يشهد شاطئ مدينة العريش بشمال سيناء، عصر كل يوم، إقبالا كثيفا من أهالى المحافظة يتزايد تباعا مع تسلل نسمات العصارى، وانسحاب حرارة الشمس الحارقة حتى انكسارها فى مشهد يتكرر كل يوم، ويستمر حتى لحظات ما بعد الغروب، ليبدءون من جديد فى رحلة العودة لمنازلهم أو استكمال السهر على الشاطئ والكورنيش قريبا من الأمواج.
"البحر ملاذنا للهروب من ضيق الحال وحرارة الأجواء"، بهذه العبارة عبر محمود عبدالرحمن، أحد الأهالى عن حال كثر من حوله صغار وكبار، بينهم من يلاعب الأمواج برفقة أطفاله، وآخرين يكتفون بتأمل زرقة البحر من بعيد متخذا من بساط الرمل الناعم متكئا.
قال محمود عبد الرحمن لـ"اليوم السابع"، إنه يعمل موظفا، وبين الحين والآخر، يخصص أوقات ما بين الساعة الرابعة حتى السابعة عصرا للخروج للبحر، مع أسرته وأصدقائه، وأنه يكن سعيدا وأطفاله الثلاثة ياسر، وياسين، ونورا حوله، يستمتعون بأطراف أمواج البحر التى لا يألف هو دخوله، ويكتفى بمشاهدتها من بعيد محافظا على نصيحة والدته، أن يحرص يوميا على تنفس هواء البحر الصافى الخالى من أى شوائب وأتربه.
امتداد شاطئ بحر مدينة العريش بما يصل لنحو 10 كيلو مترات، أعطى فرصة لكثير من الأسر أن تختار الأماكن المناسبة لحال كل أسرة وخصوصيتها، ولم يحرم الجميع من قضاء الصيف بشكل مختلف، وقال "سالم صباح" مدير إدارة السياحة بمحافظة شمال سيناء، أن أهالى المحافظة هذا العام يقبلون على البحر بكثافة، موضحا أن أهم أماكن شاطئ العريش التى تشهد الإقبال هى الريسة، وابوصقل، وغرناطة والخلفاء، والأيوبى، وظلال النخيل، والمساعيد.
وأضاف مدير إدارة السياحة بمحافظة شمال سيناء، أن مايميز شاطئ العريش هو كورنيشها الممتد بمحاذاة الشاطئ، ويعتبر ممشى ليلى يحظى باهتمام كل رواد الشاطئ.
قال إسماعيل حسنى، أحد ابناء مدينة العريش، إنه كغيره من الأهالى يفضلون الذهاب للبحر بعد العصر حتى المغرب، خصوصا أنه فى الوقت الحالى كثير من الناس أوضاعها الاقتصادية صعبة، ولا تستطيع تحمل تكاليف تأجير شماسى أو الوقوع تحت استغلال أصحاب المشروعات الشاطئية المبالغ فيها، والوقت المناسب هو آخر اليوم، حيث لا حرارة شديدة ولا شمس حارقة، وهذه هى عادة أهلنا وأجدادنا كانوا يحضرون للبحر عصرا.
وأضاف، أن الحضور يمتد لمنتصف الليل، فهم بعد الإستحمام فى المياه، ينتقلون للجلوس على الرمال، ويشعلون النيران فى الحطب، ويعدون الشاى وقليل من الأطعمة ويتسامرون حولها فى مشهد ليس هم فقط من يقومون به بل كثر من حولهم.
وأشارت سميحة فرج، ربة منزل، إلى أنها بين الحين والأخر تذهب للبحر عصرا، خروجا من ضغط الحياة والظروف الصعبة فى منطقة مسكنهم فى حى الصفا جنوب العريش.
واستطردت، "البحر هو المكان الترفيهى الوحيد لنا فى شمال سيناء"، لاتوجد حدائق عامة ولا منتزهات، واماكن خروج مناسبة لأطفالنا ونعتبر البحر هو المخرج للترفيه، وكذا الخروج من أجواء همومنا اليومية.
وقال شادى عبدالرحمن، أحد أصحاب المشروعات الخدمية على شاطئ العريش، الملاحظ أن حركة الإقبال على الشاطئ تزيد بأعداد مضاعفة بعد العصر، وغالبية الحضور من الأسر، وتزيد بشكل ملحوظ يومى الجمعة والسبت من كل أسبوع.
أضاف، أنهم كأصحاب مشروعات خدمية منوعة خاصة بتأجير العشش والشماسى وتقديم المشروبات، يستفيدون من هذا التواجد وهذه الأعداد الكبيرة وتنعش وضعهم بشكل ملحوظ، وهم زبائن يختلفون عن زبائن اليوم الواحد من المصيفين يحضرون لقضاء يوم كامل على البحر واستئجار شاليهات.
وقال محمد ياسين، وحمدى سليم، و مصطفى السيد، وهم شباب يدرسون بجامعة العريش، إنهم بين الحين والأخر ينتهزون فرصة آخر النهار للقاء اصدقائهم وقضاء "العصارى" على بحر العريش.
وأكدوا أنهم يسعدون جدا عندما ينشرون صورهم على مواقع التواصل، ويظهر سحر وجمال شاطئ العريش، ويلاقى هذا انبهار وإعجاب أصدقائهم من كل أنحاء العالم بالمكان، وهو ما يعتبرونه رسالة أنه من على أرض سيناء يعيش أهلها فى أجمل بقاعها يستمتعون بمفرداتها الطبيعية رغم كل الظروف.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة