صوم الميلاد المجيد فى المسيحية.. تأثرا بـ اليهودية أم تعاطفا مع السيدة مريم

الثلاثاء، 26 نوفمبر 2019 08:30 م
صوم الميلاد المجيد فى المسيحية.. تأثرا بـ اليهودية أم تعاطفا مع السيدة مريم الكاتدرائية
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بدأت الكنيسة الأرثوذكسية، اليوم الثلاثاء، صوم الميلاد المجيد، على مدار 42 يومًا متتالية بدلًا من 43 يومًا، ويحتفل الأقباط فى هذا العام بعيد الميلاد المجيد 7 يناير، والذى يقابل فى الشهور القبطية 28 "كيهك".. لكن ما هو صوم الميلاد؟
 
وصوم الميلاد المجيد هو صوم انقطاعى من الدرجة الثانية، يمتنع فيه الصائمون عن تناول أى شىء فترة من الوقت ثم يفطرون فيه على أطعمة نباتية، ويمتنعون تماما عن أكل اللحوم ويسمح فيه بأكل السمك، كنوع من التخفيف لكثرة الأصوام خلال السنة، كافة أيام الأسبوع ما عدا يومى الأربعاء والجمعة وأيضا البرمون وهو الذى يسبق عيد الميلاد مباشرة.
 

 كيف بدأ صيام الميلاد؟ 

يذهب البعض إلى أن الأصل فى هذا الصوم التشبه بالنبى بموسى الذى صام 40يوماًكاملة كى يتسلم كلمة الله المكتوبة على لوحى الحجر، يقول سفر الخروج (24: 18) وَدَخَلَ مُوسَى فِى وَسَطِ السَّحَابِ وَصَعِدَ إِلَى الْجَبَلِ. وَكَانَ مُوسَى فِى الْجَبَلِ أَرْبَعِينَ نَهَارًا وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً"، ومن هنا يصوم الأقباط 40يوماً لاستقبال كلمة الله المتجسد مولودا من القديسة الطاهرة مريم العذراء .
بينما الـ 3 أيام الباقية فقد أضيفت إلى مدة الصوم فى عهد البابا إبرام ابن زرعة الـ 62 ( 975 -979 ) تذكارا للأيام ال 3 التى صامها الأقباط للرب فى أمر جبل المقطم، والتى انتهت بنقل الجبل فحفظ الأقباط هذا التذكار شهادة للتاريخ .
وتذهب بعض الدراسات إلى أن الاحتفال بعيد الميلاد كعيد مستقل لم يحدث إلا فى القرن الرابع الميلادى، وكانت فرنسا هى بداية وأصل الأسابيع الستة التى تصام قبل عيد الميلاد، فقد انتشر ما بين القرن الرابع والقرن السادس الميلادى الحديث عن صوم يسبق الاحتفال بعيد الميلاد، مدته أربعون يوما، ويسمى "أربعينية الميلاد" ويكون الصوم فيه ثلاثة أيام فى الأسبوع،  غالبا أيام الاثنين والأربعاء والجمعة .

 

ويقول القس كيرلس كيرلس  صاحب كتاب (أصوامنا بين الماضى والحاضر)  فى الحقيقة لا توجد مصادر أخرى تشير إلى ممارسة الصوم ستة أسابيع قبل عيد الميلاد، إلا عند جريجوريوس أسقف "تورس. "Tours  وكان الصوم فيها أيام الاثنين والأربعاء والجمعة فقط، كما كانت فرنسا هى بداية وأصل هذه الأسابيع الستة التى تصام قبل عيد الميلاد والتى رتبت فى القرن السادس لتتشابه مع الصوم الكبير" 


بينما أول من فرض صوم الميلاد فى الشرق بصفة رسمية هو البابا خريستوذولس البطريرك السادس والستون من بطاركة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية (1046- 1077)،  فى قوانينه التى حدد بها الأصوام المفروضة، قال "كذلك صوم الميلاد المقدس من عيد مار مينا فى خمسة عشر يوما من هاتور إلى تسعة وعشرين يوما من كيهك،  وإن وافق عيد الميلاد الشريف يوم الأربعاء أو يوم الجمعة،  فيفطروا فيه ولا يصوموا بالجملة،  وكذلك عيد الغطاس المقدس فى الحادى عشر من طوبة،  وإن اتفق يوم أربعاء أو يوم جمعة فيفطروا فيه أيضا ولا يصوموا، وإن وافق العاشر من طوبة الذى فيه صوم الغطاس أن يكون يوم سبت أو يوم أحد فلا يصام بالجملة بل يصوموا الجمعة الذى قبل ذلك عوض ليلة الغطاس"

 
وذهب يوحنا ابن أبي زكريا ابن السباع صاحب (الجوهرة النفيسة في علوم الكنيسة) فيقول "صوم الميلاد المجيد سببه هو أن السيدة الطاهرة أم النور مريم البتول كانت فى الشهر السابع ونصف من حملها الطاهر بالبشارة المملؤة خلاصا للعالم، قد كثرت تعييراتها من يوسف النجار وغيره بكونها كانت تدعى البكورية وقد وجدت حبلى،  فكانت تتفكر دائما فى التعيير،  ولذا صامت شهرا ونصفا باكية حزينة على ما تسمعه من التعيير لأنها أيضا لم تعلم ما ستلده. فنحن بما أنه ليس لنا فى مذهبنا واعتقادنا وكنيستنا سوى هذه الأصول وهذه الأعمدة الثلاثة التى هى السيد له المجد والسيدة الطاهرة مريم والآباء الرسل. فصام السيد فقد صمنا امتثالا لتعاليمه لنا صامت السيدة شهر ونصف (فى كيهك) صمنا مثلها ".









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة