كأن العالم ، انتبه إلى أن هناك إبداع نسائى لابد النظر له وتكريمه، فكان نصيب المرأة العالمية من الجوائز الكبرى، نصيب الأسد.
جائزة نوبل فى الآداب، أعلنت هذا العام الفائز بجائزة 2018، وكانت البولندية أولجا توكاركوك، السيدة الخامسة التى تفوز بالجائزة فى آخر 11 عام، من وسط 15 سيدة فقط فازوا بالجائزة على مدار تاريخها.
جائزة المان بوكر، هى الأخرى، ذهبت إلى السيدات، ففى عام 2018، فازت بها أولجا توكاركوك، أما جائزة 2019، فخالفت فيها الجائزة لوائحها ومنحتها لسيدتين معا هما كل من مارجريت أتوود وبرناردين إيفاريستو.
برناردين إيفاريستو ومارجريت آتوود
الجوائز العربية هى الأخرى كانت لها نفس التوجه ، جائزة نجيب محفوظ للأدب من الجامعة الأمريكية ذهبت فى 2017، للفلسطينية حزامة حبايب، وفى 2018، للسعودية أميمة الخميس، وذهبت جائزة البوكر العربية للبنانية هدى بركات لتكون أول سيدة تفوز بالجائزة منفردة دون مناصفة، حيث فازت بها من قبل الروائية السعودية رجاء عالم مناصفة مع الروائى المغربى محمد الأشعرى عام 2011.
تقول الناقدة الدكتورة مروة مختار، رئيس مركز الدراسات الثقافية: " ما دمنا نتحدث عن تحكيم ومسابقات، فنحن أمام الفن سواء لا تقسيم نوعى أو عرقى أو مذهبى.
وتابعت "مختار" فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن فكرة التقسيم هنا غير مقبولة لأننا بصدد تحكيم، فالأصل فى العمل الإبداعى أو أى عمل نقرأه أن ننظر إلى كاتبه بوصفه إنسانا، بعيدا عن ميراث مجتماعاتنا المعلنة أو الخفية تجاه أى تقسيمات".
وأوضحت الدكتورة مروة مختار: يمكننى أن أقول إن أغلب الجوائز أصبحت موجهة نحو تيار ما أو كتابة بشكل معين، ويمكن أن يكون لهذه التوجهات علاقة بتوجهات الفكر السائد فى الدول المانحة لها أو المسيطرة على توجيهها بشكل معين تريد طرحه فى مرحلة تالية فتعزز وجوده من خلال جائزة، ولا أستبعد إسهام حركة النشر العالمية فى ذلك لأنها صناعة بمفهومهم تعتمد على ركائز معلنة وخفية هنا وهناك.
وأضافت : المرأة تكتب من قديم وتبدع من قديم لكن هناك عوامل كثيرة دفعت أعمالها لتكون أكثرمقروئية أبرزها إتاحة المقروء بأشكال شتى على مواقع خاصة بالكتب، وقدرتها على تكوين قاعدة مقبولة من القراء وترجمة أعمالها إلى لغات أخرى، إيمان القراء بها سبق النقاد فى ظنى،فالتفت النقاد إليها ليعيدوا النظر فى وعيهم وإيمانهم بها أوعلى أقل تقدير النظر إليها بشكل مختلف ويتناسب مع اتساع مقروئية أعمالهن.
من جانبه قال القاص شريف صالح: من المؤكد ان المرأة حققت مكاسب وإنجازات فى حضورها العام وانعكس ذلك على المشهد الإبداعى العالمى وليس العربى فحسب، وكذلك ليس فى الأدب فقط.
وتابع "صالح": يمكن فهم فوزها بالجوائز فى إطار هذا التحقق، لكن لو وضعنا فى الاعتبار النسبة السكانية فى مصر والعالم العربى، فمازال حضور المرأة عموما ضعيف مقارنة بنسبتها بين السكان، وبالتالى فالتحسن نفسه مازال ضئيلا، بمعنى إنه إذا افترضنا جدلا أن المراة العربية تبلغ نسبتها حوالى40% من جملة السكان، فإنها لا تتمتع بهذه النسبة اطلاقا فى سوق النشر ولا فى سوق الجوائز، ويكفى فقط الرجوع إلى نسب الفائزين والفائزات بجوائز البوكر والملتقى للقصة القصيرة وحتى الجوائز التشجيعية للأدب فى مصر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة