استضاف مركز دراسات الشرق الأوسط بالجامعة الأمريكية بالقاهرة اليوم الأربعاء آلان جريش رئيس تحرير صحيفة اللوموند الفرنسية سابقًا، وذلك فى ندوة عن كتابه الجديد "حقائق وأكاذيب حول الشرق الأوسط من مذكرات الصحفى المخضرم إريك روليه".
ووفقًا لآن جريش الذى يشترك مع روليه فى كونهما يهوديين عاشا فى مصر، فإن روليه تربى فى عائلة يهودية بحى هليوبوليس بالقاهرة وقد كانت أسرته تتحدث الفرنسية وهى لغة الأجانب المقيمين فى مصر فى تلك الفترة، فقد كان اليونانيون والطليان المقيمون بمصر يتقنونها أيضًا، وهو الأمر الذى ساعد روليه فى الهجرة إلى فرنسا بعد تأسيس دولة إسرائيل وخروج اليهود من مصر.
جريش قال إن العام 1954 قد شهد حراكًا سياسيًا فى مصر بعد ثورة يوليو وكان روليه وقتها نشطًا فى أحد المؤسسات الصهيونية اليسارية بالقاهرة ولكنه ما لبث أن تركها نظرًا لاهتمامها بفلسطين، بينما كان هو مهتما بمصر، بعدها بدأ روليه فى الانضمام للأحزاب اليسارية حتى وجد نفسه أمام خيارين لا ثالث لهما السجن أو مغادرة مصر فاختار فرنسا التى كانت جزء من ثقافته وهناك عمل بوكالة الأنباء الفرنسية حتى سمع خبر تأميم القناة عام 1956 وهو أمر فاجئ النخب الفرنسية إذ كانت مصر أول دولة بالعالم الثالث تجرؤ على استرداد ممتلكاتها من يد القوى الاستعمارية.
وأضاف: كان اريك روليه من القلائل الذين سافروا إلى أفغانستان وباكستان والكونغو طوال رحلته الصحفية وقد كان ممنوعًا من زيارة أى بلد عربى باستثناء لبنان حتى إذا جاء العام 1963 حين التقى بهيكل ودعاه للقاء عبد الناصر وسمح له بزيارة مصر منبع القومية العربية فى الوقت الذى كان ممنوعا من دخول باقى الدول، مشيرًا إلى أنه اشترط على هيكل أن يسمح له ناصر بحرية السؤال فسأله لماذا ألقيت القبض على الشيوعيين فأجاب ناصر: سأطلق سراحهم، وهو ما تم بعدها بشهر.
وأشار جريش إلى أن أريك تمتع بعلاقة قوية مع عبد الناصر إذ كان يتقن العامية المصرية مؤكدًا أن حرب يونيو 67 شكلت محطة فريدة فى علاقة فرنسا بالعالم العربى بسبب مواقف شارل ديجول المؤيدة للعرب.
ولفت جريش إلى علاقة روليه بياسر عرفات حين تم تعيينه سفيرا لفرنسا فى تونس وكانت منظمة التحرير الفلسطينية قد انتقلت هناك ولعب دور وساطة بين الإسرائيليين والفلسطينيين لأنه كان مؤمن بحل الدولتين مضيفًا: لقد كان يؤمن أن الحياد الصحفى كذبة تعنى أنك مع اليهود وبعدها بدقائق مع النازية وقد وضع نفسه فى صفوف مؤيدى فلسطين.
روى جريش قصة لقائه بهارون شحاتة أشهر اليهود المصريين مؤكدًا إنه من الصعب وضع تعريف لليهودى فقد كان هارون شيوعيًا رفض أن يغادر مصر ولكن تأسيس إسرائيل وضع اليهود العرب فى موقف محرج حتى أن هارون شحاتة رغب فى الانضمام للجيش المصرى ولكنه لم يتمكن من ذلك نظرا لوجود أقارب له فى إسرائيل.
وعن تأثيره قال جريش، إن روليه غير الطريقة التى كان ينظر بها الفرنسيون للصراع العربى الإسرائيلى وأثر فى أجيال متلاحقة منهم وساهم فى خلق رأى عام فرنسى مؤيد لفلسطين إذ كانت لوموند أحد علامات التأثير فى النخبة الفرنسية قبل ظهور الإنترنت معتبرًا رحيل الأجانب عن مصر خسارة كبيرة لها كدولة كزومبوليتانية وبسبب دورهم فى المؤسسات التعليمية.
واستكمل: فى الخمسينات والستينات كانت القاهرة مسرحا للسجالات الفكرية والمناظرات التى تدور فى أوروبا بين أقطاب الفكر ولكن كل هذا اختفى وتوقف برحيل الأجانب عنها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة