وائل السمرى

مصطفى عبدالرازق.. الاستنارة تحت عباءة الأزهر

الأحد، 10 يونيو 2018 03:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تقول سيرته إن مولده كان فى أسرة وطنية ثرية فى قرية أبوجرج بمحافظة المنيا، فكان والده من مؤسسى جريدة «الجريدة»، التى دعت إلى الحكم الدستورى والإصلاح الاجتماعى والتعليم، وكذلك كان والده من مؤسسى «حزب الأمة»، حفظ القرآن الكريم، ثم التحق بالأزهر، حيث التقى بالشيخ الإمام محمد عبده، وهناك حصل على شهادة العالمية سنة «1326 هـ = 1908م»، ودرّس القضاء الشرعى فى الأزهر، ثم استقال.
 
هو الشيخ مصطفى عبدالرازق «1885م- 1947م » شيخ الجامع الأزهر الشريف، ومجدد للفلسفة الإسلامية فى العصر الحديث، وصاحب أول تاريخ لها بالعربية، الذى ما أن يمس شيئا من العلم حتى يحوله أيقونة جمالية ترتاح لها القلوب وتأنس لها الأرواح، تولى وزارة الأوقاف، وكان أول أزهرى يتولاها، واختير شيخا للأزهر فى ديسمبر 1945، فتنازل عن لقب الباشوية الذى كان الملك قد أنعم عليه به، مفضلا أن يكون لقبه هو شيخ الأزهر، وأن تكون نسبته إلى هذا الجامع الجامعة الذى صار جزءا من تاريخ مصر وحضارتها.
 
كان أحد تلامذة الإمام محمد عبده، وكان يراسله سرا وينشر رسائله دون توقيع الراسل لكى لا يصب الأزهريون جام غضبهم على الطالب اليافع، ومن الإمام تعلم حب الحياة وغرس فى نفسه حب المعرفة والتشوق إلى التعلم والترحال والنهل من منابع المعرفة، فسافر إلى فرنسا ودرس فى جامعة «السوربون»، ثم جامعة ليون التى حاضر فيها فى أصول الشريعة الإسلامية، وحصل على شهادة الدكتوراة برسالة عن «الإمام الشافعى أكبر مشرعى الإسلام» ثم ترجم إلى الفرنسية «رسالة التوحيد» للإمام محمد عبده بالاشتراك مع «برنار ميشيل» وألفا معا كتابا بالفرنسية، لتتضاعف كتبه على مدار حياته، فيكتب دراسة صغيرة أدبية عن الشاعر المصرى البهاء زهير، الذى عاش فى أيام الدولة الأيوبية، ثم كتاب «تمهيد لتاريخ الفلسفة الإسلامية» ثم كتاب «فى سيرة الكندى والفارابى» ثم كتاب «الإمام الشافعى»، ثم كتابه الدين والوحى والإسلام، ثم كتابه «فيلسوف العرب والمعلم الثانى» ثم كتابه «محمد عبده سيرته».
 
فى فرنسا درس علم الاجتماع على يد عالم الاجتماع الأشهر إميل دوركايم، ثم عمل مع الأستاذ «لامبير» فى كلية القانون فى ليون، ودرس أصول الفقه فيها، وبسبب مواقفه السياسية المناصرة للحركة الوطنية التى كان يقودها آنذاك سعد زغلول تم إبعاده من الأزهر خوفا من أفكاره السياسية والاجتماعية، وعين مفتشا بالمحاكم الشرعية كإجراء تأديبى، لكنه استثمر هذه الفترة فى الكتابة والبحث والترجمة، والمعرفة، فكان يعقد الندوات فى بيته ويتوافد عليه أهل العلم والثقافة والفقه والفلسفة من كل مكان، وبعد ذلك تم انتدابه إلى جامعة القاهرة ليشغل وظيفة مدرس الفلسفة الإسلامية، وليزداد تبحرا فى الأدب واللغة، ويزداد اطلاعا على المخطوطات المحفوظة بالجامعة، وهو الشىء الذى كان له أكبر الأثر فى كتاباته اللاحقة، وكان كثيرا ما يفض الاشتباك التاريخى بين الفلسفة والدين قائلا: الدين والفلسفة يبتغيان سعادة البشر، غير أن الدين يقوم على التصديق والإيمان ومصدره القلب، بينما الفلسفة تقوم على النظر والفكر ومصدرها العقل.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة