حمدى رزق

المؤلفة قلوبهم

الخميس، 10 يناير 2019 06:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تلقيت رسالة طيبة من الشيخ شعيب صقر من علماء وزارة الاوقاف تحمل فهما عميقا لقضية تجديد الخطاب الدينى فى اصوله الاسلامية ، يقول الشيخ شعيب فى رسالته المعتبرة  :

لم تكن دعوة السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي لتجديد الخطاب الديني دعوه خارج نطاق الدين أو الخروج علي تعاليمه ، كما روج لذلك أعداء الانسانية والأديان من المتعصبين والجهلة والمتاجرين بالدين ، إنما هي دعوة قديمة قدم القرآن والسنة ولها أصول ومرجعيات قديمة .  

أولها الغاية من إرسال الرسل وإنزال الكتب بما تتضمنه من هداية للناس ورحمه بهم وصلاح لهم في الدنيا ورفع المشقة والعنت عنهم ، ثم الوفاء بحاجات الناس من خلال ربط احكام القرآن بأسباب النزول والمستجدات ولذلك نجد كثيرا من الآيات تبدأ بعبارات يسألونك ويستفتونك .  

ثم الحكمة من نزول القرآن " منجما " مع التدرج في تشريع الأحكام مثل تحريم الخمر ومرحلية الدعوة المحمدية 

، ثم ربط الأحكام بعللها وبيان وجه المناسبة والحكمة من وراء التشريع مثل العبادات من صلاة وصوم وحج وزكاه 

ثم اشتمال النصوص القرآنية علي مبادئ كلية ودون الخوص في تفصيلاتها تاركه ذلك لمتغيرات الزمن ولابأس من استحداث صور شتي لتطبيقها دونما حرج مثل الشوري ، ثم ربط الأحكام في القرآن والسنة بقدره المكلف علي الأداء فلا تكليف إلا بمقدور ، ثم اعتبارات القرآن لحالات الضرورة. 

ووجوب مراعاة أحوال الناس وأحوال بيائتهم وتغير الزمان والمكان وواقع كل بلد وما يحتاج إليه مثل تعليمه صلى الله عليه وسلم لسيدنا "معاذ " حينما أرسله إلي اليمن ، ومثل ما فعله مع " أهل مكة " في ترك الكعبه علي بنائها الأصلي دون احداث زيادة مراعاه لحداثه أهلها بالإسلام .  

وماتوصل اليه علماء الأصول من أبواب في الأصول والفقه مثل الاستحسان والعرف والمصالح المرسلة وسد الذرائع ، وقولهم بتغير الأحكام بناء علي تغير الأعراف والأحكام تدور مع العلل وجودا وعدما .

ومع ضرورة التجديد وحتميته لابد وأن يكون المعني بأمر التجديد قادر علي الجمع بين فقه النصوص الشرعية وفقه الأحوال الواقعية ، ولا يمكن التجديد إلا إذا جمع بجانبيه " فقه الواقع "وهو كيفيه تطبيق النص علي الواقعة وإنزاله عليها وهو ما عبر عنه علماء الأصول بتحقيق المناط .  

وإذا كان الحكم علي الشئ فرع عن تصوره ، فإن المجدد الحق هو الذي يكتسب أحقيته من احتكاكه بواقع الحياة ولا يجهله ولا يهمله بل يبني عليه ، وهدف التجديد هو مواكبه العصر والنوازل ولا علاقه له بالثوابت مما دلت عليه النصوص  ، مع استحضار مقاصد الشريعة في فهم الواقع والفقه فيه والإحاطة به علما مما يكون له الأثر في الحكم .  

وترجع أهمية التجديد لضبط سير الفرد والمجتمع والدولة مع التأكيد علي مراعاه اختلاف الأزمنة  والأمكنة والأحوال والأعراف لدي تكييف الحكم الشرعي ، مع تحقيق الارتباط الوثيق بين الأصل والعصر ، والأمثله علي التجديد كثيره.

 منها ، توقيف سيدنا عمر لسهم " المؤلفة قلوبهم " وأن الحكم كان منوط بمصلحه زالت فزال حكمها ، مع مراعاة ان النصوص تتناهي والوقائع لا تتناهي وما لا يتناهي لا يتم ضبطه بما يتناهي .  

وما دامت الشريعة تحيط بجميع افعال المكلفين فقد صار لزاما علي علماء الدين اليوم أن يجتهدوا فيما يقع للناس من نوازل ومسائل مع توظيف بعض العلوم الحديثة كعلم الاجتماع والسياسه والاقتصاد كل في مجاله عند كل حادثه بما يكون له عظيم النفع علي العباد والبلاد .. والله اعلم . 

 

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة