فى السنوات التى سبقت الحرب العالمية الثانية استخدم النظام النازى صور وسائل الإعلام لأدولف هتلر فى المنزل، وهى القراءة، والسير بـ كلابه والتمتع بالأعمال الفنية الجميلة، لخلق صورة عامة محببة للفوهرر، كما يدعى مؤلف كتاب "هتلر فى المنزل"
فى كتاب "هتلر فى المنزل" يستكشف البروفيسور ديسبينا ستراتيجاكوس كيف اعتمدت آلة العلاقات العامة النازية على مساكن هتلر الثلاثة لتشجيع أسطورة الفوهرر كرجل راقى أخلاقياً.
يقول المؤلف إنه لأكثر من 70 عامًا تجاهلنا دعوة بيترز لتأمل البيوت التى عاش فيها هتلر على محمل الجد، فى السنوات التى سبقت الحرب العالمية الثانية، احتفظ هتلر بثلاث مساكن، مبنى المستشارية القديمة فى برلين. وشقته فى ميونيخ ومنزله الجبلى على Obersalzberg. وتم تجديد الثلاث جميعها فى منتصف الثلاثينيات من القرن الماضى وسهلت إنشاء شخصية جديدة ومتطورة للفوهرر.
وكانت المستشارية القديمة، منذ عام 1871، المقر الرسمى للمستشارين الألمان، وبعد تعيينه مستشارا فى عام 1933، رفض هتلر الانتقال إلى المبنى لأنه كان حساسًا لما قد يقوله هذا القصر "المتهكم" (فى عينيه) عنه، كانت المستشارية فى قلب المنطقة الحكومية، وشعر هتلر أن هذه المبانى، بما فى ذلك سكن المستشار، كان لها دور تلعبه فى استعادة الهيبة الدبلوماسية الألمانية المفقودة فى أعقاب الحرب العالمية الأولى، لذلك استعان هتلر بالمعمارى المقيم فى ميونيخ بول لودفيغ تروست لتجديد مساحاته العامة والخاصة. وعندما توفى Troost فى يناير 1934، أكملت العمل أرملته Gerdy.
فى هذا المبنى استقبل هتلر الدبلوماسيين والصحفيين الأجانب، وكانت توجد سجادة فارسية شهيرة، كان هتلر دائما يحب أن يحكى قصتها، فيقول إنه فى الأصل أمرت بها عصبة الأمم لمقرها الجديد فى جنيف، لكن عندما تم الانتهاء منها، كانت العصبة تفتقر إلى الأموال ولم تستطع السداد، لذا فقد اخذها فى مسكنه الرسمى، وهكذا قدم هتلر نفسه، فى إشارة ساخرة إلى سحب ألمانيا من العصبة فى أكتوبر عام 1933 - وكأنه سحب السجادة من تحتها حرفياً.
وادعى هتلر أنه دفع شخصياً تكاليف التجديدات فى بيوته، غير أن فواتير جيردى تروست تكشف أنها كانت من ميزانية الدولة.
أما شقة هتلر فى ميونخ فكانت فاخرة تقع فى 16 ساحة برنس ريجنت فى منطقة بوجين هاوزن فى ميونيخ، والتى احتلها هتلر فى أكتوبر 1929، وامتدت الشقة فى الطابق الثالث بأكمله من المبنى المهيب المكون من خمسة طوابق.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة