عقب يومين من جلسات البرنامج المهنى التى تنظمها جمعية الناشرين الإماراتيين فى البرازيل بالتعاون مع غرفة الكتاب البرازيلى، نظمت الجمعية خلال مشاركتها ضمن فعاليات اختيار الشارقة ضيف شرف الدورة الـ25 من معرض ساو باولو الدولى للكتاب ـ جلسة نقاشية بعنوان "ملامح النشر المشترك ـ نجاح التعاون الإماراتى البرازيلى"، تناولت خلالها أوجه الشبه والاختلاف بين التجربتين الإماراتية والبرازيلية، وأثر التنوع الثقافى فى الإمارات على النصوص المنشورة، بالإضافة إلى عرض قصص نجاح لجلسات بيع وشراء بين الطرفين.
جانب من الندوة (1)
وشارك فى الجلسة التى عقدت مساء أمس الاثنين كل من تامر سعيد، مدير عام مجموعة كلمات، وإيمان بن شيبة، مؤسس دار سيل للنشر، ولويس ألفارو، مدير العلاقات الدولى لغرفة الكتاب البرازيلى، وأدارتها الإعلامية صفية الشحى، حيث تناول المتحدثون رؤية دولة الإمارات وإيمانها العميق بأهمية القراءة والكتاب والمعرفة ودورهم فى تحقيق التنمية والتطور، وتشكيل جسر لبناء علاقات قوية ومستدامة بين الشعوب والثقافات المختلفة، ومظاهر التشابه بين السياسات الرسمية لدولة الإمارات وبين البرازيل فيما يتعلق بدور القراءة والنشر والمعرفة بشكل عام.
جانب من الندوة (2)
واستهل الندوة راشد الكوس، المدير التنفيذى لجمعية الناشرين الإماراتيين، بمداخلة وجه خلالها الشكر إلى غرفة الكتاب البرازيلى على تنظيم البرنامج المهنى للناشرين بصورة حرفية ساهمت فى نجاح اللقاءات المشتركة بين الناشرين، مشيراً إلى أهمية البرنامج فى تعزيز فرص التعاون والعمل المشترك بين الناشرين الإماراتيين والبرازيليين، وأثره على توفير فرص جديدة للاستثمار بين سوقى النشر اللاتينى و العربى.
جانب من الندوة (3)
وقالت بن شبيه: "نحن نثمن خطوة البرازيل فى عام 2006 حيث بدأت تنفيذ مبادرة وطنية لتشجيع القراءة من خلال إنشاء المكتبات وتقريب المسافة بين الشباب والكتب، واهتمامها الكبير فى حركة النشر التى تتأثر بالتجربة التاريخية للشعوب، إذ هناك تقارب كبير فى تجربة البرازيل فى إطار محيطها اللاتينى وتجربة الإمارات العربية المتحدة فى إطار محيطها العربي، وهذا التقارب أثر على طبيعة النصوص ومحتواها كما أدى إلى تشكيل مؤسسات وجمعيات لحماية قطاع النشر وحفظ التراث الغنى لشعب الإمارات وشعب البرازيل".
وفى حديثها عن تجربة مشاركتها فى البرنامج المهنى للجمعية مع الناشرين البرازيليين، قالت بن شيبة: إنه خلال عملنا فى شركة ودار "سيل" للنشر" كنا نتحضر لمشروع يتوجه لليافعين والشباب يتناول المؤلفات المتعلقة فى الصحة النفسية، والإدارة المالية، وتحديد المسار الوظيفي، ولم نكن نعثر على مثل هذه الموضوعات باللغة العربية، وخلال مشاركتنا فى البرنامج المهنى تعرفنا على عدد من دور النشر البرازيلية العاملة فى هذا المجال الأمر الذى وفر علينا فرصة البحث وسهل علينا عمليات الترجمة".
جانب من الندوة (4)
وسلطت الجلسة الضوء على أثر التنوع الثقافى فى الإمارات على المواد المنشورة، حيث قال تامر سعيد:" إن التنوع الثقافى فى دولة الإمارات التى تحتضن 200 جنسية أسهم فى إثراء المادة المنشورة بالثقافات المختلفة، كما أدى إلى تحفيز حركة الطباعة والنشر وتبادل المطبوعات بين الإمارات وبقية دول العالم حيث يقرأ المقيمون فى الدولة نتاج بلدانهم ويبحثون عنه فى المكتبات ومعارض الكتب، إذ تنشر دولة الإمارات العربية المتحدة فى الوقت الحالى نحو 500 عنوان جديد فى العام، وتتجاوز صادراتها من الكتب حوالى 40 مليون دولار أميركى سنوياً حيث حقق سوق النشر الإماراتى نمواً سنوياً بنسبة 12 بالمئة خلال العقد الماضي".
وأضاف تامر سعيد :"نستطيع القول إن التنوع الثقافى فى الإمارات متميز وليس عادياً... تماماً كالتنوع فى بلدان أمريكا اللاتينية والبرازيل التى قارب عدد سكانها الـ 200 مليون نسمة يمثل العرب نسبة 3% منهم، وإن هذا التنوع الكبير فى كلتا البلدين ساهم فى مد جسر علاقات قوية بين الشعوب والثقافات المختلفة من ناحية، وتحفيز حركة الترجمة لمختلف المواد المطبوعة من ناحية أخرى".
وفى استعراض جهود تعزيز فرص بيع وشراء بين الحقوق بين الناشرين الإماراتيين والبرازيليين، تحدث تامر سعيد عن أبرز هذه الجهود موضحاً أن أهمها كان مشاركة جمعية الناشرين الإماراتيين فى الدورة الـ 58 من معرض بولونيا الدولى لكتب الأطفال، حيث نظمت جلسة بيع وشراء أقيمت بالتعاون مع مبادرة "ألف عنوان وعنوان"، وغرفة الكتاب البرازيلي، بحثت فرص عقد صفقات بيع وشراء حقوق طباعة الكتب، بين عدد من الناشرين الإماراتيين والبرازيليين بهدف تعزيز التعاون المشترك بينهما، ودعم قطاع النشر فى البلدين.
وأضاف سعيد :" نظمت الجمعية جلسات بيع وشراء ضمن البرنامج المهنى للدورة الجارية من معرض ساو باولو الدولى للكتاب، ضمت تسع ناشرين إماراتيين منتسبين للجمعية، و30 ناشراً برازيلياً، و20 ناشراً من أمريكا اللاتينية، كما نسعى إلى تنظيم المزيد من جلسات التبادل والصفقات بين الطرفين ونأمل أن تتطور العلاقات الثقافية وأن تتشكل جبهة ثقافية عالمية لمواجهة تحديات النشر وتنقل السلع المعرفية بين البلدان".
من جانبه قال مدير العلاقات الدولى لغرفة الكتاب البرازيلى لويس ألفارو: "هنالك تقارب واضح بين الثقافة الإماراتية والثقافة البرازيلية، يمكن ملاحظتها فى أكثر من مجال، فالكثير من المفردات باللغة العربية تعود أصولها إلى العربية، وهناك تعدد ثقافى وتنوع فى البرازيل يتشابه مع ما يظهر فى الإمارات، الأمر الذى يجعل تجربة النشر فى كلا البلدين متشابهة من حيث المضامين التى يطرحها الناشرون".
وتوقف لويس عند مشروع التنمية الثقافية الإماراتى والبرازيلي، المتمثل فى البرنامج الوطنى للقراءة، بقوله: "بدأت البرازيل برنامجاً وطنياً للقراءة لتعزيز مشروع النهوض بالمعرفة لدى الأجيال الجديدة، وهو ذاته ما قادته دولة الإمارات فى العام 2016، الأمر الذى يضع كلا البلدين أمام مشروع واحد له خصوصيته على المستوى اللغوى بين العربية والبرتغالية"
وأوضح لويس أن بين الناشرين البرازيليين والإماراتيين يعود إلى أكثر من عشرة أعوام، لافتاً إلى أنه تشرف بزيارة الشارقة ونجح خلال عمله فى جمع الناشرين البرازيليين مع الناشرين العرب والإماراتيين فى البرنامج المهنى الذى تنظمه هيئة الشارقة للكتاب على هامش فعاليات معرض الشارقة الدولى للكتاب، مؤكداً أنه يتطلع هذا العام إلى استقطاب مزيد من الناشرين البرازيليين للمشاركة فى معرض الشارقة، والتعاون مع نظرائهم الإماراتيين.
يذكر أن جمعية الناشرين الإماراتيين تأسست عام 2009، وتهدف إلى خدمة وتطوير قطاع النشر فى دولة الإمارات العربية المتحدة، والارتقاء به، والنهوض بدور الناشر من خلال برامج التأهيل والتدريب التى ترفع كفاءته، وتعمل الجمعية على رعاية العاملين فى قطاع النشر بدولة الإمارات، وتحسين شروط المهنة والقوانين الخاصة بها بالتنسيق والتعاون مع الجهات المعنية بالنشر داخل الدولة وخارجها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة