حمدى رزق

مراجعات رئاسية

الثلاثاء، 29 يناير 2019 06:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حسنًا فعل وزير القوى العاملة، محمد سعفان، بتسليم 2068 عاملا وثيقة «أمان» فئة 500 جنيه بإجمالى مليون و340 ألف جنيه فى أسوان، الحمد لله، مشروع «أمان» لايزال حيًا، خشيت أن ينسوه فى متوالية مبادرات الرئيس التى تتنوع ما بين كفالة وصحة وتعليم.
 
وثيقة أمان فى أسوان استمرار لهذه المبادرة التى تضمن حدًا أدنى من الأمان للعمالة غير المنتظمة فى مواقع الإنتاج، خشيت أن تكون البيروقراطية المصرية العتيدة قد وأدت هذه المبادرة، أو غضت الطرف عنها أو تحركت بعيدا تلبية لمبادرات أخرى.
 
للأسف ما خشيت منه عرف سائد فى تاريخ المبادرات المصرية، تلتهب الأكف تصفيقًا وتتحمس الوزارات والهيئات والمؤسسات والجمعيات لأيام أو شهور، ثم ما تلبث الشعلة أن تخمد رويدا رويدًا، ثم تنطفئ تمامًا فلا يبقى منها شىء، «وكأنك يا بوزيد ما غزيت».
 
آفة حارتنا النسيان، وهنا تستوجب المراجعات الرئاسية لتفعيل هذه المبادرات الحيوية، مراجعات تقف على رؤوس هذه المبادرات، تقييما وحسابا عسيرا، المبادرات لا تطلق لكى تذروها رياح النسيان، المبادرات تطلق لكى تظل حية وتتطور، حتى تبلغ منتهاها، ويقدم كشف حساب حقيقيا وواقعيا عما تم إنجازه على الأرض، ليس لدينا رفاهية خسارة مبادرة أو تضييع جهد أو التقاعس عن أداء المهمة.
 
المبادرات الرئاسية، كما أفهمها، تسد نقصًا، وتحفز جهودًا، وتخفف عبئًا، وتدعم بما يدفع للتحرك للأمام، إرادة سياسية، ودعم معنوى ومالى، يقطع الرئيس الخطوة الأولى واثقًا فى الإنجاز بحافز رئاسى، ويتوقع استكمال الطريق عبر آلياته المجتمعية، دون كلل ولا ملل لأن الحساب الختامى قادم، ولا مجال للتسيب أو التساهل أو التقاعس، الرئيس يحاسب حسابا عسيرا، ولربما على الهواء مباشرة، فليحذر المتقاعسون.
 
ابتُلينا بمرض فتور الحماس وهبوط الهمة، نتحمس حتى تبح الحناجر من الهتاف، ثم نهدأ، وهكذا دواليك حتى لا يتبقى من نارنا سوى رماد تذروه الرياح، وعليه لابد من مراجعات رئاسية لصيقة لمجمل المبادرات الرئاسية حتى لا تضيعها البيروقراطية العريقة فى التبديد، كم من مبادرات عظيمة جن عليها ليل العتمة فى النفوس، فصارت نسيًا منسيًا.
 
مشكور الوزير سعفان، يقظ وعامل على تفعيل المبادرة الرئاسية، ومشكورة وزارة التضامن ووزيرتها غادة والى، ومشكورة الدكتورة مايا مرسى، رئيس المجلس القومى للمرأة، الثلاثى العامل على إحياء وثيقة «أمان»، بلى.. ولكن ليطمئن قلبى، أرجو من رئاسة الجمهورية طلب كشف حساب مبادرة أمان، مراجعة الأرقام المتحققة على الأرقام المستهدفة، فإذا تحققت أو فى طريقها، فبها وأكرم، وإذا كانت محل التحقق أو لاتزال دون التحقق، فلابد من دفعة رئاسية جديدة تحيى هذه المبادرة غير المسبوقة فى تاريخ القوى العاملة المصرية، وتزودها بما يلزم للاستمرار حتى تظلل المظلة التأمينية العمالة المؤقتة جميعا.
 
أيضًا إحياء هذه المبادرة فى الشارع المصرى، الناس بتنسى، الناس فى شغل، ويستوجب التذكير، فليس لدينا رفاهية نسيان، مبادرة تجمعت لها كل أسباب النجاح، فحققت انطلاقة هائلة، وشاعت فى الأرجاء، وأقبل عليها الحادبون على مستقبل كريم لأولاد هذا الشعب الكريم، فقط الطبع يغلب التطبع، والنسيان آفة، والزهايمر البيروقراطى مرض مزمن.
 
خلاصته، مطلوب كشف حساب ومراجعة رئاسية لهذه المبادرة، ولكل المبادرات الرئاسية، الرئيس معلوم أنه يراجع المشروعات مشروعًا مشروعًا يوميًا، ولا يغمض عينيه عن مشروع فى قرية نائية فى أسوان، أرجو مراجعة ضرورية لوثيقة أمان، ففى المراجعة أمان.
 









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة