الكثير من المصريين يحرصون على التقاط الصور على كوبرى قصر النيل خلال أيام الأعياد، خصوصا بجانب الأسود الربعة التى تحرس نهر النيل العظيم، ولكن كان هذا التصرف يؤدى إلى تحويل الأسود إلى مجلة حائط للعبث والشخبطة مما أدى إلى تشويههم، ولكن بعدما قررت وزارة الآثار ضمهم فى عداد الآثار، وقامت بعملية ترميم واسعة بأحدث الطرق العلمية الحديثة فى 2017، الوضع بكل تأكيد تغير، والسؤال الذى يطرح نفسه هو كيف ستتعامل وزارة الآثار مع أسود قصر النيل فى العيد؟، وللإجابة على تلك السؤال تواصلنا مع المهندس وعد أبو العلا رئيس قطاع المشروعات بوزارة الآثار.
قال المهندس وعد أبو العلا إن الأسود الأربعة حولهم سور حديدى لمنع صعود المارة إليها، وتمت حمايتها بمادة تمنع الصدأ، والتشويه من خلال الكتابة عليها، حيث تم أعمال الترميم على أعلى مستوى من قبل وزارة الآثار.
وأوضح رئيس قطاع المشروعات بوزارة الآثار، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن الوزارة تتابع بشكل دورى كل ما يتم ضمه فى عداد الآثار، بالإضافة لعمل ترميم وصيانة بشكل مستمر، حفاظا على التراث، لافتا إلى أن أعمال الترميم التى تمت بالأسود الأربعة جاءت بالتعاون بين وزارة الآثار ومحافظة القاهرة، ضمن مشروع إحياء القاهرة الخديوية، وهو مشروع أطلقته المحافظة.
وأضاف المهندس وعد أبو العلا أن الوزارة هدفها الحفاظ على جميع التماثيل الموجودة فى الميادين والتى تم تنفيذها فى فترة مهمة من تاريخ مصر، وذلك من خلال الخبرات التى توجد بوزارة الآثار، وذلك طبيعى لأنها الجهة الوحيدة فى مصر المنوط بها التعامل مع مثل هذه الأعمال النادرة.
وأشار رئيس قطاع المشروعات بوزارة الآثار إلى أن مشاركة الوزارة فى إحياء مشروع القاهرة التاريخية جاء لإيمانها بالقيمة التاريخية والفنية لتلك الفترة، وضرورة مشاركة الوزارة فى المشاريع القومية، وغير المعقول أنه بعد أعمال الترميم التى تمت بالجهود الذاتية بالوزارة أن نتركها لعبث من لم يقدر قيمة مثل هذه المفردات، مؤكدًا أن الوزارة تتعامل بشكل مستمر مع الأسود الأربعة بشكل دورى.
جدير بالذكر أن تسجيل الأسود الأربعة بعد بعد موافقة اللجنة الدائمة للآثار الإسلامية والقبطية بجلستها بتاريخ 4 مايو 2016، على تسجيل كوبرى قصر النيل والأسود الأربعة فى عداد الآثار الإسلامية والقبطية، ثم نشر القرار فى الجريدة الرسمية، وكان مشروع ترميم الأسود كان مسند لشركة المقاولون العرب بدعم مالى يصل لـ650 ألف جنيه بتمويل من البنك الأهلى، ولكن نظرا لانشغال الأخيرة بأعمال كثيرة فى مشروع إحياء القاهرة الخديوية، بالإضافة لالتزام المحافظة بجدول زمنى محدد لانهاء تلم الأعمال، تم الاتفاق مع وزارة الآثار لتقوم بتنفيذ الترميم والصيانة للأسود الأربعة "ذاتيا"، والتى قامت بإزالة الدهانات والتشوهات الناتجة عن العنصر البشرى، إلى جانب إزالة التشوهات العالقة بالعوامل الجوية، كمرحلة أولى، وتم البدء فى أعمال المرحلة الثانية والتى تشمل توقف عمليات الصدأ، ثم أعقبها المرحلة الثالثة والأخيرة وهى وضع مواد "انترجرافيك" التى تعمل على إزالة أى كتابة فى الحال بأى قطعة قماش.
يذكر أن كوبرى قصر النيل يقع فى الجنوب الشرقى بجزيرة الزمالك محافظة القاهرة، وقد أنشئ فى عهد الخديوى إسماعيل فى الفترة من 1869 حتى 1871، بمشاركة شركة صناعة الصلب الفرنسية، وقد تم افتتاحه أمام حركة المرور فى فبراير 1882، ثم حُدِّث هذا الكوبرى فى عهد الملك فؤاد الأول عام 1930، وتم افتتاحه فى 6 يونيو 1933، وتتضمن مادة تكوين كوبرى قصر النيل حديد الزهر على دعامات من الخرسان.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة