كشفت مصادر حكومية كويتية، وجود خطة احترازية كاملة الأركان، تتضمن بدائل وسيناريوهات متعددة، فى حال تصاعد التوتر القائم بين إيران والولايات المتحدة، وينذر بتهديدات لطريق الملاحة البحرى فى مضيق (هرمز)، والذى يعتبر المنفذ الرئيسى للصادرات والواردات الكويتية.
وقالت المصادر الحكومية – وفقا لما نشرته صحيفة "الأنباء" الكويتية فى عددها الصادر اليوم الاثنين، أن الحكومة الكويتية لديها ادارة أزمات تضع مجموعة من الخطط التى يتم مناقشتها وتحديثها باستمرار، بالتزامن مع أى توترات اقتصادية أو أمنية او سياسية قد تؤثر على امدادات النفط والسلع الاستراتيجية، أو الحالة الاقتصادية للبلاد بشكل عام.
وأضافت المصادر أن الخطة وضعها كبار المتخصصين والخبراء والمسئولين الحكوميين بكافة القطاعات الاقتصادية، خاصة القطاع النفطي، وأنه تم تحديثها مؤخرا، بما يضمن الحفاظ على تدفق الصادرات النفطية، واستيراد السلع الاستراتيجية، دون أى تأثير قد يشعر به المواطن، أو يتأثر به الاقتصاد الكويتى سلبا اذا ما تصاعدت وتيرة الأزمة.
وأوضحت أن هناك تدابير لازمة وضعتها الكويت ضمن خطتها الاحترازية حيال أى توترات عسكرية فى منطقة مضيق (هرمز)، من بينها تدعيم المخزون الاستراتيجى الخارجى، حيث تستخدم المخزونات النفطية الخارجية للتصدير على المدى القصير، لحين إيجاد بدائل طويلة الأجل، فى حال امتدت فترة اغلاق المضيق، واستخدام ناقلات النفط العملاقة كمحزونات مؤقتة لأى طارئ حال إغلاقه، أو قيام الخطوط الملاحية العالمية بتفريغ السلع والمنتجات غير النفطية الواردة إلى الدول الخليجية، فى موانئ على طول البحر الأحمر أو بحر عمان، ثم شحن هذه السفن بالنفط بعد أن يتم تكييفها بحاويات وصهاريج خاصة لهذه المهمة.
وتابعت أنه من بين السيناريوهات المطروحة أيضا، رفع العلم الأمريكى على الناقلات الكويتية، وهى ما تسمى بخطة (الأعلام)، كالتى نفذت خلال الحرب العراقية ـ الإيرانية؛ حيث تقدمت الكويت فى مطلع 1987، إلى الدول الخمس الدائمة العضوية فى مجلس الأمن، لحماية ناقلاتها النفطية، واستجابت روسيا حينها للطلب الكويتى، من خلال تقديمها 3 ناقلات سوفييتية، ترافقها 3 كاسحات ألغام سوفييتية، بدلا من المقترح الكويتي، حول رفع العلم السوفييتى على الناقلات الكويتية، مما دفع الأميركيين إلى قبول الطلب الكويتي.
وكانت إيران قد هددت بإيقاف صادرات النفط من دول الخليج، من خلال التضييق عليها فى مضيق (هرمز)، ردا على العقوبات الأمريكية على طهران، وهو ما رد عليه المتحدث باسم القيادة المركزية الأمريكية الكابتن بيل أوربن، بالتأكيد على استعداد واشنطن، لضمان حرية الملاحة وحركة التجارة، حيثما يسمح القانون الدولى.
يشار إلى أن مضيق (هرمز) هو ممر مائى استراتيجى يربط منطقة الخليج العربى بالمياه الدولية، ويمر فى المضيق ثلث صادرات العالم من النفط التى تنقل عبر البحار يوميا وهو يربط الدول المنتجة للخام فى الشرق الأوسط بالأسواق الرئيسية فى مناطق آسيا والمحيط الهادى وأوروبا وأمريكا الشمالية وغيرها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة