تتشح جماعة الإخوان الإرهابية بالسواد عقب رحيل أى قيادة إرهابية على مستوى العالم، لفقدانها رجلا من رجالها المسلحون، وواحد من أسرتها ذات الأفكار المتطرفة، فرحيل أى رئيس تنظيم مسلح كداعش أو تنظيم القاعدة يعتبرا خسارة فادحة لجماعة الإخوان الإرهابية، والإخوان على مدار تاريخها تنعى، رحيل الإرهابيين سواء عن طريق بيانات رسمية أو بإرسال وفد لتقديم العزاء، كنوع من مكافاة نهاية خدمة الإرهاب والتطرف.
الإخوان وأسامة بن لادن زعيم تنظيم داعش
بعد مقتل أسامة بن لادن فجر الموافق 2 مايو 2011 من خلال عملية دهم، دامت 40 دقيقة شارك بها مروحيات الأمريكية بالاشتراك مع بعض العناصر من المخابرات الباكستانية وقد قتل برصاصة في رأسه بعد اشتباك خاطف، صدرت تصريحات نعى شديدة الحزن من جماعة الإخوان الإرهابية بعد مقتل أسامة بن لادن، وقد نُشرت بالوكالات الأجنبية والمواقع الرسمية لجماعة الإخوان، إذ نشرت الإخوان بيانا نشر بـ"أسوشيتيد برس" يوم 2 مايو 2011، قالت فى نعى بن لادن:"الإخون يدعمون المقاومة".
فيما قال محمود عزت نائب المرشد العام لـ «الإخوان المسلمين»، وكالة الأنباء الفرنسية: "أدعو الله أن يرحم أسامة بن لادن، وأن يعامله بالفضل، وأن ينير قبره، وأن يجمعه بالأنبياء والشهداء والصالحين".
كما قال الناطق باسم جماعة الإخوان المسلمين في الأردن جميل أبو بكر، لفضائية الجزيرة نت إن "أسامة بن لادن رحمه الله اختار هذا الطريق وهو يعلم نهايته وكلفة المواجهة والمقاومة لأميركا وحلفائها المستبدين في المنطقة".
وتابع "وإن كنا نختلف مع بن لادن في منهجه إلا إنه تمسك بمبادئه حتى آخر لحظة، وصمد في مواجهة أعتى قوة عالمية مدة عشر سنوات لم يبد فيها أي تنازل عن معتقداته".
وبرأي القيادي الإخواني فإن الظاهرة التي قادها بن لادن "لن تزول بمقتله أو استشهاده ونعتقد أنه طالما هناك ظلم وعدوان فهناك مقاومة مع تعدد المناهج لهذه المقاومة".
وقال "الحل في وقف العنف لا يكون بقتل بن لادن وغيره من قادة القاعدة وإنما في وقف مسبباته المتمثلة بالعدوان على الأمة وبلدانها ومقدراتها والتدخل في شؤونها وهي تسعى لتغيير واقعها للأفضل وإنهاء الفساد والاستبداد ووقف عنف الأنظمة المدعومة أميركيا على شعوبها".
الإخوان وابو بكر البغدادى
وكما نعت قيادات الإخوان أسامه بن لادن، تكرر النعى مع أبو بكر البغدادى، وتشابهت الكلمات، فبعد إعلان الرئيس الأمريكى دونالد ترامب خبر مقتل زعيم تنظيم داعش الإرهابى أبو بكر البغدادى، تكلم أحد قادة ما يسمى "الجيش الوطنى السورى" التابع لتركيا المدعو "مصطفى سيجرى" داعيا بالموت على واشنطن والحياة لأبو بكر البغدادى.
ونشر رئيس المكتب السياسى لما يسمى "لواء المعتصم" فى سوريا والمنضوى تحت لواء تركيا، والمدعوم من قبل جماعة الإخوان، عدة تغريدات على حسابه فى تويتر، بدأها بقوله: "الموت لأمريكا والحياة للبغدادي أمير المؤمنين، وكيف لا؟؟".
وأضاف: "وهل هناك من يتوقع غير ذلك؟!، ومن قبله الحياة لابن لادن والزرقاوي والعدناني، والقائمة تطول، المئات بل الآلاف من الشباب بل ربما أكثر من ذلك، وفي كل مكان يرددون الآن وبصوت واحد ومنخفض، الموت لأمريكا والحياة لأمير المؤمنين".
وأضاف، متحدثاً عن زعيم داعش الإرهابى: "مات بطلاً عظيماً ورجلاً شجاعاً ملهماً للمئات أو الآلاف وربما في المستقبل سيكون ملهماً للملايين، وكيف لا وقد قتلته أمريكا، ودفعت على رأسه أيضاً الملايين، الكثير من الأخبار وربما الأساطير، سيتم تسريبها إلى داخل المعتقلات والسجون، إلى المناطق الخاضعة والقابعة تحت سلطة الاستبداد."
وأكد سيجري مروّجاً لزعيم منظمة إرهابية أرهبت العالم، قائلاً: "ستصل سيرته إلى الفقراء والمساكين والمضطهدين، سيتحدثون عن بطولاته وأمجاده وكيف أثخن بالكفار والمنافقين، عن رجل وهب نفسه لنصرة المستضعفين ووقف وحيداً ضد قوى الكفر وأعداء الإنسانية وأعداء الدين، ضد أمريكا الأب الروحي للإسرائيليين والداعم لجرائمهم المستمرة ومنذ عقود ضد الفلسطينيين."
وتابع: "الأمريكان، أدعياء الديمقراطية والداعم الرئيس للأنظمة الدكتاتورية، أمريكا، المحتلة للعراق والناهبة لثرواته وخيراته، أمريكا الساعية لإذلال العرب والمسلمين ولصالح الإيرانيين والإسرائيليين، أمريكا، الحاقدة على الإسلام والمسلمين، أمريكا المحاربة للجهاد والمجاهدين".
الإخوان والترويج لأفكار الإرهابيين
نعى الإخوان لقيادات الإرهاب لم يقتصر على قادات التنظيمات الإرهابية فى الخارج، بل فعلت ذلك عقب رحيل الشيخ رفاعى سرور الأب الروحى للسلفية الجهادية، إذ ذهب محمد البلتاجى يوم 28 /10/2012 إلى العزاء، وأكد حزنه الشديد على رحيله، مؤكدا أنهم كقيادات لجماعة الإخوان استفادوا جدا من رفاعى سرور ومؤلفاته.
الإخوان يروِّجون فكر قائد جناح السلاح للجماعة الإسلامية بعد مقتله
بعد مقتل رفاعى طه قائد الجناح العسكرى للجماعة الإسلامية فى سوريا عام 2016، روجت جماعة الإخوان لفكر رفاعى طه، وأعلن محمد إلهامي، القيادي الهارب في تركيا، أنه حصل على موافقة من أحد أبرز رموز الجناح المسلح للجماعة الإسلامية لنشر سيرته الذاتية، وأفكاره.
رفاعى أحمد طه من مواليد 1953م ولد بأسوان وانتظم بكلية التجارة فى جامعة أسيوط، حيث عاصر بزوغ الجماعة الإسلامية فى جامعات الوجه القبلى الممتدة من بنى سويف وحتى أسيوط وقنا
وينتمى رفاعى طه للجيل الأول الذى لعب دورا هاما فى تأسيس الجماعة الإسلامية المصرية قبل أن تصبح تنظيما.
وعلم رفاعى طه بتحول الجماعة الإسلامية إلى تنظيم، فى يناير عام 1980 م وانضم إليها وكان أحد الذين شملتهم قرارات 3 سبتمبر عام 1981م التى أصدرها الرئيس الراحل أنور السادات وقضت بالقبض على 1536 معارضا من كافة الاتجاهات السياسية المصرية، من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، وأغلبهم كان من الإسلاميين فى هذا الوقت.
تولى رفاعى طه منصب رئيس مجلس شورى الجماعة الإسلامية بالخارج ومسئول الجناح العسكرى بالجماعة، وشارك فى تأسيس تنظيم القاعدة، كما ينسب له إصدار البيان الخاص بعملية تفجير المدمرة كول قرب السواحل اليمنية عام 2000، بالإضافة إلى كتاب "إماطة اللثام عن بعض أحكام ذروة سنام الإسلام"، والذى تضمن اعترافا وتبريرا لمذبحة الأقصر عام 1997 والتى تعد أبرز حادث عنف ضد السائحين فى تاريخ مصر الحديث.
وعن علاقاته باسامة بن لادن، كان يقول فى أحد الحوارات الصحفية:" عند خروجى من مصر لم يكن إلى أفغانستان مباشرة، بل غادرت أرض الوطن إلى السعودية لتأدية فريضة الحج ثم إلى أفغانستان، والحقيقة أن ليس كل السنوات التى قضيتها خارج مصر كانت فى أفغانستان، بل كانت زياراتى إلى أفغانستان قليلة، فكنت متجولاً بين عدة دول عربية.. أما طبيعة العلاقة بين الجماعة وأسامة بن لادن فكانت علاقة ود واحترام، حيث إن الجماعة كانت حريصة على أن تكون منفتحة على جميع التوجهات ومختلف الفصائل الإسلامية أو حتى غير إسلامية، ومن هنا جاءت العلاقة بين الجماعة وأسامة بن لادن.
الجماعة تعتبر قيادات الإرهاب على مستوى العالم أبناءها الباريين
بدوره وصف إبراهيم ربيع القيادى الإخوانى السابق، الباحث فى شئون حركات المتأسلمة، قيادات الجماعات والتنظيمات المسلحة على مستوى العالم بالأبناء الباريين لها، ولذلك عندما يتوفى أحدهم سواء داخل مصر أو خارجها تنعيه الإخوان وقياداتها دون أى مواربة.
وأشار "ربيع" إلى أن جماعة الإخوان الإرهابية، نعت أبو بكر البغدادى زعيم تنظيم داعش، عقب قتلة إزاء عملية عسكرية أمريكية، كما نعت قديما أسامة بن لادن، مضيفًا :" الإخوان على مدار التاريخ تنعى كل كوادر ورموز الإرهاب.
وأوضح أن جماعة الإخوان تنتابها حالة من الحزن عقب وفاة أى كادر إرهابى، وتعتبره خسارة كبيرة لها، مضيفًا :"تنظيم الاخوان تأسس على بنية تحتية اخلاقية عبارة عن خرسانة مكونة من الكذب والتضليل وتزييف الحقائق ويصنع شخصية منتسبية على أساس الانحراف النفسي والاخلاقي والمتاجرة والانتهازية والاستحلال والاستغلال لكل المقدسات بدءا من الدين وحتى الدماء ".
وبريطانيا ككيان استعماري دفعت ثمنا باهظا في محاولة احتلال مصر بالقوات والعتاد العسكري وفشلت وتم اجلائها عن التراب الوطني المصري ولكنها لم تخرج من ارضنا الا بعد ان تركت لنا جيشا تنظيميا يسمى تنظيم الاخوان المسلمين واعدته اعدادا جيدا ليقوم بالوكالة عنها باحتلال العقل والوجدان المصري واعادة صياغة الضمير والوعي الجمعي للجماهير المصرية من خلال تفكيك علاقة الانتماء والولاء بين المواطن والوطن وتذويب الهوية الوطنية بشعارات دينية حتى يسهل التلاعب بعقل المواطن وتحويله من مواطن فاعل منتمي حريص على بلادة الى كائن لامنتمي لايعنيه الوطن ان تقدم او تاخر بل يسعى جاهدا لتدميره ذاتيا ".
الجماعات المسلحة.. خرجت من رحم الإخوان
من جانبه أكد عبد الشكور عامر الخبير فى شؤون الحركات الإسلامية إن جماعة الاخوان هى جماعة تدعم وترعى كل التنظيمات المتطرفة حول العالم مضيفا أن الإخوان هى الاب الروحى لكل هذه التنظيمات فكريا وتنظيميا وتدعمها بكل أشكال الدعم من خلال حلفائها الدوليين مثل قطر وتركيا.
وأضاف الخبير فى شؤون الحركات الإسلامية أن هناك تحالف وثيق بين داعش وجماعة الإخوان وتوافق واتفاق فحرى وتنظيمي بينهما برعاية اطراف دولية تدعم الإرهاب على مستوى العالم وتسعى للهيمنة على مقدرات الشعوب العربية والأسلامية من خلال دعمها لتلك الجماعات المتطرفة بهدف تقسيم تلك الدول وسرقة ثرواتها وتقسيمها الى دويلات لصالح الكيان الصهيوني والقوى الإستعمارية.
وتابع الخبير فى شؤون الحركات الإسلامية : يؤكد هذا النعى على الصلة الوثيقة بين البغدادي وقيادات التنظيم الدولي للجماعة وان البغدادي كان يقوم بتنفيذ أجندة الجماعة لنشر الفوضى فى البلدان الهى ظهرت بها داعش
واستطرد: كما يؤكد النعى على ان الجماعة ليس تنظيما سياسيا معارضا او إصلاحيا كما حاولت ان تروج له الجماعة منذ ظهورها على الساحة ولكنها اثبتت انها جماعة مسلحة تسعى بكل الوسائل الى القفز على الحكم والسلطة بالعالمين العربي والاسلامي وأنها تتخذ من الدعوة والإصلاح وشعارات الحرية والديمقراطية ستارا لتحقيق اهدافها الخفية بالسلطة والسيطرة على مقاليد الحكم حتى ولو بإراقة الدماء وتقسيم الامة العربية والاسلامية لدويلات يسهل حكمها والسيطرة عليها فالجماعة التي نعت قتلة الشعوب أمثال بن لادن والزرقاوي والبغدادي اثبتت بما لا يدع مجالا للشك انها جماعة تعمل على تنفيذ اجندة خارجية استعمارية>
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة