لماذا أدارت السينما ظهرها لأفلام يوسف إدريس؟

الخميس، 02 أغسطس 2018 12:13 ص
لماذا أدارت السينما ظهرها لأفلام يوسف إدريس؟ يوسف إدريس
كتب باسم فؤاد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

رغم ما قدمه من إبداع فى فروع الأدب المختلفة، القصة القصيرة، والمسرح، والرواية، إلا أن السينما أدارت ليوسف إدريس ظهرها، ليس تقصيرا من قلمه وهو الأكثر تعبيرا عن البيئة المصرية، فلم يظهر اسمه على الشاشة الصغيرة إلا إحدى عشرة مرة فقط، منها تسع مرات عن قصص وروايات، بينما استوحى المخرج "أشرف فهمى" قصة فيلمه "عنبر الموت" عن مقالاته، وتظل كتابته قصة فيلم "حدوتة مصرية" علامة فارقة فى تاريخ السينما المصرية.

هو "يوسف إدريس علي يوسف سيد يوسف" ولد فى 19 مايو من عام 1927 بقرية البيروم التابعة لمركز فاقوس بمحافظة الشرقية، وينتمى لأسرة ريفية من الطبقة الوسطى، تخرَّج فى كلية الطب وعمل طبيبًا بمستشفى قصر العينى، وكتب القصة مبكرًا، وقدم للحياة الثقافية والسياسية والفكرية 42 عملاً منها 12 مجموعة قصصية، 8 مسرحيات، 10روايات، 15كتابًا فى السياسة والنقد.

حمل يوسف إدريس هموم المرأة الريفية على عاتقه، وحضرت بقوة فى رواياته، ورصد الظروف القهرية التى تتعرض لها فى الأرياف، وحرمانها من حقوقها واقتصار دورها على مساعدة زوجها فى الحقل، وطالب فى أكثر من عمل له بحرية المرأة فلم يكن فيلم "الحرام" مجرد قصة ولكنه صورة واقعية جاءت من كاتب عايش تلك الظروف، ونقل صورة المرأة والمشكلات التى تتعرض لها.

 

فى السطور التالية نتناول أبرز أعمال يوسف إدريس التى قدمها للسينما فى ذكرى وفاته:

العيب

من إخراج "جلال الشرقاوى" والسيناريو "رمضان خليفة" وكتب يوسف إدريس الحوار، لم يحقق الفيلم نفس نجاح الحرام، ما منعه من تكرار التجربة، فحتى حينما كتب سيناريو "حادثة شرف" تخلى عن كتابة الحوار.

يدور العمل حول ثلاثة فتيات يتخرجن حديثًا من الجامعة، ويعملن بأحد المكاتب بإحدى الوزارات المليئة بالرجال الذين يقومون بتزوير أذونات الاستيراد لحساب أحد الرأسماليين وفى مقابل هذا يتقاضون منه رشوة دائمه، بعد تعيين الفتيات تتجه كل منهن فى طريق ويكون من حظ إحداهن العمل فى المكتب الذى يحرر الأذونات المزورة، تحاول مجموعة الموظفين ضم الفتاة إلى صفهم لكن ترفض رغم حاجتها الشديدة إلى المال لعلاج أمها، ورعاية أخيها.

الحرام

من إخراج بركات وبطولة فاتن حمامة وعبد الله غيث، وتدور الحكاية عن البدو والخوف من الفضيحة والتفاصيل اليومية لحياة القرية، وتفكيك اجتماعى لمفهوم "الحرام".

تعمل عزيزة وزوجها عبد الله ضمن عمال التراحيل يصاب الزوج بالمرض الذي يقعده عن العمل، يشتاق الزوج ذات يوم إلى البطاطا فتذهب عزيزة لتقتلعها من الأرض، يفاجئها أحد شباب القرية فيعتدي عليها وتحمل وتنجح في إخفاء حملها عن الأعين، فمعروف أن علاقتها الزوجية معدومة بسبب مرض زوجها، وعندما تلد مولودها تخاف أن يفضحها صراخه فتقتله دون وعي وهي تحاول أن تسكته، تعود إلى العمل متحملة آلام جسدها ولكنها تصاب بحمى النفاس وتموت.

 قاع المدينة

 لم يكن السيناريو الذى أعده الأديب أحمد عباس صالح موفقا، فالرواية تتناول علاقة القاضى عبد الله الثرى الأعزب العاجز جنسيا مع الخادمة شهرت، يتراءى للقاضى أن شفاءه لن يكون إلا على يدى شهرت أو على حساب جسدها، وحينما يتحقق له الشفاء فإنه يدفع الخادمة إلى طريق البغاء.

العسكرى شبراوى

امرأة مجنونة من القرية تذهب إلى مستشفى الأمراض العقلية بالقاهرة بواسطة "العسكرى شبراوى"  تكتشف فى النهاية أن الفتاة ليست مجنونة بل تدعى الجنون، فتذهب مع شبراوى إلى المأذون بدلاً من مستشفى الأمراض العقلية، ولم يبق من قصة يوسف إدريس الرائعة غير ملامح باهتة، وتبرأ إدريس بعدها من الفيلم.

 النداهة

تدور الحكاية عن القرية فى مواجهة إغراءات وغوايات المدينة، وما "فتحية" إلا رمز، لكن الفيلم اختار أن يقتصر على تتبع طريقها للسقوط، وبدلاً من أن ينال العمل ممن غوى بفتحية - كما جاء بالقصة - صوره الفيلم وسيما ناجحا وثريا وتحبه الجميلات، وبذلك ابتعد عن  رؤية "يوسف إدريس".










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة