو رأيت من يفعل الخطأ دون حساب سيدفعك الفضول إلى أن تجرب مرات ومرات، حتى تعتاد على الخطأ وتعتقد بعد فترة أنه الصواب والمعتاد.
نحتاج إلى ضوابط حقيقية لمواجهة آفة "الموتوسيكل" من الشوارع، وتقنين أوضاعه ووضع رقابة صارمة على بيعه والتحرك من خلاله، وقبل ذلك كله حصر أعداده، وسحب كل ماهو غير مرخص منه، حتى نتمكن من ضبط الشارع وتقليل الحوادث، والحفاظ على الطرق والأرصفة من العبث الذى تتعرض له، نحن نحتاج بشدة إلى كل هذه الخطوات بصورة عاجلة، فالدراجات النارية باتت لا تقل خطورة عن التوك توك، بل أشد خطورة لأنها تسير فى كل الشوارع دون ضوابط أو قيود.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة