تناول كتاب "الأديان فى كردستان العراق" الصادر عن مركز المسبار، الأقليات الدينية فى كردستان العراق، فبالإضافة إلى المسلمين السنة والشيعة، تتوزع الخريطة الدينية على أقليات تنتمى إلى الصابئة المندائية، والكاكائى (اليارسانى) والإيزيدية، والبهائية، والزرادشتيين الجدد، علماً بأن الوجود اليهودى والمسيحى فى كردستان التاريخية يعود لفترة زمنية طويلة.
يقول الكتاب: أفردنا للمسلمين الأكراد أكثر من كتاب لدراسة السلفية والحركات الإسلامية والتنوع الإسلامى، لتأكيد فكرة التعدد الدينى والمذهبى الفريد فى هذه المنطقة من العالم التى تعيش فى مجال جغرافى مضطرب.
ويتابع الكتاب أن آليات إدارة التعددية الدينية ودورها فى تعزيز السلم المجتمعى والتعايش بين الأديان، أصبحت جزءاً أصيلاً من استراتيجيات الحكومات بعد تجارب تاريخية مؤلمة أُخذت منها الدروس والعبر، إلاّ أن الحروب والاضطرابات السياسية والانغلاقات الثقافية تؤدى إلى نزف فى رصيد التنوع الدينى والإثنى، لا يرتبط هذا النزف بالحرب والهجرة والأزمات الاقتصادية والإرهاب فحسب، بل بأزمة المواطنة والخطاب السلبى تجاه الأقليات، إن الحديث عن النزف المسيحى واليهودى فى الدول العربية يوازى اليوم الحديث عن التراجع الهائل للأديان سابقة على المسيحية، كالصابئة والإيزيدية والبهائية، تحديداً فى العراق ومن ثم إقليم كردستان بعد عام 2003، الذى شكل انعطافة كبرى فى تاريخ المنطقة، بما خلفه من تحولات سياسية واقتصادية وإقليمية، تركت تأثيرات مباشرة على الجماعات الدينية.
يدرس الكتاب الأديان التى يعيش التاريخ فى صفحاتها، والتى تضم الصابئة المندائية، والكاكائية والإيزيدية، والبهائية، والزرادشتية، واليهودية والمسيحية، محاولاً الإضاءة على حضورها التاريخى والراهن والتحديات التى تواجهها.
تشكل الصابئة المندائية مكوِّناً رئيساً من هذه المكوِّنات الدينية فى كردستان العراق، يعود تاريخ هذه الجماعة، على الرغم من أعدادها القليلة، إلى حقبة تاريخية قديمة فى بلاد الرافدين؛ هاجر أعداد منها نحو الإقليم على فترات متفاوتة، بغية البحث عن ملاذٍ آمن هرباً من التمييز الدينى الذى لاحقهم، ويستقرون اليوم فى أربيل والسليمانية. كما تعتبر الكاكائية (أهل الحق) المنتشرة بين الأكراد والتى حيَّرت المؤرخين حول أصولها وجذورها من الأقليات المهمة فى كردستان العراق؛ لقد أثارت إحدى دراسات الكتاب أسئلة عدة حول هذه الجماعة الدينية، ونسبتها إلى الإسلام، وإشكاليات البعد الاجتماعى والكتابة التاريخية والتهديدات والتحديات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة