محمد الجالى
ـ قمة "مصرية - أثيوبية" مرتقبة علي هامش الزيارة
يبدأ الرئيس عبدالفتاح السيسى السبت، زيارة رسمية إلي العاصمة الصينية بكين، قادماً من البحرين، للمشاركة في قمة منتدي الصين - أفريقيا " الفوكاك " تحت شعار (الصين وأفريقيا: نحو مجتمع أقوى يتمتع بمستقبل مشترك من خلال التعاون المربح للجانبين).
وتأتى زيارة الرئيس للصين تلبية لدعوة من الرئيس الصيني "شي جين بينج".
ويرافق الرئيس السيسي خلال زيارته إلي بكين وفد مصري رفيع المستوي يضم كل من سامح شكري وزير الخارجية، ومحمد شاكر وزير الكهرباء، وسحر نصر وزيرة الاستثمار والتعاون الدولي، والمهندس عمرو نصار وزير التجارة والصناعة، واللواء عباس كامل رئيس المخابرات العامة.
ومن المقرر أن تشهد زيارة الرئيس السيسي إلي بكين عقد قمة ثنائية مع الرئيس الصيني "شي جين بينج " لبحث أوجه التعاون المشترك والشراكة الاستراتيجية القائمة بين الجانبين.
وقال السفير بسام راضى، المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، إن الرئيس سيلتقي أيضاً خلال الزيارة برئيس الوزراء الصيني، بالاضافة إلي عقد لقاء مع ممثلي كبرى الشركات الصينية لمناقشة أوجه التعاون المشترك وسبل زياد استثماراتهم في مصر، كما سيجرى الرئيس زيارة إلى الأكاديمية المركزية للحزب الشيوعي الصيني والتي تعد إحدى أهم المؤسسات التعليمية في الصين والمسئولة عن تدريب المسئولين والقيادات الصينية.
ومن المقرر أن يشهد الرئيس السيسي ونظيره الصيني خلال الزيارة مراسم التوقيع على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بشأن تطوير التعاون المشترك بين الجانبين في عدد من المجالات والتي تتضمن قطاع النقل من خلال تنفيذ مشروع القطار الكهربائي للربط بين المدن الجديدة والمناطق الصناعية لإيجاد المزيد من فرص العمل، وقطاع تطوير التعليم، إلى جانب قطاع الكهرباء من خلال انشاء محطة لتوليد الكهرباء باستخدام الفحم النظيف بالحمراوين، فضلاً عن اتفاقية لتمويل مشروع انشاء المرحلة الثانية من منطقة الأعمال المركزية بالعاصمة الإدارية الجديدة.
وبحسب مصادر مطلعة، فإن مشاركة الرئيس السيسي في منتدي الصين- أفريقيا سوف تشهد عقد مجموعة من اللقاءات الثنائية مع القادة والزعماء الافارقة المشاركين في المنتدي وعلي رأسهم "آبي أحمد" رئيس وزراء اثيوبيا وعدد آخر من الرؤساء الأفارقة ، يبحث خلال تلك اللقاءات الرئيس السيسي تعزيز التعاون بين مصر وتلك الدول في كافة المجالات الثنائية والقضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك .
و يعد منتدي الصين أفريقيا أحد أهم الفعاليات الاقتصادية والسياسية التي تعكس الاهتمام الصيني بالقارة الأفريقية، وتهدف إلى تكثيف ودفع العلاقات الصينية مع الدول الأفريقية.
ويعقد المنتدي يومي 3و4 سبتمبر الجاري بحضور حوالي نحو 20 من القادة والزعماء الافارقة علي رأسهم رئيس وزراء اثيوبيا والامين العام للأمم المتحدة ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي وعدد من رؤساء المنظمات الدولية والافريقية .
ويعدالمنتدي فرصة سانحة لتبادل الرؤي في عدد من القضايا الافريقية الملحة وبحث الفرص الواعدة فيها ، والتي يمكن أن تلعب الصين بثلقها الاقتصادي ومصر بثقلها السياسي علي المستوي الافريقي والدولي دوراً مهماً في إيجاد الحلول الناجحة لها مثل قضية الإرهاب العابر للحدود خاصة مع تدشين مصر مؤخراً المركز الإفريقي لمكافحة الإرهاب والذي يعد فرصة جيدة لاستعراض خبراتها في هذا المجال .
ومن جهته، قال "سونج آيقوه" سفير الصين لدى القاهرة، إن زيارة الرئيس السيسي الي بكين ة تمثل خطوة مهمة على طريق دعم العلاقات الإستراتيجية بين البلدين الصديقين، وتوطيد أواصر التعاون المشترك بينهما في كل أوجه ومجالات التعاون إلى جانب دعم وتطوير علاقات التعاون الصيني الأفريقي بريادة مصرية.
وأضاف السفير الصين في تصريحات صحفية، أن مصر بقيادة الرئيس السيسي سوف تكون رئيسا للدورة المقبلة للاتحاد الأفريقي عام 2019 ، مشيراً إلي تطلع بلاده بكل حماسة وترحيب بتلك الزيارة التي تعد زيارة الدولة الثانية للرئيس السيسي للصين حيث كانت الأولى له عام 2014 فضلًا عن كونها الزيارة الخامسة له لبكين التي سبقها 4 زيارات سابقة أسفرت نتائجها عن تطوير كبير في مسيرة العلاقات بين البلدين في ظل تبادل الزيارات بين رئيسي البلدين والتشاور المستمر بينهما في كل ما من شأنه خدمة قضايا بلديهما ودعم مسيرة الأمن والتنمية والاستقرار بين دول العالم.
وأكد السفير الصيني أن القمة المرتقبة بين الرئيس السيسي والرئيس شي جين بينج ستعطي دفعة قوية لتعزيز التعاون المشترك بين البلدين خاصة في ضوء الارتقاء بالعلاقات بينهما إلى علاقات إستراتيجية شاملة منذ الزيارة الأولى للرئيس السيسي للصين عام 2014.
وأشار إلى أن القمة الثنائية ستبحث العديد من القضايا الدولية ذات الاهتمام المشترك والعلاقات الثنائية ومجالات التعاون المختلفة، خاصة في المجالات الاقتصادية والتجارية وكذلك المجالات التعليمية والتكنولوجية والثقافية وغيرها.
وأوضح السفير الصيني أن منتدى التعاون الصيني الأفريقي على مستوى القمة الذي يشارك في أعماله الرئيس السيسي يعد أكبر مناسبة تقيمها الصين خلال هذا العام.
وقال إنه عندما يتم الحديث عن التعاون الأفريقي الصيني فإن أول ما يخطر على الأذهان بهذا الشأن هو التوجه إلى مصر والتعاون والتنسيق معها بهذا الصدد في ضوء علاقاتها الدبلوماسية القوية مع مختلف دول القارة.
وأضاف "سونج آيقوه":"نحن على ثقة أن الرئيس السيسي سيقوم بدور فعال خلال رئاسته للاتحاد الأفريقي في تنفيذ النتائج التي ستسفر عنها قمة المنتدى الأفريقي الصيني الذي سيعقد خلال الأيام القليلة المقبلة بمشاركة 20 من قادة دول القارة".
وقال إن من أهم القضايا التي سيتم بحثها تنسيق المواقف بين البلدين حول ربط "مبادرة الحزام والطريق" بقناة السويس.
وأكد أن قناة السويس تعد ممرا بالغ الأهمية للتجارة العالمية وأنه يمر عبرها العديد من السفن الصينية بصورة يومية التي تمثل جزءًا كبيرًا من التجارة الصينية المتجهة إلى أوروبا، كما أن قناة السويس تكتسب أهمية كبيرة للتعاون الصيني المصري لكونها جزءًا مهمًّا للحزام والطريق خاصة طريق الحرير البحري، حيث تمر البضائع من آسيا إلى أوروبا.
وقال السفير الصيني إنه بفضل تطوير محور قناة السويس لم تعد قناة السويس مجرد ممر بحري وحسب، بل ستكون قاعدة تجارية وصناعية ولوجستية بالغة الأهمية على المستوى العالمي.
وأشار إلى هذا الأمر يعني مجالا جديدا للتعاون المصري الصيني في إطار "الحزام والطريق" خاصة في جنوب قناة السويس بالعين السخنة، حيث توجد منطقة التعاون الاقتصادي والتجاري الصيني المصري وهي منطقة صناعية تبلغ الاستثمارات فيها أكثر من مليار دولار معظمها استثمارات صينية.
وكشف سفير الصين بالقاهرة، عن شركة صينية لديها استثمارات تقدر بنصف مليار دولار تقوم بإنتاج الألياف الزجاجية على نحو يجعل من مصر ثالث دولة على مستوى العالم تنتج الألياف الزجاجية بعد الصين والولايات المتحدة الأمريكية.
وأشار إلى أهمية الدور البناء لمصر كركيزة أساسية للحزام والطريق بفضل قناة السويس، منوها أن منطقة التعاون الاقتصادي والتجاري المصرية الصينية تعد نموذجًا يحتذى للتعاون بين الجانبين الصيني والأفريقي.
وأوضح "آيقوه"، أن هذه الدورة ستركز على المشاورات بين قادة الصين والدول الأفريقية حول سبل تعزيز التعاون بين الجانبين، كما سيصدر عن القمة إعلان سياسي وبرنامج تنفيذي.
وقال إن الجانب الصيني سيطرح خلال أعمال القمة بناء مجتمع المصير المشترك للبشرية في العالم الذي يشمل مجالات كثيرة سياسية وأمنية واقتصادية وتجارية شاملة، منوها أن بلاده ستعمل على اتخاذ خطوات تنفيذية لبناء مجتمع المصير المشترك للصين والدول الأفريقية ليكونوا في مقدمة دول العالم.
وأوضح أنه من بين الخطوات التنفيذية لبناء مجتمع المصير المشترك للبشرية هو مراعاة هموم الدول خلال تحقيق المصالح الذاتية لكل دولة بما يسهم في تطوير مختلف الدول الأخرى وتحقيق التعاون والكسب المشترك.
ومن المنتظر أن تُعلن قمة "فوكاك 2018" عن خارطة طريق للتعاون بين الصين ومصر والدول الأفريقية، للسنوات الثلاث المقبلة.
ويعد تطور العلاقات الاقتصادية بين مصر والصين، مؤشراً مهماً للجهود التي يبذلها الجانبان لتفعيل الشراكة الاستراتيجية الشاملة بينهما ، فقد ارتفع حجم التبادل التجاري المصري-الصيني من 906 ملايين دولار في عام2000 الي 11 مليار دولار في عام 2016. وقد أعلنت الجمارك الصينية أن حجم التبادل التجاري بين الصين ومصر ارتفع بنسبة نحو 26٪ خلال الربع الأول من 2018، ليصل الي 2٫835 مليار دولار مقارنة بنفس الفترة من 2017. واشارت الجمارك الصينية الي أن حجم التبادل التجاري بين مصر والصين بلغ في مارس 2018 فقط 807 ملايين دولار. كما افادت ايضا أن الصادرات الصينية الي مصر بلغت 2٫388 مليار دولار خلال الربع الأول من 2018 بزيادة 22٫47٪ في حين بلغت الواردات الصينية من مصر 447 مليون دولار بزيادة 47٫74٪ وتعتبر مصرثالث أكبر شريك تجاري للصين في افريقيا، وفقا لما قاله وزير التجارة والصناعة المصري في مايو 2017.
وعلي صعيد الاستثمارات، بلغ عدد الشركات الصينية في مصر 1345 شركة.
وتتوزع الاستثمارات الصينية في مصر علي عدد من القطاعات منها 702 شركة في القطاع الصناعي و432 شركة في القطاع الخدمي، و70 شركة في القطاع الانشائي، كما تشمل القطاعات 79 شركة بقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات و47 شركة في القطاع الزراعي، و6 شركات بقطاع السياحة. وتشير البيانات الي ان هذه الشركات توفر نحو 27٫4 الف فرصة عمل في مصر.
وتستحوذ الصين علي نحو 10٪ من صادرات التجارة الي افريقيا، كما بلغ حجم الاستثمار الصيني بافريقيا في عام 2016 حوالي 39 مليار دولار ، أي بنسبة أكثر من 64 مرة مما كان عليه في عام 2000، ووصل عدد الشركات الصينية العاملة بأفريقيا الي أكثرمن 2500 شركة وفرت ما يقرب من 100 الف فرصة عمل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة