أكرم القصاص

أتراك يعارضون عدوان أردوغان.. وإخوان سوريا ومصر يؤيدون تدمير بلادهم!

الجمعة، 18 أكتوبر 2019 08:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هناك من صدق أن الرئيس التركى رجب أردوغان، وتابعه تميم، يسعيان لتحرير الشعب السورى ومنحه الديموقراطية والحرية، ولهذا دعما ومعهما القنوات ومنصات الدعاية الحرب بالوكالة فى سوريا.
 
واستوردا عشرات الآلاف من المرتزقة التكفيريين، لدعم حرية الشعب السورى، ووجدا من يؤيد هذا ويتطوع للانخراط فى داعش من أجل حرية السوريين، والنتيجة من كل هذه الحرية المفرطة ملايين اللاجئين، ودمار تام للدولة والمجتمع السورى. 
 
ومن ميزات عصر المعلومات أن المواقف، موثقة وعلى الهواء، لقد تحالف سوريون من الجيش الحر، وقطاعات من المعارضة السورية مع أردوغان وتميم لدعم داعش والقاعدة وتشكيلة من التنظيمات الإرهابية طوال 7 سنوات. 
 
الجيش السورى الحر اختفى وحلت مكانه داعش والقاعدة والميليشيات التكفيرية، وبعد هزيمة داعش، أعاد أردوغان إنتاج المرتزقة السوريين فيما أسماه الجيش الوطنى السورى، وهو ميليشيات على طريقة داعش، تضم بين صفوفها دواعش وتكفيريين. 
 
والمفارقة أنه داخل تركيا هناك قطاعات واسعة من الأتراك ضد العدوان التركى، وقطاع كبير من المعارضين لهذا الاعتداء حتى داخل مجلس الأمة التركى. وباستثناء عناصر الإخوان والمتطرفين فى تركيا فإن قطاعات واسعة ترى أن العدوان يكلف تركيا الكثير من الأرواح والعتاد والأموال،  والمعارضة للغزو ليست فقط فى وسط الأقليات والقوميات العرقية والدينية والمذهبية، الذين ذاقوا مرارة والاضطهاد والتهميش والإقصاء من جانب حكم العدالة والتنمية بقيادة أردوغان، لكن أيضًا رجال المال والطبقات الوسطى التى ترى أن أردوغان أضاع بمغامراته وتدخلاته الكثير من النمو الاقتصادى الذى تحقق على يد تورجوت اوزال، أو حتى فى المراحل الأولى لرئاسة أردوغان للوزراء. 
 
النتيجة أن الغزو التركى لا يحظى بتأييد كل الأتراك. والمفارقة أن تنظيم الإخوان فى سوريا  كان دائمًا مؤيدًا للحرب بالوكالة وتحالف مع داعش والقاعدة، ضد الدولة وليس من أجل الحرية. ولمواجهة المعارضة يحشد أردوغان لتأييد «نبع الخراب» إخوان سوريا الهاربين فى تركيا، وإخوان مصر أيضًا حيث تفرغت قنوات تركيا وقطر لدعم الغزو، وبينما الأتراك يعارضون الغزو، فإن الإخوان فى كل مكان يؤيدون الغزو. 
 
الإخوان الهاربون فى تركيا وقطر يمكن توقع تأييدهم للعدوان التركى، وهم لا يخفون تأييدهم لأردوغان على حساب بلدهم، فهم لايتوقفون عن التحريض والشماتة فى بلدهم بينما يدينون بالولاء لأردوغان وتميم، فى تجربة تبدو غير مسبوقة، حتى هذا لم تفعله حكومة فيشى فى فرنسا التى تعاونت مع النازى فى الحرب العالمية الثانية.
 
ربما لا يكون النظام السورى مؤيدًا من كل السوريين لكن تجربة الجلبى وأمثاله من مؤيدى الغزاة فى العراق، أو الجيش الحر وكثير من المعارضة، لم يخوضوا صراعًا سياسيا لكنهم خاضوا حربا بالوكالة لصالح تدمير بلدهم. 
 
ومهما بذل خصوم الجماعة من جهد ما كانوا يقدمون دليلا دامغا على القابلية للتعاون مع الأعداء، مثلما يفعل الهاربون من تنظيم الإخوان فى تركيا وقطر، إخوان سوريا وتكفيريوها يؤيدون الغزو ومعهم إخوان مصر الهاربون، بينما الأتراك ليسوا متفقين وبينهم من يعارض. 
 
وفى الوقت الذى تتوقع تقارير الصحافة والمحللون الدوليون أن يقود أردوغان شعبه للخراب، وتقول صحيفة لوموند الفرنسية، إن توجه أردوغان وعدوانه على سوريا ينذر بعواقب وخيمة سيدفع ثمنها الشعب التركى، وأن أردوغان مصمم على جر بلاده إلى الهاوية بإصراره على خوض هذه الحرب وتبريرها على الرغم من الغضب العالمى من هذه العملية وتوالى العقوبات المفروضة على تركيا.  
 
أردوغان يقود المتطرفين والمرتزقة وعين نفسه وكيلًا وحيدًا للإسلام على طريقة داعش، ووكيلًا وحيدًا للقضية الفلسطينية على طريقة إسرائيل، ويزعم أنه غزا سوريا لمواجهة الإرهاب، يمكن أن نتوقع مواطنين سوريين يؤيدون الغزو الخارجى لبلادهم بل وينضمون، أن تؤيد عدوانًا خارجيًا على بلدك علنا ومن دون خجل، فهذا يبدو لدى أغلبية البشر الطبيعيين أمرًا من رابع المستحيلات بعد الغول والعنقاء والخل الوفى. لكن لأننا فى زمن العجب نرى مؤيدين لغزو بلادهم أو مادحين فى حب أردوغان النازى الجديد. 
 









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة