حصد الرئيس التركى رجب طيب أردوغان العلامات الكاملة بلا منازع ف دعم الإرهاب ومنظماته عل كافة الأصعدة، ومن أهمها المنصات الإعلامية، هذا ما كشف عنه معهد بحوث إعلام الشرق الأوسط، مؤكدا أن الرئيس التركى أردوغان يواصل سحق وسائل الإعلام الحرة فى تركيا بينما يوسع جهود الإعلام فى واشنطن العاصمة من خلال قناة TRT World باللغة الإنجليزية، والتى حصلت مؤخرا جائزة إعلامية من تنظيم القاعدة.
التقرير الذى رصد فيه المعهد حقائق عن دعم تركيا للإعلام المشبوه عبارة عن نسخة موسعة من التقرير الذى نشره المدير التنفيذى لـ معهد بحوث إعلام الشرق الأوسط ستيفن ستالينسكى ومدير مشروع الوسائط التركية إيه سميث الذى نشر فى الواشنطن بوست بعنوان " هذه الشبكة التلفزيونية التركية هى ذراع الدعاية لأردوغان. يجب على الخبراء الأمريكيين التوقف عن الظهور عليها ".
الغزو التركى
يشير التقرير أن خلال الغزو التركى لشمال شرق سوريا، والذى بدأ فى 9 أكتوبر 2019، استخدمت الحكومة التركية قناتها التلفزيونية الناطقة باللغة الإنجليزية، TRT World، كأحد وسائلها الرئيسية التى تنشر بها رسالتها فى الولايات المتحدة وخارجها. فى الأيام التى سبقت وبعد بدء الغزو، أنتجت TRT World العديد من المقالات القصيرة التى عرضت من خلالها قضية الحكومة التركية. تضمنت العديد من المقاطع ترجمات لمسؤولى الحكومة التركية الحاليين والسابقين الذين يدافعون عن الغزو، بمن فيهم الرئيس رجب طيب أردوغان نفسه.
https://www.youtube.com/watch?v=r1S9f0ko6ig
أظهرت TRT World مجموعات الأقليات فى تركيا وسوريا التى عبرت عن دعمها للغزو، بما فى ذلك اللاجئون السوريون فى تركيا والتركمان السوريين، وكذلك الزعماء الدينيون الأرمن والآشوريون والكلدانيون واليهود الأتراك. فى حين أظهرت بعض التقارير المشاعر الوطنية للأتراك بشأن الغزو ودعم الغزو من السياسيين والمشاهير والجمعيات، سعت تقارير أخرى عموما إلى تبرير الغزو العسكرى التركى.
أثناء نشر التقارير التى تدعم الغزو، أعلنت مديرية الأمن فى تركيا فى 9 أكتوبر أنه تم اتخاذ إجراءات قانونية ضد 78 شخص بسبب "الدعاية السوداء" المتعلقة بالغزو التى نشروها على مواقع التواصل الاجتماعى ومواقع الأخبار المعارضة، وفى 11 أكتوبر، أبلغ وزير الداخلية سليمان سويلو أنه تم التحقيق مع 500 شخص وتم القبض على 121 شخص.استمرت التقارير عن هذه الاعتقالات بشكل يومى تقريبا خلال الأسابيع التالية.
قناة أردوغان بواشنطن
يمكن رؤية أهمية TRT World فى العلاقات العامة للحكومة التركية من خلال فتح مكاتبها وتوسيع جهودها فى واشنطن. يفعل مكتب المحطة التركية فى واشنطن للحكومة التركية ما تفعله محطات روسيا اليوم للحكومة الروسية، تلفزيون الجزيرة مع الحكومة القطرية، وما تفعله شبكة التلفزيون العالمية الصينية (CGTN) للحكومة الصينية.
تم إطلاق TRT World فى يونيو 2015،تبث TRT Worldعلى مدار 24 ساعة فى اليوم، سبعة أيام فى الأسبوع إلى 260 مليون منزل فى 190 دولة. وتتميز بوجود واسع على وسائل التواصل الاجتماعي. تنتج TRT World محتوى يهدف إلى التأثير على آراء الجمهور الدولى الناطق باللغة الإنجليزية تجاه أهداف السياسة الداخلية والخارجية لحكومة الرئيس التركى رجب طيب أردوغان الإسلامية. حسب التقرير تكتسب هذه المحطة أهمية خاصة خاص لأن تركيا، التى كانت قريبة فى السابق من الولايات المتحدة الأمريكية، منذ عام 2002، بعد صعود حزب العدالة والتنمية وأردوغان إلى السلطة، ابتعدت عن الولايات المتحدة وتحولت إلى دولة إسلامية شمولية، وفقدت مصداقيتها فى الغرب والولايات المتحدة.
يصف ارتور أوزك، الذى تولى لمدة 20 عاما رئاسة تحرير صحيفة حريت اليومية التركية الكبرى، لغة TRT World بالعدوانية إلى حد ما، وأضاف: "بدلا من تقديم أخبار حقيقية عن تركيا إلى العالم، يبدو أن القناة اختارت استخدام نغمة تتحدى العالم الغربى، سيكون من المفيد تعديل ذلك، وإلا فلن ينظر إليها كقناة أخبار موثوق بها، ولكن كقناة دعاية من العالم الثالث".
يستعرض تقرير معهد بحوث إعلام الشرق الأوسط تاريخ TRT World، وعلاقتها بالحكومة التركية، ودورها باعتبارها مشروع خاص للرئيس أردوغان. كما يبحث فى علاقاتها بالإرهاب والنظام التركى الذى يقوم بشكل منهجى بقمع حرية التعبير ومراقبة الإعلام وسجن الصحفيين فى الداخل.
تضمن التقرير مجموعة من الحقائق
أولا تم تسمية TRT World، التى تديرها المؤسسة التركية للإذاعة والتلفزيون، وهى شبكة إذاعية تديرها وتمولها الحكومة التركية، بـ "مشروع الحيوانات الأليفة الخاص بـ أردوغان" ولسان أردوغان لجذب انتباه الغرب.
ثانيا: فى 4 يوليو 2019، أعلنت هيئة تحرير شام HTS التابعة لتنظيم القاعدة فى شمال سوريا أن كبار مسؤولى HTS قد منحوا ثلاثة موظفين من TRT World المنتج حسن أربر، والمراسل عبيد حيتو، والمصور محمد فاروق.- لوحات شرف تشيد "بـ مساهماتهم فى نقل الأحداث المتعلقة بالثورة السورية ورغبتهم فى شرح الحقيقة المتعلقة بهذا الموضوع".
ثالثا: تستخدم حكومة أردوغان TRT World من أجل ترويج آرائها على المستوى الدولى على مدار 24 ساعة طوال الأسبوع إلى 260 مليون منزل فى 190 دولة وإلى 2.1 مليون من مستخدمى فيسبوك، و560 ألف من مشتركى يوتيوب، و303 ألف من مستخدمى تويتر، و196 ألف من مستخدمى انستجرام، وفى الوقت نفسه تقوم الحكومة التركية بإسكات الصحفيين فى الداخل بقوة. لا توجد أرقام عن عدد السجناء، لكن التقديرات تتراوح بين 110 و184.
رابعا الرقابة الحكومية التركية لا تقتصر على وسائل الإعلام التقليدية داخل البلاد. فى فبراير 2019، ذكرت منظمة الشفافية الدولية أنه فى عام 2013، أغلقت الحكومة حوالى 40 ألف موقع إلكترونى فى تركيا، وبحلول عام 2016، ارتفع هذا الرقم إلى 113398.
خامسا وفقا للمعهد الدولى للصحافة، يقدر أن أكثر من 95٪ من وسائل الإعلام التركية "تخضع لنفوذ الحكومة"، هذا إلى جانب استخدام السجن التعسفى الجماعى للصحفيين والإجراءات الجنائية ضد مئات آخرين، فضلا عن السيطرة الكاملة على المشهد الإعلامى للبلاد. أن هذه الممارسات لا يمكن تبريرها بالمخاوف الأمنية كما أنها تمثل انتهاك خطير للمعايير الدولية التى صادقت عليها تركيا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة