يقف الحجاج على جبل عرفة اليوم لتأدية الركن الأعظم من مناسك الحج اقتداءً بسنة النبى الكريم صلى الله ىعليه وسلم فى حجة الوداع.
ففى التاسع من ذى الحجة من كل عام هجرى يتوجه الحجاج إلى عرفة بعد المبيت بوادى منى يوم التروية، وبعد ذلك رمى الجمرات فى جمرة العقبة الكبرى، ويعود الحاج إلى مكة ليقوم بطواف الإفاضة ثم يعود بعدها إلى منى لقضاء أيام التشريق، ويعود مرة أخرى إلى مكة لطواف الوداع ومغادرة الأماكن المقدسة.
"عرفة" هو جبل فى المملكة العربية السعودية يقع على الطَريق بين مكة والطائف، ويبعد عن مكة حوالى 22 كيلو مترا وعلى بعد 10 كيلو مترات من منى و6 كيلو مترات من مزدلفة، تقام عنده أهم مناسك الحج.
وبحسب كتاب "موسوعة أحسن الكلام فى الفتاوى والأحكام. الجزء الرابع، العبادات" للشيخ عطية صقر، لم يرد نص نبوى أو قرآنى فى سبب التسمية، وما يقال فهو اجتهاد من العلماء، فقيل لأن الوقوف بعرفة يعرف الصالح من الطالح، ويعرف أهل الجنة من أهل النار، وقيل لأن آدم وحواء تعارفا عنده عندما هبطا من الجنة.
جبل عرفة
وقيل لأن الجبل مرتفع كالبناء فهو معروف، كما يسمى عرف الديك لأنه أعلى شىء فيه، وقيل لأن جبريل كان يعرف إبراهيم فيه مناسك الحج، وكلما علمه شيئاً يقول عرفت، وقيل، لأن الواقفين بعرفة طوفان من البشر يخلف بعضهم بعضا، كما يقال جاء القوم عرفا، أى بعضهم وراء بعض.
ويذكر كتاب "المستدرك على معجم المناهى اللفظية" للكاتب سليمان الخراشى، أن بعض الناس تسمى الجبل باسم جبل "الرحمة" ووفقا لما نقله الكاتب عن الشيخ محمد بن صالح العيثمين، فإن هذا الاسم ليس له أساس من السنة، وأن الذين أطلقوا عليه الاسم لعلهم لاحظوا أن هذا الموقف عظيم، تتبين فيه مغفرة الله ورحمته للواقفين فى عرفه فسموه بهذا الاسم.
الوقوف بعرفة
ووفقا لما ذكره كتاب "الأنوار لأعمال الأبرار فى الفقه الشافعى 1-2 ج1" من تأليف يوسف بن إبراهيم الأردبيلى الشافعى، فأن الوقوف فى عرفة ركن أساسى من أركان الحج ومن فاته ذلك فاته الحج، وقد ثبت ركنية الوقوف بعرفة بالأدلة القاطعة من الكتاب والسنة والإجماع، وفقا للنص القرآنى: "ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس(البقرة199)"، فقد ثبت أنها نزلت تأمر بالوقوف بعرفة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة