أصدر الكاتب خالد بلقاسم كتاب "مرايا القراءة" الصادر عن المركز الثقافى العربى للنشر والتوزيع بالمغرب.
ويحاول الكاتب أن ينصت لتجربة عبد الفتاح كيليطو القرائية، تجربة أنجزت القراءة من داخل الحكى ومكنت الحكى، فى الآن ذاته، من الاضطلاع بمهمة القراءة، على نحو أتاح للشكل الكتابى، الذى به تحقق الفعل القرائى، التباساً متشعباً، التباس حرص الكتاب على اقتفَاء آثاره فى التفاصيل الصغرى، بغية استجلاء ما تجود به القراءة أثناء تخلقها وتحققها، فالكتاب يروم، بمعنى ما، الإنصات للفعل القرائى فى حيويته وتفاعله الإبداعى مع المقروء، وفى نسبه، تبعاً لذلك، إلى المجهول وإلى اللانهائى.
ويرى المؤلف بحسب ما أكد فى كتابه أن القراءة فعل شديد التعقيد ومتملص من كل سعى إلى حصره، لأنه ينتسب، فى تحققه الأعلى، إلى اللانهائى، النظريات التى انشغلت بهذا الفعل توجهت، فى الغالب العام، إلى قوانينه وآلياته، غير أنها ظلت دوما بمنأى عن استنفاد مساراته واحتمالاته وأسراره، ولا سيما فى التجارب التى تحقق فيها هذا الفعل بوَصفه إنجازاً أدبياً، إنجاز يتولد فيه الإبداع، استناداً إلى التباس خلاق، من داخل الفعل القرائى.
ويرى الكاتب أن هناك بين نظريات القراءة وفعل القراءة مسافة لا تقبل الامتلاء، فالثانى هو رافد الأولى وإن تحدثت، بعد صوغها لقوانينه، باسم هذا الفعل، الذى يظل أوسع من كل نظرية، لربما تبقى المصاحبة المتأنية لتجربة قرائية محددة هى، بناءً على ذلك، ما يسمح من الناحية المنهجية والإجرائية بالاقتراب من أسرار القراءة ومن دمغة القارئ، الذى يكون دوماً نادراً، شأنه فى ذلك شأن النصوص نفسها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة