لن يستطيع أب أن يتجاهل هذه الحادثة، ولن تستطيع أم أن تغفو ولو للحظة بعد أن تناثرت أخبار العثورة على ثلاثة أطفال «5 سنوات و4 سنوات وسنتين» محروقين متعفنين على قارعة الطريق، التساؤلات عصفت بالجميع والحزن خيم على الجميع والحيرة سكنت الجميع، كيف حدثت هذه الواقعة ؟ وكيف يستطيع الشيطان ارتكاب مثل هذه الجريمة المركبة، ومع كثرة التخمينات وكثرة تداول قصص خطف الأطفال من أجل الاتجار بأعضائهم شعر الجميع برعب حقيقى، وهنا يصبح الشكر واجبا لوزارة الداخلية بأجهزتها المتعددة على كشف غموض هذا الحادث الذى مد جسور الرعب إلى القلوب، ووزع الكمد على المصريين بالتساوى.
تفاصيل القصة كما كشفتها وزارة الداخلية هى أن هناك امرأة تركت أطفالها الثلاثة مع زوجها الحديث، فنشب حريق فيهم أدى إلى وفاتهم، الأطفال الثلاثة قتلوا حرقا، لم يسمع صراخهم أحد، ولم يلتفت إليهم أحد، ولم يكن بجوارهم أحد، هكذا وبسهولة ماتوا، دون أن نرتجف أو نكتشف خزى عوراتنا، ماتوا لأن عود كبريت اشتعل فى بعض الأمتعة ولم يجد من يخمد نيرانه، الأم لم تكن موجودة لأنها تعمل فى ملهى ليلى، وزوجها لم يكن موجودا أيضا، وصديقتها لم تكن موجودة، كلهم وجدوا بعد الحادث، وكلهم تعاونوا على إخفاء آثار الجريمة بإلقاء الأطفال فى الشارع.
وإذا الأطفال سئلوا بأى ذنب قتلوا؟ فلن يستطيعوا بالطبع الرد، لأن أكبرهم لم يصل إلى سن الدخول إلى المدرسة بعد، لكن الفحوص المعملية وتحليل البصمة الوراثية DNA أجابت فـ«أمانى.م.أ»، أم بيلوجية للأطفال الثلاثة المعثور على جثثهم، وأن كل طفل منهم من أب مختلف عن الآخر وليس من بينهم زوجها الحالى «حسان.ع.إ» وقد كتبت الأم الطفلين الكبيرين باسم وزجها الحالى، أما الطفل الصغير «سنتين» فلم تقيده بالسجلات الرسمية من الأساس، كهذا وببساطة، أم تقرر أن تتزوج عرفيا من رجل فتنجب منه وتتركه لتتزوج بآخر فتنجب منه وتتركه وتتزوج بثالث فتنجب منه وتتركه لتتزوج برابع لتترك لديه الأطفال الثلاثة فيحترقوا حتى يموتوا لا يعرف أحد كم ساعة اشتعلت فيهم النيران، وكم مرة ذاقوا الموت قبل أن يموتوا.
حياة رخيصة، لامرأة رخيصة ورجال حقراء، تلك هى القصة باختصار، تلك هى الفاجعة بكامل حمولتها، تلك هى الأزمة التى يتحملها مجتمع لا يعلى من قيمة الإنسان، ولا يدافع عن مستقبله المتجسد فى أطفال أبرياء ذاقوا النار والحرق والقتل بالرخص حتى لقوا الله، والله عادل ورحيم.
عدد الردود 0
بواسطة:
سليمان
الحديث الشريف يلخص كل شىء !
الحديث : لَم تظهر الفاحشة في قومٍ قطّ حتَّى يعلنوا بها إلاَّ فشا فيهم الطَّاعون والأوْجاع الَّتي لَم تكُن مضتْ في أسلافِهم الَّذين مضَوا ... أليس هذا هو مايحدث ؟