قرأت لك.. يوميات سلفيا بلاث.. 15 عامًا قبل الانتحار

الثلاثاء، 17 يوليو 2018 07:00 ص
قرأت لك.. يوميات سلفيا بلاث.. 15 عامًا قبل الانتحار غلاف الكتاب
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تعد سلفيا بلاث من أشهر شاعرات القرن العشرين، بالطبع يعود جزء كبير من هذه الشهرة إلى انتحارها فى سنة 1963، وقد اهتم الجميع بيومياتها التى صدرت هذا العالم وتمت ترجمتها إلى اللغة العربية، ترجمة عباس المفرجى، عن دار المدى.
 

يوليو  1950 

ربما لن أكون سعيدة أبدًا، لكنى الليلة راضية، لا شىء سوى منزل فارغ، إرهاق غامض دافئ من يوم مقضى فى زرع سيقان براعم الفراولة فى الشمس، قدح من لبن حلو بارد، وصحن مسطح من ثمرات العنب المغمورة بالقشطة. أدرك الآن كيف يعيش الناس دون كتب، دون مدرسة. حين يكون المرء تعبًا فى نهاية اليوم عليه بالنوم، وهكذا يواصل العيش، قريبا من الأرض. فى أوقات مثل هذه سأكون حمقاء إن طلبت المزيد.

بلاث
 
بدأت الشاعرة سيلفيا بلاث كتابة يومياتها فى مجموعة دفاتر وكراسات وأوراق منفصلة فى بداية مراهقتها ولم تنقطع عنها حتى وفاتها فى 1963.
 
هى أحيانا يوميات حقيقية، ثم ما تلبث أن تصبح ملاحظات منفصلة، رسائل غير مرسلة أبدا، تمارين فى الكتابة، تخطيطات لقصص، إلى غير ذلك . كل هذه المادة حفظت منذ العام 1981 فى سميث كوليج، الجامعة التى درست فيها بلاث عام 1950 حتى 1955 ودَّرست فيها السنة الدراسية 1957 - 1958.
 
الطبعة العربية لا تحتوى  كامل اليوميات، بل تم اختيار بعضها الذى تعرض فيها كل شىء يتعلق بكتاباتها، قراءاتها، أفكارها حول الأسلوب، اللغة، وطموحاتها الأدبية، إضافة إلى مصاعبها الشخصية، وفتراتها الفظيعة من الكآبة.
 

24 فبراير  1962

جاءت "آن" لشرب الشاى، نجحت فى إلباس نفسى مشدا، جوارب، كعبا عاليا، فشعرت أننى شخص جديد، وضعت غطاء على المنضدة فى حجرة اللعب، والشمس تتحرك نحو الغرب، بدلا من الجلوس فى المطبخ البارد، المعتم فى الخلف. هى ترتدى "توينست" كشمير، رماديا، فحميا، تنورة سوداء، جوارب، حذاء من غير كعب بإبزيم ذهبى، معطف فرو أسود، وقادمة حديثا من عند المزين. فتاة قصيرة، لئيمة، غير ودية. جلست وتحدثت معها بعض الوقت. تحدثت بالكامل عن نفسها، ماذا قالت مديرة المدرسة، كيف صففت شعرها، كيف أحبت بريجيت باردو، كيف أرادت أن تنحف جسمها لتحصل على قوام لطيف (ما خطب قوامك الآن، يقول تد). نادت من الأسفل. ظلت تتحدث بلا انقطاع.

"الساموراى السبعة" (أضجرها)  كان فيلم تيد المفضل، لكنه الآن يضجره، هي بالطبع تتقبل كل شىء منه ومن لا يحب أن تصغى له فتاة شابة ذكية باهتمام وكأنها تصغى لأسقف، "الكل يقولون إننى مغرورة إلى حد مستهجن"، صعدت بها إلى فوق لترى الطفل، لم تهتم كثيرا، أمر بديهى تماما، كانت متلهفة لتنعم النظر فى الغرف الأخرى بأبوابها المغلقة، قالت مرة ثانية كيف استمعت إلى برنامج تد فى الراديو وكم كان مدرس اللغة الإنجليزبة معجبا ببرنامجه.       

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة