أكرم القصاص

أدوية وهمية فى فضائيات وهمية والضحية المرضى المنصوب عليهم مرتين

الخميس، 24 يناير 2019 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى قناة تشبه قنوات التليفزيون، جلس شخص يقوم بدور مذيع يستضيف آخر، يقوم بدور طبيب وخبير واستشارى أمراض العظام واللمباجو والانزلاق الغضروفى، والعمود الفقرى وعمود النور. ويسأل المذيع الطبيب عن أحدث علاج لآلام العمود الفقرى والمفاصل والعظام والأقدام والأظافر. ينجعص الخبير ويفيض فى شرح الفروق بين المفاصل وأنواع الأعمدة الفقرية والعظام، ويفرط فى شرح أهمية العلم وتقدم الطب وبعدها يفاجئ الجمهور بالإعلان عن أنواع حديثة من العلاج وأن الطب تقدم وهذا التقدم يتركز فى دهان أنتجته إحدى الشركات غير المعروفة. ويفرط الخبير فى ذكر فوائد ومآثر هذا الدواء المدهش الذى ينهى كل الأوجاع بلاتدخل جراحى أو علاجى. بالرغم من أن هذا كلام غير طبى ولامنطقى. ويشبه ما كان يسمى شربة الحاج محمود التى كانت تباع فى الموالد ويزعمون أنها تشفى من كل الأمراض.  
 
وبعد أن يتمخض الخبير العظامى ويعلن عن دهان سحرى، يتضح أن كل هذا البرنامج والمقدمة والمؤخرة والشرح المستفيض هى فقرة إعلانية لترويج مرهم المعجزات، والبرنامج إعلانى وليس طبيا، والرجل يزعم أنه خبير والقناة تستضيف ناس يلعبون دور عيانين استعملوا المرهم السحرى ويقسمون أنهم جميعا خفوا وعولجوا وتم شفاؤهم بفضل المرهم العجيب الذى يخلو من أى بيانات عن تركيبته ولا أى إشارة لشركة منتجة.
 
وتنتقل كاميرا البرنامج الوهمى إلى مصنع يبدو تحت بير السلم ويعمل بها عمال مكممين ملثمين يمثلون أنهم يعملون فى معامل، ويمثلون أمام أدوات تعبئة وتغليف بدائية. 
 
بل ومن مضحكات القنوات أنهم يذيعون إعلانا ثابتا فيه لقاءات واضح أنها مسجلة وللمصادفة يتلقى المذيع مداخلات و اتصالات على الهواء من مرضى أصيبوا بالشفاء من الدهان أو المشروب الطبى المبهر.
 
وهذا الإعلان عن منتج طبى واحد من عشرات الإعلانات على قنوات كثيرة تزعم أنها مخصصة للسينما أو غيرها وهى مجرد قنوات دعائية تتاجر بآلام المرضى وتروج لأدوية مجهولة المنشأ والمصدر والتركيب، وطبعًا هناك مرضى تخدعهم مثل هذه البرامج الدعائية ويقعون ضحية لأنهم يشترون الدواء المزعوم بالتليفون، ويدفعون تكاليف التوصيل ثم يكتشفون أنهم اشتروا مكونات مجهولة مجرد زيوت وتراكيب وهمية لا تشفى ولا تفيد ويعجزون عن  ملاحقة المروجين الوهميين.
 
واللافت للنظر أن هذه القنوات التى تزعم تقديم أفلام أو برامج تبيع هذه الأوهام ومع أنها تروج لأجهزة كهربائية أو أدوات منزلية مغشوشة فهذه المنتجات لا تضر صاحبها وإن كانت تعتبر نوعا من النصب، لكن ترويج أدوية مغشوشة أو مجهولة، بالإضافة إلى أنه نصب وسرقة فهو نوع من التسميم غير المباشر للمرضى، وبالرغم من وجود قوانين تحظر الدعاية لمنتجات طبية من دون وزارة الصحة.كما أن هناك قرارات وقوانين إعلامية تحظر على القنوات الإعلانات الطبية غير المرخص لها من وزارة الصحة، إلا أن هذه القنوات تحت بير السلم تروج لأدوية تحت بير السلم والضحية المريض، الذى يشترى الدهان العجيب أو غيره من أدوية أو منشطات جنسية أو دهانات ومشمومات يزعم مروجوها أنها تعالج الأمراض المختلفة للعظام والأكباد والرؤوس والأقدام، وهى مجرد منتجات مجهولة المصدر.
 
والمثير أن هذه القنوات تنشر أرقام تلفونات داخل مصر للحصول على هذه المنتجات الطبية الوهمية، ومع هذا فإن أى جهة من جهات الرقابة التموينية أو الطبية لاتتحرك لملاحقة هذه الأوكار التى تنتج وتبيع أدوية غير مرخصة، تزعم أنها تعالج كل الأمراض والأوجاع، وهى مجرد تراكيب وهمية، وتروج هذه القنوات أنها تبث من خارج مصر على أقمار أخرى، بينما تبيع منتجات يفترض أن تنتج بالداخل، ولا تخضع للرقابة ويمكن لأجهزة التفتيش أن تصل إليها عن طريق التليفونات.
 
وبالرغم من أن هذه الفقرات مركبة لكنها بالفعل تصطاد زبائن يروحون ضحايا، لقنوات تروج وتبيع أدوية مجهولة وهمية بعضها يضر المرضى ومع هذا تستمر هذه القنوات فى بيع الوهم للجمهور بعيدًا عن أى رقابة.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة