مطلوب من اللواء مجدى عبدالغفار، مستشار رئيس الجمهورية لشؤون الأمن ومكافحة الإرهاب، بصفته رئيس اللجنة العليا لمواجهة الأحداث الطائفية، عملا علميا تخصيصا فى معالجة هذا الملف الخطير، فإذا كانت الفتنة الطائفية فى الأخير خطر يهدد الأمن القومى، فإنها تستأهل تفكيرا يجاوز الأجندة الأمنية إلى منظومة كلية تعليمية وثقافية وفكرية ودينية، ومشتقاتها مجتمعيا.
أقصد أن اللواء مجدى عبدالغفار عيه أن يتوفر على تشكيل عدة لجان فرعية كل لجنة تقوم بمهامها المستوجبة، وترفع تقاريرها وتوصياتها إلى اللجنة العليا، لاتخاذ ما يلزم من قرارات ترفع إلى رئاسة الجمهورية.. مطلوب شغل علمى.
على وجه التحديد ينبثق عن اللجنة العليا، لجان تخاطب الثقافة والتعليم والخطاب الفكرى والدينى والأسرة والمجتمع، كل لجنة لها قوامها ويختار لها العالمون بأمورها، وهم معروفون بالاسم والتخصص، يدعون إلى وضع روشتة علاج مجتمعية تتحول إلى أجندة رئاسية تنفذ بمواقيت ملزمة، كما يجرى الآن فى المشروعات القومية، ووأد الفتنة الطائفية والوقاية من آثارها المدمرة مشروع قومى لا يقل أهمية فى سياق نهضة الدولة المصرية.
واللجان المشار إليها يجب أن تبتعد بمسافة عن الوجوه الرسمية، فهى تقريبا ممثلة بأجهزتها فى اللجنة العليا، نطلبها لجان علماء ومفكرين ومتخصصين ثقاة من خلصاء هذا الوطن، ممن أفنوا عمرهم فى حماية الدولة من خطر الفتنة الطائفية، وهو باب الشرور جميعا، معلوم الحريق الطائفى من مستصغر الشرر، الخطر فى شرارة غير محسوبة العواقب، فى شائعة ضالة تضل خلق كثير، فى قرار إدارى أحمق، فى فتوى ملغومة، فى مانشيت طائفى، فى قصة عادية فى كتاب القراءة الرشيدة، فى خطبة أو فتوى أو تطوع من جاهل جهول بالشرع، الخطر داهم، والعاملين على الفتنة كثر، أكثر من الهم على القلب.
كل لجنة تعمل وفق برنامج زمنى، تقدم روشتة، وتجتمع اللجان للتنسيق، الفتنة ضاربة فى الأرض، متجذرة فى الشارع، الفتنة تلهج بها أَلْسِنَة عاوزة قطعها، فى البيت المدرسة المسجد الكتاب الصحيفة البرنامج، كلها تقع بعمد أو بغير عمد فى سياق تأجيج الفتن ما ظهر منها وما بطن.
علاج الفتنة من أعلى قد يطفئ النار إذا شبت، ولكنها لا تعالج من عند الجذور من درس طائفى يتلقاه طفل فى الروضة من مدرس طائفى لا يزال يعتقد بان التقرب إلى مولاه بتصنيف البشر كفار أو مؤمنين، فى محسوب على الأزهر يصم إخوة الوطن بالكفار، فى قول ذائع يردده بغبغاوات يحرفون الكلم عن موضعه، فى تحرش طائفى لمتهوس لا يعرف معنى لما يفعل سوى التقليد القبيح.
أقصد بالاستقلالية المعنى الحرفى، لأنها ستكون بمثابة مراقب لخطاب الحكومة فى هذا الملف الخطير، من ذا الذى يقوم على مراجعة خطب الجمعة التى تقررها وزارة الأوقاف، من الذى سيراجع مناهج التعليم التى تقررها وزارة التعليم، من سيقف على رؤوس الموضوعات التى تقررها وزارة الثقافة، التفاصيل يا سادة خطيرة، وفى أعمال لجنة المواطنة بالمجلس الأعلى للثقافة على عمرها الطويل ثبت بما نتحدث عنه، وفى المجلس القومى لحقوق الإنسان تقارير مهمة وجديرة بالتوقف والتبين، وفى اجتهادات المفكرين ترياقا للسم الطائفى الذى يسرى فى عروق المجتمع.
حسنا تشكلت اللجنة العليا، ومطلوب تحويل التشكيل إلى منهاج عمل، علاج الفتنة الطائفية ليس مؤقتا، هذا الذى يظهر عرض لمرض يحتاج إلى حكماء يقفون على المشهد المريض بالفتنة، يشخص الحالة، ويقدم روشتة متكاملة للقضاء على هذا الفيروس اللعين، ويقترح خطوات العلاج متتالية، ومهما احتاجت من وقت، فالوقاية دوما خير من العلاج.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة