قاموس المعاكسة فى مصر يتطور مثل كل شيء، فالمغازلة والمعاكسة هى جزء من ثقافة المجتمع، فى أحيان تكون أنيقة ومهذبة وراقية تعبر عن التقدير لجمال فتاة دون أن تعبر الخطوط الحمراء على شاكلة "بنسوار يا هانم" حتى وإن كان هذا مرفوضًا فى ذلك الزمن، أو ركيكًا يشبه زحام حياتنا وأغانى المهرجانات على طريقة "نشرب كوفى" و"شارع محمد الحبوب".
زمن بنسوار يا هانم
أحد أشهر المقالات التى انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعى خلال الشهور الماضية كان فى الحقيقة يعود للكاتب الصحفى فكرى أباظة عام 1932، ويقول فى جانب منه: إن الشاب الصفيق من هؤلاء يتعمد الوقوف على رصيف محطة الترام بالقرب من المكان المخصص لركوب السيدات، وعندما يجد سيدة تقف بمفردها يقترب منها بمنتهى البجاحة ويقول لها دون سابق معرفة، بنسوار يا هانم!.
هذا المقال يؤرخ ببساطة للمعاكسة فى ذلك الزمان، أقصى ما يمكن أن يتجرأ به شاب ويقوله على مسامع امرأة هو "بنسوار يا هانم" وهذا كان يستدعى من كاتب أن يوثقة وينتقده بشدة بل وأن يصفه بـ"الصفيق".
مقال الصحفى بكرى اباظة المتداول على مواقع التواصل
يا صفايح الزبدة السايحة
على الجانب الآخر من بنسوار يا هانم فى الأوساط الراقية، وثقت السينما لمعاكسة أولاد المناطق الشعبية، من ينسى "يا صفايح الزبدة السايحة يا براميل القشطة النايحة" التى كانت المعاكسة الأشهر لسنوات طويلة فى الحوارى المصرية.
معاكسات زمان
هى الساعة كام.. والشارع الفلانى منين
فى الثمانينيات والتسعينيات اتخذت المعاكسة منحنى جديدًا، كان الإفيه أو محاولة التقرب بكلمة تجذب انتباه الأنثى هو البطل، بدأت بالساعة كام، وسؤال عن الطريق، وانتهت بلغت أنظار مجموعة من الفتيات بكلمات مثل "الأجمل ترتدى حزاء أحمر".
نجوم التسعينيات
زمن " نشرب كوفى.. وشارع محمد الحبوب"
انتقلت المغازلة لمعاكسة لتحرش، هذا هو التطور الطبيعى الذى حدث فى مصر، وصلنا الآن لزمن "نشرب كوفى.. وشارع محمد الحبوب"، المعاكسة تحولت لتحرش، تلعب فيه الألفاظ البذيئة دور البطولة، يشبه كثيرًا الموسيقى والأغانى وحتى أفلام السينما وزحام الشوارع وتلوث الهواء والطعام، وعلى الجانب الآخر أبتكرت الفتيات طرق عديدة لمواجهة التحرش، بدأت بالبرينت اسكرين لرسائل المعاكسة على فيس بوك، وصولاً إلى تسجيل الفيديوهات للمتحرشين ونشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعى.
مشهد تمثيلى للتحرش
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة