منذ أيام استيقظ المصريون على خبر حريق سينما ريفولى وتعرض مبناها الذى يعود للقرن التاسع عشر لهذا الكم من الدمار بعدما أتت النيران على صالة العرض والدور العلوى، وللعلم فإنها ليست المرة فقد تعرضت لحريق أكبر فى 26 يناير 1952 وهو "حريق القاهرة"، ومع ذلك تم ترميمها لتعود لرونقها القديم، وهناك حول العالم الكثير من مبانى السينمات القديمة التى تعرضت للحريق أو الحروب أو عوامل الزمن قبل أن يتم ترميمها لتعود للعمل من جديد.
السينمات القديمة والتاريخية من عمر ريفولى لا توجد سوى فى دول محدودة كانت بها بداية فن السينما مثل أمريكا وبريطانيا وألمانيا فكيف تعاملت هذه الدول مع السينمات التاريخية بها فى الوقت الذى يجرى فيه النقاش هنا فى مصر حول ما يجب فعله مع السينمات التاريخية والمبانى التراثية؟ وإن كان يجب إغلاقها أو استخدامها كمتاحف أو استمرار العمل بها مع تطويرها رغم أهمية هذه المبانى؟
أولاً : التجربة الألمانية
الحرب العالمية الثانية كانت تجربة قاسية على العاصمة برلين التى فقدت الكثير من مبانيها التاريخية لدرجة تدمير بوابة براندنبرج التى تعود للقرن الثامن عشر لكن في مجال السينما كانت أقدم صالة عرض فى العالم هى الضحية.
فينترجارتن
أقدم سينما فى العالم أقيمت فى برلين عام 1887 ثم تم هدمها فى 1944 بسبب الحرب العالمية الثانية عندما دمرتها القذائف والغارات الجوية التى استهدفت برلين.. لكنها مع ذلك عادت من جديد فى 2016 بعد توسيعها وإضافة مسارح وحدائق أيضا للسينما.
ثانيًا : طريقة التعامل فى أمريكا مع دور العرض التاريخية
واحدة من أقدم السينمات فى أمريكا وهى بمدينة مينيابوليس بولاية منيسوتا وأقيمت عام 1913 وتم إدراجها كمعلم تاريخى بعد مرور 60 عاما على إنشائها، وهى مثل سينما ريفولى تعرضت لحريق ضخم فى 1939 ولكن تم تجديدها وترميم الجزء التاريخى منها والذى يحتفظ بالبلكون مما يجعلها السينما الوحيدة فى المدينة التى تضم بلكون وكان هذا الجزء مخصص بداية للأثرياء حيث سعر التذاكر به أعلى من باقى السينما.. ومؤخرا حصل عليها مستثمر قام بتجديدها مرة أخرى فى 2012 مع تعهد بالحفاظ على قيمتها التاريخية، وأصبحت تضم بار ومعرض فنى، لكنها حتى اليوم لا تملك سوى شاشة واحدة فقط.
سينما تامبا
سينما تامبا
انشئت فى فلوريدا عام 1926 وتعد أهم مركز ثقافى فى الولاية نظرا لتصميمها الذى يضم تماثيل على طراز القرون الوسطى وحدائق على الطراز الفرنسى والايطالى، ومع تقادم العمر تم إيقاف عرض الأفلام الكبيرة بها وتم تخصيصها للعروض الصغيرة لتعمل لحساب منظمة غير ربحية لنشر ثقافة الأفلام التجريبية الخاصة بالمخرجين الشباب.. أما وسيلة الحصول على تكاليف صيانة السينما فتتم عبر متجر صغير لبيع التذكارات والتماثيل الصغيرة.
سينما ستيت
معلم تاريخى أثرى مسجل فى ولاية ميتشجان وهى ملك منظمة أهلية وكان مبناها تعرض لأضرار بسبب مرور الزمن حتى تمت إعادة ترميمها بالكامل فى 2007 من قبل لجنة مهرجان ترافيس السينمائى، والأن تعرض الأفلام الكلاسيكية القديمة أغلب الوقت بجانب عروض محدودة للأفلام الجديدة.
سينما سيناتور
أقيمت فى بالتيمور أوائل القرن العشرين لكن لاحقتها المشاكل الإدارية والفنية حيث كان يتم إغلاقها ثم يعاد فتحها بشكل متكرر حتى عام 1939 وكل هذا أثر على المبنى وقيمته التاريخية والذى تم تصميمه على طراز ديكو، ولكن فى 2012 اشتراها مستثمر قام بتجديدها وترميمها بالكامل مع التعهد بالحفاظ على نشاطها الأصلى وعدم هدمها وهى تعرض أفلام جديدة حاليا بشكل محدود وتركز على عرض الأفلام القديمة الكلاسيكية مثل Citizen Kane.
سينما كاسترو
سينما كاسترو
المبنى مصنف كمعلم تاريخى وثقافى بمدينة سان فرانسيسكو نظرا لطراز المبنى المستوحى من شكل الكاتدرائيات المكسيكية وهى تضم 1400 مقعد فى صالة العرض ومعرض صغير لبوسترات الأفلام النادرة ولا تقدم سوى عرض ليلى واحد فقط للأفلام الجديدة بينما يتم تخصيص باقى اليوم للأفلام القديمة وعروض مسرحية كذلك.
ثالثا : دور العرض فى بريطانيا
أما فى بريطانيا فكان أحوال السينمات القديمة أسوأ فبحسب تقرير BBC فإن العديد من السينمات والمسارح التاريخية تعرضت للدمار فى الحرب العالمية الثانية، والمتبقى منها لم يحصل على العناية والصيانة الكافية.
رغم ان بريطانيا كانت من أوائل الدول التى أنشأت السينمات لدرجة أنه وبحلول عام 1914 كان بها 4 آلاف سينما أى بعد 20 عاما فقط من عرض أول فيلم بها، لكن كثير منها فقد فى الحرب العالمية الثانية ولم يتم ترميمه والبعض أصبح مهجورا بينما تنتشر السينمات الجديدة بتقنية 3D فى المولات.
سينما أوديون - لندن
حاول نشطاء تصنيفها كمبنى تاريخى لكن فشلوا فى 2015 بسبب أن المبنى تم بناءه فى الثلاثينيات من القرن الماضى، وصدر قرار بهدم المبنى ليقام فوقه مجمع من 10 طوابق تضم فندقا ومنتجعا سياحيا وسينما صغيرة بصالتى عرض.
سينما هول الوطنية
سينما هول
سينما فى مبنى من العصر الفيكتورى لاقت مصيرا مأساويا ففي الستينات كان ينظر للمبنى القديم مع بعض المبانى الفيكتورية باعتباره قبيح وقديم ومتداع ولذا جاءت عمليات الترميم لتغير الكثير من شكله وتفقده قيمته التاريخية، ولكن فى التسعينات بدأت موجة الحفاظ على المبانى التاريخية عندها بدأ العمل لاستعادة الشكل الأصلى للمبنى لكنه فى كل الأحوال تغير كثيرا وفد الكثير من زخارفه الأصلية.
سينما كارلتون
سينما كارلتون
كانت اقيمت فى 1930 وهى مميزة للغاية حيث انفردت ببناء على الطراز الفرعونى ولكن فى 1972 تحولت لمركز للصلاة والاجتماعات الدينية بعدما تخلى عنها ملاكها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة