الرئيسية

تحقيقات وملفات

رئيس كلية الجراحين الدولية لـ"اليوم السابع": الروبوتات ستغزو غرف العمليات قريبًا.. الدول الإسلامية كلها وافقت على التبرع من ميت إكلينيكيًا إلا مصر خافت من "البلبلة" .. ويحذر من النصب فى العلاج بالخلايا الجذعية

الإثنين، 07 يناير 2019 08:00 م

رئيس كلية الجراحين الدولية لـ"اليوم السابع"

كتبت أميرة شحاتة – تصوير عمرو مصطفى

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

- العالم المصرى: هذا سر صورتى داخل المتحف البريطانى وهذه قصتى مع الإمبراطور اليابانى

- ويؤكد: نحن فى حاجة لصناعة المناظير فى مصر

كانت جلسته بسيطة، وترتسم على وجهه ابتسامة عالم مصرى سافر لبلاد العالم ليتعرف على الجديد، ويضيف لمجال الجراحة فى مصر الكثير.. الدكتور عادل فؤاد رمزى، هو أول من أدخل جراحة الكبد فى مصر، وجراحة المناظير فى قصر العينى، وهو رائد جراحة الغدد الصماء ورئيس كلية الجراحين الدولية، تم اختياره من جانب منظمة الصحة العالمية فى جنيف مستشارًا للصحة العالمية فى الجراحة العاجلة والضرورية وخلده المتحف البريطانى بعرض صورة مرسومة له مع كبار جراحى العالم.

تحدث معنا عن الجديد فى الجراحة وما يطرأ عليها يومًا عن الآخر وأين نحن فى هذا الطريق الطويل وما الذى ينقصنا تحديدًا لنصل لمستوى الدول المتقدمة وتفاصيل أخرى عن نقل الأعضاء والعلاج بالخلايا الجذعية.

ما القصة وراء صورتك الموجودة فى المتحف البريطانى؟

فى عام 2010، أزيح الستار عن صورة مرسومة لى وأنا أجرى جراحة لمريض مع مجموعة من كبار الأطباء بكلية الجراحين الدولية من مختلف الدول، وتم عرضها فى معرض الصور التابع للمتحف البريطانى بلندن.

ولم تكن هذه الصورة فقط القريبة لقلبي، ولكن أيضًا التى التقطت لى عام 2016 مع إمبراطور اليابان عندما ألقيت محاضرة هناك، ورحب بى الإمبراطور الذى ينحنى كنوع من التحية، فى هذه اللحظة تحديدًا كان شعورى بمدى الاحترام والتقدير الذى يحمله اليابانيون فى التعامل الذى لم أر مثله فى حياتى.

وفى هذا العام وضع لى صورة فى قاعة الخالدين بكلية الجراحين الدولية بشيكاغو وتمت إزاحة الستار عنها فى احتفال كبير بحضور القنصل المصرى محمد أبو الذهب.

هل يوجد لمصر تصنيف عالمى فى مجال الجراحة؟

سؤال صعب.. ولكن مصر معروفة بمكانة جيدة جدًا فى الجراحة، فأنا عملت فى أمريكا عامين فى جامعة هارفارد وجامعة سينسيناتى، وفى فرنسا بجامعة ليون، فى إنجلترا بمستشفى رويال مارسدن، وكل هذه الأماكن يعلمون جيدًا مستوى الجراح المصرى، ففى أمريكا اكتشفت أننا كجراحين مصريين فى مستوى عالٍ من المهارة.

وهل لدينا كل الأجهزة والوسائل الطبية المستخدمة بالخارج؟

نعم .. لدينا كل الأجهزة ولكن كلها إنتاج الخارج، فللأسف تكاليفها باهظة فى كثير من الأحيان، والأمر الوحيد الذى لا نمتلكه هو استخدام الروبوتات فى الجراحة وذلك لارتفاع تكلفتها بشكل غير طبيعى.

وكيف تكون الجراحة من خلال إنسان آلى؟

على سبيل المثال تكون الجراحة فى روسيا والطبيب فى أمريكا، فيتلقى الإنسان الآلى التعليمات من الطبيب الموجود فى أمريكا من خلال بصمة صوته، وبالتالى يستطيع الجراح القيام بالعملية دون أن يوجد فى مكان المريض، ولكن هذا الأمر لم ينتشر عالميًا لأنه مازال باهظ التكلفة، فحاليًا استخدامه بكثرة فى العالم فى الاستئصال الجذرى للبروستاتا ولكن فيما يخص الجراحة العامة ما زال لا يأخذ مكانته.

كم تكلفة الجهاز تحديدًا وهل يوجد منه فى مصر؟

الإنسان الآلى تكلفته تصل إلى 8 ملايين جنيه فى الجهاز الواحد، ويوجد منه فى قصر العينى والمعهد القومى للأورام ولكن ما زال لا يطبق عليهما هذه الجراحات بعد.

ولكن هل يكون الإنسان الآلى بدقة يد الجراح؟

بل أكثر دقة.. لأن الجراح حركات أيده تصل لـ180 درجة ولكن سيطرة حركات الإنسان الآلى تصل إلى 360 درجة بدون أى اهتزازات.

وهل يفترض بنا الخوف من فكرة استبدال الروبوتات للجراحين؟

بالتأكيد.. يجب علينا لأنه فى المستقبل ستحدث أمور كثيرة جدًا، فجراحات كثيرة ستسقط وتخصصات ستختفى، فالمستقبل للتخصصات الدقيقة فعلى سبيل المثال عندما نقول جراحة مناظير نخصص مناظير جزء معين وكذلك، أى أنه ستكون التخصصات دقيقة جدًا.

"تذكر الإحصائيات أن مصر تعانى من نقص فى عدد الأطباء بواقع 800 مواطن لكل طبيب فى حين متوسط النسب العالمية 350 مواطنًا لكل طبيب، والعجز يظهر بشكل كبير فى تخصصات التخدير والأشعة والتحاليل والجراحة العامة والرعاية المركزة، وهو ما قد يساعد فى اللجوء للروبوتات مع بداية انتشارها".

إلى أى مدى تشهد مصر هذا التطور فى الجراحة؟

عندما ننظر للجراحة منذ قدماء المصريين نجد أنهم كانوا يستخدمون عظامًا فى الجراحات من أجل قطع الجلد ثم استخدموا الحديد.. حاليًا نستطيع أن نجرى الجراحة ونقطع الأنسجة بالموجات الصوتية دون نزيف لأنه يقطع ويجلط.

وليس ذلك فقط بل أنه يمكن إجراء جراحة من فوق الجلد من خلال أشعة جاما وتكون عمليات داخل المخ فتكسر الورم، وهناك جراحات الليزر أيضًا لها أنواع عدة جزء منه يجلط الأنسجة وجزء آخر يوقف النزيف وحاليًا ظهر نوع آخر يبخر الأنسجة فيتمكن خاصة من الأورام ولكنه لم يصل مصر بعد.

وكيف يجرى الوضع فى مصر بشأن جراحة المناظير؟

مشكلة جراحة المناظير فى مصر أنها باهظة ولتجنب التلوث يفترض ألا تستخدم بعض الآلات المصنوعة من البلاستيك إلا مرة واحدة أما المعدنية فيمكن تعقيمها، ولكن التطور أكثر فى النوع البلاستيكى وهو غالٍ جدًا وذلك ما يمنعنا عن الوصول للتطورات الأخيرة.

ولكننا على جانب آخر نجرى 95% من جراحات استئصال المرارة بالمناظير إلا إذا كان فى مشاكل تضطر للفتح، ولكننا رواد فى جراحة المناظير فقد نقلناها عن الخارج بعام واحد، وذلك حدث من خلالى مع مجموعة من أطباء قصر العينى ولا تعتبر هذه الجراحات قليلة فى مصر حاليًا.

ماذا ينقصنا حتى نصبح فى المراكز الأولى عالميًا فى هذا النوع من الجراحات؟

ربما علينا أن نصنع هذه الأجهزة بأنفسنا، وهذا ما حاولت أن أفعله من خلال الاتفاق مع بعض الخبراء الهنديين الذين يصنعون المناظير بدقة وأسعار أقل لكننى لم أنجح فى إحضارهم لمصر لتدريب فريق عمل..

ولكن هناك حقيقة لا يمكن أن نتغاضى عنها وهى أن إنجلترا حين طلبت أفكارًا جديدة لصناعة المناظير تولى هذا المشروع طبيب مصرى بقصر العينى وحاليًا هو رئيس قسم الجراحة بجامعة لندن وذلك يعنى أنها ليست خيبة مننا ولكن يجب أن نقم بشىء يساعدنا بصناعتها فى مصر.

انتقالاً من جراحات المناظير إلى نقل الأعضاء.. متى سنجرى نقل قلب؟

لا يوجد لدينا إلا نقل الكلى وجزء من الكبد لأنه يمكن التبرع به من شخص حى لآخر، ولكن القلب يجب أن ينقل من شخص متوفى حديثا لذلك لم يحدث عندنا.

ولماذا لا يمكن نقله من متوفى حديثًا؟

بسبب "البلبلة" التى تدور حول "هو العيان مات ولا مامتش"، فعلى الرغم من إصدار قانون لنقل الأعضاء من المتوفى حديثًا إلا أنه لم يطبق، وللأسف هذا السؤال قد حسمه العلم وتحركت كل البلاد المسيحية والإسلامية فى طريق نقل الأعضاء من متوفى حديثا إلا مصر.. فالسعودية أجريت نقل قلب من سنوات عديدة ومازلنا لم نأخذ خطوة واحدة.

علميًا الموضوع بسيط، وهو أنه ببساطة فى حالة موت المريض إكلينيكيا من خلال موت جذع المخ فبالتالى انتهى، وفقط الأجهزة هى التى تجعله على قيد الحياة ولكن عندما يقف الجهاز سيموت على الفور، ولكن رجال الدين لدينا لم يستوعبوا الموقف وكذلك المجتمع لم يقبل الفكرة وبالتى توقفت سواء كان نقل قلب أو كلى أو كبد كامل أو غيره من شخص متوفى حديثًا.

ولكننا حاليًا اتجهنا للخلايا الجذعية رغم التحذيرات منها..

الخلايا الجذعية طريق جديد بالفعل لأنها تستطيع أن تعطى كل أنواع الخلايا وتخلقيها وبالتالى يمكن أن تتحول لخلايا أعضاء معينة وقد تكون نجحت فى الأذن والعمود الفقري واللثة علميًا ولكن لم تطبق بشكل طبى، لذلك التحذيرات من الأشخاص الذين يقولون إنهم يعالجوا بها فـ"النصب" فيه كثير ولا يعتمد أى علاج ولكن الاتجاهات كلها بحثية.

شاركت فى موسوعتين للجراحة، فماذا كان دورك فيها؟

مشاركتى فى موسوعة جراحات المناطق الحارة كانت ضمن 270 شخصًا فى العالم، حيث تختلف فيها الأمراض فى أعراضها وانتشارها وعلاجها وأيضًا إمكانياتها، فأفريقيا كمثال قارة فقيرة جدًا فبعض الدول لا يوجد لديهم خيوط جراحية أو غرف عمليات وكان يجب أن يتم الاهتمام بذلك.

أما الموسوعة الثانية فكانت عن جراحة الأوردة وشاركت فى جزئية الأوردة الخاصة بالغدد الصماء مثل الغدة الدرقية والجاردرقية والبنكرياس.