منذ اليوم الأول من اندلاع الأزمة السورية عملت تركيا على التدخل فى الشأن الداخلى السورى عبر دعم جماعات المعارضة السورية وسلحتها بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة سواء بشكل مباشر أو بشكل غير مباشر عبر السماح لشحنات الأسلحة والصواريخ والإرهابيين بدخول الأراضى السورية عبر الحدود التركية.
وعلى الرغم من التحالف القديم الذى كان يجمع أردوغان مع الرئيس السورى بشار الأسد إلا أن الديكتاتور العثمانى تآمر على الحكومة السورية ودعم ومول الجماعات المسلحة فى سوريا لاسقاط النظام السورى وفرض الأجندة الأردوغانية فى البلاد، وهو المخطط الذى فشل ديكتاتور أنقرة فى تنفيذه على التراب السورى بفضل نجاحات الجيش السورى والدعم الروسى الدعم لحكومة دمشق.
واحتضنت المخابرات التركية خلال 2012 عدة اجتماعات مع قادة الفصائل السورية المعارضة وعرضت عليهم تقديم المال والسلاح وتحويل الثورة السورية إلى معارك مسلحة وهو ما تسبب فى اشتعال سوريا خلال العام 2012 و 2013 ودفع بالبلاد نحو آتون الحرب الأهلية، وهو ما أدى لسقوط عشرات الآلاف القتلى ومئات الآلاف من الجرحى ونزوح الملايين من اللاجئين خارج التراب السورى إلى مصر والأردن وتركيا ودول الاتحاد الأوروبى.
وعلى عكس ما توقع الشعب السورى فقد تعاملت أنقرة مع النازحين السوريين بأبشع الطرق عبر التنكيل بهم والزج بهم فى السجون أو عبر الاستعانة بهم فى معارك أردوغان مع المعارضة وتجنيس عدد كبير من السوريين وفى مقدمتهم العلماء وكبار المثقفين لدعم أردوغان فى الانتخابات الأخيرة التى لعب المجنسون دورا كبيرا فى نجاح الديكتاتور العثمانى.
ومع احتدام المعارك العسكرية فى التراب السورى وتراجع نفوذ المعارضة تحرك أنقرة فى مسارين متوازيين أولهما التدخل عسكريا شمال البلاد خوفا من نفوذ القوى الكردية وسيطرتها على تلك المنطقة، فضلا عن تدريبها وتسليحها للقوى المعارضة فى مدينة إدلب التى تحولت مؤخرا لمستنقع الجماعات المسلحة التى تدور فى فلك جماعة الإخوان، وهو ما يشكل تهديدا على أمن واستقرار المنطقة.
وتفننت "الجندرمة" التركية فى قتل وتعذيب وسحل السوريين الفارين من ويلات الحروب فى البلاد، وانتهكت أنقرة أبسط مبادئ القانون الإنسانى فى احترام حقوق اللاجئين السوريين، فضلا عن المعاملة السيئة التى يلقاها الشعب السورى على يد المخابرات التركية، وإجباره عدد كبير من النشطاء السوريين على العمل مع النظام التركى وتوفير المعلومات حول طبيعة ما يجرى فى التراب السورى.
ومع احتدام المعارك فى سوريا كشفت تركيا عن وجهها القبيح بدعم الجماعات الإرهابية فى الأراضى السورية ومنها تنظيم داعش الإرهابى الذى ينشط فى سوريا بفضل الدعم التركى غير المحدود للتنظيم المتشدد الذى مارس القتل والتنكيل بأبناء الشعب السورى على مدار سنوات عدة، واكتشفت دول إقليمية ودولية دلائل تثبت سماح تركيا لعناصر داعش بالتواجد على أراضيها والتنقل بين الحدود السورية التركية المشتركة.
وكشفت تقارير استخباراتية غربية عن تورط المخابرات التركية فى عمليات تهريب مقاتلين أجانب من أنقرة وإسطنبول وديار بكر إلى داخل الأراضى السورية للقتال إلى جانب التنظيمات المتطرفة وفى مقدمتها تنظيم داعش الإرهابى، وكشفت تقارير مصورة تهريب كميات ضخمة من الأسلحة والصواريخ التركية إلى الجماعات الإرهابية التى تقاتل فى وسط سوريا وفى عدد من المدن المحاذية للعاصمة دمشق وهى الجماعات التى تمكن الجيش السورى من دحرها والقضاء عليها بشكل كامل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة