نقلا عن الموقع الرسمى لمجلس الوزراء، قناة السويس حققت عائدات خلال العام الماضى 2018 بنحو 5 مليارات و728 مليون دولار، بزيادة بنسبة %8 عن عائداتها عام 2017 والتى قدرت بنحو 5.3 مليار دولار، لتسجل بذلك العائدات الأعلى فى تاريخ قناة السويس.
لا أخفيكم سرًا ترقبت هذا الخبر طويلًا، طوال العام الماضى، ومثلى كثير ممن تعرضوا لحملة تشكيك عاتية ممنهجة فى جدوى حفر قناة السويس الجديدة، واتخذوها ذريعة للنيل من مشروع وطنى مستقبلى بامتياز.
حقيقة، لم يهاجم مشروع خطه الرئيس السيسى بهذه الضراوة والبشاعة مثلما هجموا على مشروع القناة الجديدة، وتكالبوا لردم منجزها فى نفوس المصريين، لدرجة شاع بين بعض المصريين المقلقلين عدم يقين محزن تمامًا.
بشرة خير، هذا خبر ينسف كل التخرصات التى أطلقتها مواقع الإخوان والتابعين طوال أعوام مضت عن انخفاض إيرادات قناة السويس بعد إتمام مشروع القناة الجديدة، ضربًا فى مشروع العمر، وتأليب البسطاء على المشروع الذى كان حلمًا وضعوا فيه آمالهم قبل شقى العمر.
خبر مبهج وموثق وبالدولار، للأسف لم يقف عليه الكثيرون، الأرقام السعيدة لا يقف عليها الضباع، ينهشون فى الجثث الميتة، ويبحثون عن فضلات الفشل يقتاتونها، ويتغذون عليها، ويعددون من العديد، كالنادبات المستأجرات فى المآتم.
خبر لو تعلمون عظيم، أخشى ضياعه فى لجة موج من أرقام فى أخبار تحض مصنوعة فى أقبية مسحورة على الإحباط، وتسرب بعض من سخامها إلى النفوس، واستطاعت آلة الكذب الإخوانية الجبارة أن تثبّت فى الأذهان أن المشروع لم يحقق الآمال المرجوة، بل جذب القناة إلى القاع.
الزيادة المتحققة %8 فى العام الماضى قياسًا على ما تحقق فى عام 2017، ليست أرقامًا وهمية تطلق فى الهواء، نقلًا عن مصادر وهمية، لكنها حصيلة إيرادات رقمية دخلت الخزانة المصرية، أرقام حقيقية محققة، وليست أرقامًا كاذبة مكذوبة، أرقام لو شئتم تدقيقًا بالسفينة والحمولة، والمجال لا يتسع لإيراد الإحصاء كاملًا، أرقام لا مجال للتشكيك فيها، رغم أنهم يشككون حتى فى نَسَب الطفل لأبيه.
أرقام تصفع المشككين فى اقتصاديات مشروع القناة الجديدة، فشلوا فى تسفيهها، قالوا عنها « تفريعة»، وقالوا «ترعة»، وقال قائل منهم رخيص مترخصًا «طشت أمى»، ياله من طشت عجيب يجلب فى عام زيادة %8 عما تحقيق فى عام مضى، أعلم أن هذه الأرقام الجيدة تحزن الذى فى قلبه مرض، مثل هذه الأخبار تصدمهم، تضج مضاجعهم، استهدفوا هذا المشروع استهدافًا خبيثًا، ولا يزالون، كأنهم شاربين «سم هارى» يمزق بطونهم.
التشكيك فى جدوى هذا المشروع كان عين وعبادة قنوات الإخوان والتابعين، ضرب الفكرة، نسف الإنجاز، إقلاق صغار المساهمين على مدخراتهم ، إحباط المتفائلين، تثبيط همم المصريين الذين خرجوا عن بكرة أبيهم يشترون سندات القناة بشقى العمر، ومثلهم هرع إلى القنال يحفرها بيديه، يحفر مستقبلا لأولاده وأحفاده.
هذا أول الغيث فى عام سعيد إن شاء الله، وكل عام سيمر على القناة بعد ازدواجها سيقربنا من المستهدف، القناة تحقق فى ظل تراجع التجارة العالمية زيادة فى الإيرادات، لو عادت التجارة العالمية إلى معدلاتها الطبيعية فقط بدون زيادة لأكرمنا الله بما نستحق، لأننا شعب طيب، صابر، مكافح، قانع، حامد فى السراء والضراء، وسيُثْبت هذا المشروع القومى جدواه كاملة، ويرد بالإيرادات على كل مشكك عقور، وسيرد الفضل لأصحاب الفضل بعد موجة عاتية من التشكيك والتخوين علت فطاولت موج القناة، وحجبت عظمة المشروع عن المتبصرين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة