الدكتور مجدى بدران يكتب: مخاطر تناول حيوانات الأضاحى للقمامة

السبت، 18 أغسطس 2018 12:00 م
الدكتور مجدى بدران يكتب: مخاطر تناول حيوانات الأضاحى للقمامة الدكتور مجدى بدران عضو الجمعية المصرية للحساسية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يجب التحذير من تغذية حيوانات الأضاحى على القمامة، حيث يعمد بعض التجار الجشعين إلى إقامة شوادر عشوائية بجوار تجمعات القمامة، ويحترفون تجويع حيوانات الأضاحى لإجبارها على تناول القمامة، ما يتسبب فى تلوثها بدءا من الفراء مرورا بالجلد واللحوم ونهاية بكل الأحشاء، تحويل القمامة لطعام لحيوانات الأضاحى غش تجارى يهدد صحة الحيوان والإنسان ويمهد لانتشار العديد من الأوبئة.

تنتشر الميكروبات والحشرات كالذباب والصراصير والفئران فى القمامة التى تعتبر مستودعا خصبا مثاليا لها. الذباب ينتعش فى وجود القمامة وينقل البكتيريا من القمامة إلى موائدنا، والخطير، حسب منظمة الصحة العالمية، أن الذباب المنزلى يستطيع أن يسبب 65 مرضا، وتناول حيوانات الأضاحى القمامة يلوثها بالعديد من الميكروبات والطفيليات، مثل بكتيريا السالمونيلا، التى تسبب حمى التيفود، والتسمم الغذائى، والحمى المعوية، والتهاب المعدة والأمعاء.

الصراصير تسبب 26 مرضا للإنسان وتعتبر مستودعات محتملة للديدان الدبوسية التى تتواجد فى مليار من البشر، مع الأخذ فى الحسبان طبيعة انتشار الصراصيىر وأعدادها المهولة فى البيئة، حيوانات الشوارع كالكلاب والقطط والفئران والجرذان تأكل القمامة وتلوثها، والفئران تستطيع أن تنقل للبشر 35 مرضا.

تسبب النفايات تلوث الهواء وأمراض الجهاز التنفسى، ويتم امتصاص الملوثات من الرئتين إلى أجزاء أخرى من الجسم. تشمل المواد السامة فى الهواء الملوث بالنفايات ثانى أكسيد الكربون وأكسيد النيتروز والروائح الكريهة، عادة ما تكون ناتجة عن تحلل المواد والنفايات السائلة، كما تلوث القمامة المياه السطحية، وبالتالى تؤثر على جميع النظم البيئية، شاملة المياه، ما يهدد الأسماك والحيوانات الأخرى التى تشرب المياه الملوثة، من مواد النفايات المنزلية الخطرة، البطاريات ومعدات الكمبيوتر والرصاص الذى ربما يسبب الأنيميا والتأخر العقلى والشلل والفشل الكلوى ويرفع ضغط الدم.

التعرض للدخان الناتج من حرق القمامة يمكن أن يسبب الصداع والغثيان والطفح الجلدى، ومع مرور الوقت، يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب، ينتشر حرق القمامة فى المناطق الريفية والعشوائية بدعوى النظافة. حرق القمامة يضر الحيوانات والبشر، وبعض الملوثات الموجودة فى الدخان الناتج عن حرق القمامة فى الهواء الطلق يمكن أن تشمل الديوكسينات وهى ملوّثات بيئية قذرة من المواد الكيميائية الخطرة ذات قدرة عالية على إحداث التسمّم وتضر المخ والمناعة والكبد وتسبب بعض أنواع السرطانات، ويمكنها الاستقرار وتمتص بسهولة فى الأنسجة الدهنية، حيث يتم تخزينها. للأسف تلوث الديوكسينات النباتات وعندما تتغذى عليها الحيوانات تصل للبشر عن طريق اللحوم ومنتجات الألبان.

حرق القمامة يهدد البيئة بالتلوث بالزرنيخ الذى يمهد للإصابة بالسرطان ويضر القلب والأوعية الدموية ويسمم الخلايا العصبية، أما التلوث بالزئبق فيهدد بإضعاف نمو الجهاز العصبى فى الأجنة والأطفال، ويقلل من قدرات التفكير المعرفية والذاكرة والانتباه واللغة والمهارات المكانية الحركية والبصرية الدقيقة.

حرق القمامة يلوث الهواء بأكاسيد النيتروجين، وأكاسيد الكبريت، وأول أكسيد الكربون الذى يحرم الهيموجلوبين من الأكسيجين وبالتالى تقل كفاءة أجهزة الجسم، ويسبب العديد من أمراض القلب، ويقلل من وصول الأكسيجين إلى عضلة القلب، ويزيد من لزوجة الصفائح الدموية فتزداد القابلية لتكوين الجلطات، ويمهد الطريق لتصلب الشرايين، ويشل الأهداب التنفسية فيزيد من تأثير مسببات الحساسيات، وبقاء سموم التدخين داخل الرئة.

يمكن أن يؤدى الاتصال المباشر بالنفايات إلى الإصابة بالتهابات الجلد والدم من خلال الجروح المصابة، نتيجة للأشياء الحادة كالإبر والزجاج.

الخسائر المادية للمدن المكتظة بالقمامة كثيرة، والقمامة  مصدر إزعاج وتوتر للحيوانات والبشر، ولا تجتذب المدن ذات الروائح الكريهة وسوء الصرف الصحى والقمامة التى تنتشر فى كل مكان الناس أو السياحة، أو الاستثمارات، يجب التحفظ على أى حيوانات تأكل القمامة ومعاقبة أصحابها.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة