صدر مؤخرًا عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، كتاب تحت عنوان "الأدب العبرى المعاصر: شاهد على قبر السلام"، للدكتور أحمد فؤاد أنور أستاذ الدراسات العبرية بجامعة الإسكندرية.
يلقى المؤلف الضوء على بعض الظواهر فى الأدب شعرا ونثرا متضمنا أدب الأطفال وصحافة الأطفال فى التعليم الإسرائيلى خصوصا فى مرحلة إنهاء الدراسة الثانوية، فضلا عن أعمال تتناول صورة مصر فى الأدب العبرى الحديث والمعاصر، ويتكون الكتاب من ثلاثة أقسام، أولها نماذج من النثر، وثانيها نماذج من الشعر، وثالثها توجهات التعليم الإسرائيلى.
وحرص الكتاب على تقديم نماذج لكتاب مؤثرين فى المجتمع الإسرائيلى وحققت نسبة مبيعات كبيرة، ومنهم أحد الكاتب المشاهير وله مواقف سياسية أيضا قصة "تمرد" التى ربط بينها وبين ثورتى يوليو 1952 ويناير 2011، وكذلك عمل أدبى تحت مسمى "الرواية المصرية" لإسرائيلية شابة من أصل مصرى فضلا عن نماذج لأدب الطفل حسبما قدمته الصحافة الإسرائيلية.
ولفتت الدراسة أن صحف الأطفال فى إسرائيل ترسخ مفاهيم مرتبطة بالدعاية المباشرة للشخصيات السياسية اليهودية وتصورهم كأبطال، ورغم هذا لا تنتصر للحق والعدل، بل لمصلحة اليهود والصهاينة، وأحيانا فئة معينة منهم.
وركز المؤلف فى القسم الثانى على الشعر العبرى الحديث، ولاحظ أن مصر خصوصا فى المرحلة الفرعونية تشغل مكانة بارزة فيه، وأن الفترة التى أعقبت توقيع معاهدة السلام شهدت اهتماما ملحوظا من قبل الشعراء الإسرائيليين بتوظيف مصر فى أشعارهم، ومن هنا نجد أن شاعرة مثل "اسنات إيتا" اهتمت بالإشارة إلى نهر النيل تعبيرا عن رغبتها فى تحقيق السلام فى المنطقة.
ويرى الكاتب أن الشاعرة استر شيقاليم أوردت فى قصائدها نماذج محددة على عنصرية المجتمع الإسرائيلى تجاه الشرقيين وتجاه المرأة وسخرت من هذه الأفكار وانتقدتها بحدة مبرزة وجود تناقض بين التراث وتلك المقولات والمواقف العنصرية، بهدف تغيير أولويات المجتمع.
وقدمت خلاصة الفصل الأخير أن المؤلف لاحظ أن دراسة مقرر المواطنة الذى يدرسه طلاب المرحلة الثانوية فى إسرائيل لا يتسق مع القيم اليهودية فى كثير من المواضع، وهذا نتاج لانحيازه ليهودية الدولة بضغط من اليمين المتطرف، كما لاحظ أن ذلك المقرر يهدف بجانب المعرفة والتحصيل إلى ترسيخ قيم الانتماء لإسرائيل على حساب أى حقائق تاريخية أو حقوق لأصحاب الأرض الأصليين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة