تزاحم الشارع بالسيارات المسرعة وأقدام المارة، لا ينتبه أحد لمن يجاوره وكل فى طريقه ذاهبًا لمقصده، أعلنت ألوان إشارة المرور عن التوقف لبضعة دقائق، لتبدأ تلك الطفلة فى التجول بين السيارات تبيع ما تحمل من حلوى وبلالين للأطفال، ليطل لها الزبائن من نوافذ السيارات طالبين من ذويهم شراء بعض الحلوى، لتحدث تلك اللحظة التى شكلت صورة اليوم التى هى بين أيدينا اليوم بتلك النظرة البريئة من ذلك الطفل للفتاة.
صمتت الألسنة ولكن مكونات المشهد قالت كل شىء، بالرغم من كونه فى نفس سنها، إلا أن اللقطة جمعت بين حياتين متناقضتين، حياة الطفل العادى الذى استقل سيارة والده ربما ذاهبًا للنادى أو للتنزه فى أحد الأماكن، وبين فتاة صغيرة دفعتها ظروف الحياة للتجول ببعض الحلوى كبائعة للأطفال.
صورة اليوم
اختلفت الحياتان وتلاقت الأرواح وبراءة الطفولة واحدة، دققا فى ملامح بعضهما فربما تشابها كثيرًا، فابتسم الطفل لها وكانت عيونه مرآة لروحه فى تلك اللحظة، مر الوقت وكل منهما استكمل طريق حياته، ولكنها لقطة خاصة جمعت طرقا مختلفة فى مكان واحد، لنجد أن البراءة واحدة مهما اختلف واقعها.
عدد الردود 0
بواسطة:
اسلام
شكرا
بصراحه مقال رائع واكثر من رائع لمس وكاني اقراء بعض من الأشعار شكرا كثيرا صراحة أعجز عن وصف ما اشعر به الان