شهدت مصر الأسبوع الماضى أيامًا تحمل السعادة للمصريين، وبدأت الأخبار السعيدة تتوالى بعد اللحظة التى أعلن فيها أنطونيو جوتيريش، السكرتير العام للأمم المتحدة، اختيار الدكتورة غادة والى وزيرة التضامن الاجتماعى لتولى منصب وكيل السكرتير العام للأمم المتحدة المدير التنفيذى لمكتب الأمم المتحدة للمخدرات والجريمة، ومدير مقر المنظمة الدولية فى فيينا، نظرًا لما تتمتع به الوزيرة من خبرة وكفاءة ممتدة تؤهلها لتولى المنصب، بما يخدم مصالح الدول الأعضاء، ويحقق أهداف المكتب فى مواجهة تحديات الجريمة المُنظمَة، بالإضافة إلى انتشار المخدرات وظاهرة الإدمان، وغادة والى كفاءة نادرة منذ كلفها المهندس إبراهيم محلب، رئيس الوزراء الأسبق فى 2014، بتولى حقيبة وزارة التضامن الاجتماعى، فى وزارته الأولى، ومازالت تشغل المنصب حتى الآن.
وبذلك تلحق «والى» ببطرس، والدكتور حازم الببلاوى، والدكتور نبيل العربى، والدكتور محمود محيى الدين.
شكرًا للدولة المصرية متمثلة فى جهود مؤسسة الخارجية المصرية العريقة التى أوصلتها لهذا المنصب المهم، لأن اختيارها لهذا المنصب يعكس تقديرًا دوليا للدور المصرى فى الساحة الدولية لمصر وللرئيس عبدالفتاح السيسى، الذى رشحها لهذا المنصب ودعمها للوصول إليه.
وعندما كانت «والى» فى الوزارة لم يكن فى وسعنا أن نقول لها إننا فخورون بك ونشكرك على ما تحقق على مدى ست سنوات من نقلة نوعية فى وزارة التضامن ومن توسع فى مظلة الحماية ومن نقلة نوعية فى التشريعات والخدمات وتطوير برامج الرعاية الاجتماعية وارتفاع معدلات أرباح بنك ناصر واستعادة أموال التأمينات وإصدار قانون التأمينات الموحد والجمعيات الأهلية والعمل الأهلى وقانون حقوق الأشخاص ذوى الإعاقة، وأيضا نقول لها إن اختيارك لهذا المنصب فخر لكل مصرى وكل امرأة مصرية، وتأكيد للثقة فى إمكانيات الشخصية المصرية القادرة على تحقيق النجاح، كما يعكس صدى الإنجازات التى تتحقق على أرض مصر، وواثقون أنك ستكونين خير سفير للمرأة المصرية فى المحافل الدولية.
كان المصريون منذ أحداث 25 يناير 2011 يعانون من يوم «الجمعة» الذى هو خير يوم طلعت فيه الشمس، فبكثرة الطاعات والخيرات فى ذلك اليوم ننال الثواب الكبير الذى أعده الله لنا، ويكفيه شرفاً وفخراً أن الله تبارك اختصه بالذكر والثناء فى كتابه الكريم فقال عز من قائل: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ» (9 - سورة الجمعة) لكن أهل الشر جعلونا نستقبل هذا اليوم العظيم بالخوف منه ولمدة سنوات عديدة اختار أهل الشر والإرهابيون هذا اليوم للأعمال التخريبية والقتل والتفجير، لكن عندما عاد الاستقرار وعاد الأمن والأمان لمصر عاد بهاء وجلال هذا اليوم وعادت معه الفرحة التى كانت فى مباراة كرة القدم التى تغلب فيها المنتخب الأولمبى على نظيره الإيفوارى، بهدفين لهدف فى نهائى بطولة أفريقيا تحت 23 سنة ونالوا شرف التهنئة الرئاسية من الرئيس عبدالفتاح السيسى، الذى هنأ الشعب المصرى والمنتخب الوطنى الأولمبى لكرة القدم، بحصوله على كأس الأمم الأفريقية والتأهل لأولمبياد طوكيو، وقال الرئيس فى تدوينة له على «تويتر»: «إنجاز جديد يسطره شباب مصر بالعزيمة والإصرار والإرادة، إنجاز يضاف للإنجازات الدائمة لهذا الجيل، والتى تعد مصدر فخر لوطننا الغالى»، ولم لا والرئيس دائمًا ما يعلن عن تحيزه للشباب ويدعو للاستفادة من طاقاتهم؟! وفاز المنتخب أيضًا بإدخال السعادة على المصريين جميعًا الذين وجدوا فيه ضالتهم بعد خيبات أمل متكررة من المنتخب الوطنى الأول.
أيضًا قبل مباراة نهائى أفريقيا بساعات كان لنا موعد مع فرحة أخرى وأيضا بنكهة أفريقية بانطلاق مؤتمر أفريقيا 2019 تحت عنوان «استثمر فى أفريقيا»، تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى، والذى كان انعقاده بالعاصمة الإدارية الجديدة، فى حد ذاته من مسببات السعادة، حيث شاهد المصريون واحدة من ثمار إنجازاتهم وهى تستقبل رؤساء دول وحكومات ووزراء ورجال أعمال من مختلف الدول الأفريقية، ونحو 2000 شخص من ممثلى شركاء مصر فى التنمية، ورجال الأعمال والمستثمرين، وشخصيات رفيعة المستوى فى مجال الأعمال من المصريين والأفارقة، ومن جميع أنحاء العالم.
ورفضت الأيام السعيدة المرور دون الكشف عن عظمة أجدادنا الفراعنة، إذ أعلنت وزارة الآثار عن كشف أثرى جديد واكتشاف 165 تمثالا لقطط و25 صندوقا خشبيا ملونا فى مقبرة سقارة بالجيزة، هذا بعد أيام من اختيار مصر أفضل مقصد سياحى فى العالم، وثانى أفضل مقصد للغطس فى العالم، وثامن دول العالم فى الأمن، والثانية عربيا وصاحبة أعلى معدلات نمو اقتصادى وسياحى فى العالم.
وبما أننا لا نعيش الآن على مجد الماضى ولكننا نأخذ بنواصى العلم والتطور فلن تمضى الأيام قبل إطلاق القمر الصناعى المصرى الأول للاتصالات «طيبة - 1» بواسطة شركة «آريان سبيس» الفرنسية على صاروخ الإطلاق آريان- 5 والذى يعمل لأكثر من خمسة عشر عامًا، بما يسهم فى توفير خدمات الإنترنت عريض النطاق للأفراد والشركات بمصر وبعض دول شمال أفريقيا ودول حوض النيل وبذلك تدخل مصر عالم الأقمار الصناعية المخصصة لأغراض الاتصالات ويحدث طفرة نوعية كبيرة فى مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ويسهم فى دعم جهود التنمية الشاملة والتى تنفذها الدولة على كل شبر من أرض مصر، بالإضافة إلى تحقيق الاستفادة والاستغلال الأمثل لموارد مصر الطبيعية والصناعية والبشرية لتوفير حياة كريمة للمواطن المصرى ووضع مصر فى المكانة التى تليق بها والتى تستحقها إقليميا ودوليا.
بالطبع لن تصدق أن هذا البلد خرج من سنوات عجاف جرفت الكثير من خيراته ومدخراته ومقاطعة دولية وأفريقية من ٥ سنوات وليس لدينا كهرباء أو غاز أو حتى الأموال لشرائها، فضلًا عن معاناتها من ويلات الإرهاب وخطف وسرقة وحراسة المواطنين لبيوتهم بأنفسهم منذ 8 سنوات، ووقوف منتخب مخابرات دول عديدة خلف مخطط انهيار الدولة وانتظار مشاهدة لحظة فشلها، لن ننسى استشهاد أحمد منسى ومحمد مبروك وهما الباب الرئيسى الذى دخلت مصر منه للأمن والأمان ونظمت بطولتين قاريتين فى شهرين، فى الوقت نفسه الذى لن يستطيع فيه إخوتنا وجيراننا لعب الطاولة فى الشارع.
لن نستغرب أنهم يخصصون قنوات وصحفا ومواقع للهجوم علينا ٢٤ساعة يوميا، ولأننا نثق فى قدرتنا وقيادتنا استبدلت مصر دموع الحزن والخوف بزغاريد وأضواء الفرح وتعود أيام مصر الحقيقية الحلوة الحبلى بالأخبار السعيدة للمصريين، والتى تأتى نتيجة جهد مخلص من أبنائها فى مختلف المجالات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة