حياة كريمة.. رسالة جديدة يبعث بها الرئيس إلى مصر.. حياة كريمة مبادرة جديدة تضاف إلى مبادرات عديدة يطلقها الرئيس مع بداية كل عام.. خصص عاما للشباب إيمانا منه بأن المستقبل يبنيه الشباب وأن أمة منحها الله هبة ديموجرافية وأعطاها فرصة أن تكون أمة شابة يجب أن تنتبه إلى أهمية هذه الهبة، فكانت مبادرة الرئيس باختيار عام للشباب تحققت فيه أهداف عدة فتحول اللقاء السنوى إلى لقاء شهرى ثم لقاء دولى وظهرت برامج التدريب الخاصة بالشباب تحت رعاية الرئيس وأنشئت أكاديمية تدريب الشباب وحصل العديد من الشباب المتميز على مناصب قيادية فى العديد من الوزارات والهيئات.. وأطلق عام المرأة لتحصل المرأة الكادحة على العديد من فرص التكريم.. اختيار للشباب ثم اختيار للمرأة ثم إطلاق لعام ذوى الاحتياجات الخاصة.. وهذا العام إطلاق مبادرة حياة كريمة وهى هدف للرئيس منذ أن تولى الحكم منذ سنوات ست، ومنذ أطلق مبادرات القضاء على العشوائيات ولم يكن هدفه يومها القضاء على أزمة الإسكان بل كان الهدف الحقيقى هو استعادة كرامة المصريين.. فوجود المصرى فى منطقة عشوائية يعنى حياة بلا كرامة.. حياة فى مسكن غير آدمى.. أن يكون لكل أسرة خصوصيتها ولكل فرد من الأسرة احترام وخصوصية على الآخرين.. أسرة فى منزل لها حمامها المستقل وباب يغلق على فتياتها وحديقة لأبنائها ومدرسة يجد الطالب فيها مكانا يجلس عليه ومكانا يلعب فيه.. المتابع لما حدث فى الأسمرات وبشرة خير وبشاير الخير والراصد لما كانت عليه أحياء تل العقارب وغيط العنب والمحلل لنظرة الأمل والأمان فى عيون سيدات وأطفال هذه المناطق يعرف أن حياة كريمة هى ما تعبر عنها نظرات هؤلاء.. الحياة الكريمة تعنى لهؤلاء منزلا آمنا.. باب يغلق عليهم.. ستر لهم.
حياة كريمة كانت هدف الرئيس وهو يطلق حملة المائة مليون صحة.. الكرامة فى الحصول على فرصة علاج بدون تسول.. فرصة علاج تكفل له حياة بصحة جيدة.. فرصة علاج لا يقف بسببها فى طابور طويل قد يمتد إلى سنوات حتى تجرى له جراحة.. عندما طلب الرئيس من وزيرة الصحة النشيطة د. هالة زايد أن تقضى على قوائم الانتظار لم يكن فقط يهدف إلى إجراء العمليات بسرعة لإنقاذ حياة المنتظر فى القوائم.. ولكنها كانت رغبة حقيقية فى تحويل حياة هؤلاء.. التحول الذى شهدته حياة أكثر من 70 ألف حالة تمت إجراء عمليات لهم وخرجوا من طابور الانتظار المؤلم إلى حياة كريمة منتجة هذا التحول هو ما يقصده الرئيس عندما يطلب أن يعطى المصرى الفرصة فى حياة كريمة.
عندما طلب الرئيس توفير فرص عمل دائمة لعمال التراحيل واليومية أو العمالة المؤقتة وأطلق شهادات أمان لتغطى حياة تأمينية لحوالى عشرة ملايين مواطن يعيشون حياة قلقة.. لا أمان لهم فى مستقبل ولا دخل ثابت يؤمن حياة منضبطة فكانت مبادرة أمان التى انطلقت لتغطى حياة مئات الآلاف من هؤلاء ولتؤمن حياة كريمة لملايين تضمهم أسر هؤلاء.. حياة كريمة كانت هدف الرئيس عندما أطلق مبادرة التأمين الصحى الشامل لتبدأ فى محافظات بورسعيد والسويس والإسماعيلية.. حياة كريمة كانت هدف الرئيس، عندما أمر بتعديل نظام الدعم التموينى وحرص وزارة التموين فى أن يصل الدعم إلى مستحقيه، ثم رفع الدعم إلى قيمة معقولة ربما لا تكون كافية، ولكنها حمت الكثيرين من ذل السؤال.
حياة كريمة إذن ليست مبادرة وليدة هذا العام، ولكنها كانت موجودة فى كل تصرفات الرئيس موجودة عندما التقى الحاجة «صاصا» وفتاة العربة السكندرية وفتاة التروسيكل وسائقة الميكروباص، وعندما وفر لكل منهن فرصة لبداية جديدة لحياة كريمة.. وقتها لم يكن الرئيس يفكر فقط فى جبر خاطر هؤلاء ولا السعى إلى إظهار صورة لرئيس قريب من الشعب ولكنه كان يبعث للمسؤولين برسالة أن يسعوا جميعا إلى خلق حياة كريمة للمواطن فى كل مكان فى مصر.. الرئيس عندما أطلق مبادرة تكافل وكرامة لتغطى وتعطى حماية لـ2 مليون أسرة كان يحلم بحياة كريمة لأسر بلا عائل ولا دخل.. عندما وجه برعاية المرأة المعيلة والتى كشفت الأرقام بعدها عن وجود نحو %30 من الأسر المصرية تعولها سيدة وظهر ذلك واضحا فى النماذج التى قابلها الرئيس.
حياة كريمة مبادرة أطلقها الرئيس فى عام 2019 فماذا نحن فاعلون؟ وزيرة التضامن بدأت التنفيذ بلقاء مع أكبر عشر جمعيات أهلية تعمل فى التنمية المستدامة ولها تاريخ طويل فى ذلك.. هذه هى البداية ولكن هناك فى مصر ما يزيد عن ثلاثين ألف جمعية أهلية يبحث الأعضاء فى أغلبها عن أهداف شخصية ومن بينها جمعيات لتنمية المجتمع فى القرى.
التحرك السريع لوزيرة التضامن أرجو ألا يفهم منه أن ذلك هو الهدف من الحياة الكريمة، وأن القضية هى مجرد تحرك للمجتمع تجاه فئة من المحتاجين.. القضية أكبر من ذلك ويجب أن يشارك فيها الجميع وألا يقتصر على خطب الجمعة كما قرر فضيلة وزير الأوقاف وهى وزارة غنية كنت أتمنى أن يعلن بدء تمويل مشروعات للأسر الأكثر احتياجا.. ودعم للطلبة الأكثر فقرا.. أو تحمل لتكلفة علاج لفقراء.. أو حتى متحملا لتكلفة غرامات لغارمات أو غارمين.. أتمنى أن تكمل وزيرة الصحة ما تقوم به من توفير حياة كريمة للطبيب الشاب الذى يأتى من القاهرة أو الدلتا للعمل فى الصعيد أو الوادى الجديد فلا يجد استراحة ولا مكتب ولا وسيلة سفر كريمة.. أتمنى أن تواصل عملها لتوفر له ما بدأته من فرص تعليم ما بعد الجامعة بشكل يليق بكرامته ومهنته.. الحياة الكريمة ليست فقط فى التبرع للمحتاج أو كسوة شتاء أو سداد لمصاريف مدرسة.. الحياة الكريمة تعنى الكثير.. تعنى حياة كريمة فى كل مكان.. احترام فى قسم الشرطة.. ابتسامة من الطبيب لمريض.. مقعد فى مدرسة.. فرصة فى تعليم أفضل.. وأعتقد أن هذا ما يقصده الرئيس.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة