قال الدكتور مصطفى الفقى، مدير مكتبة الإسكندرية، إن السياسة والإعلام وجهان لعملة واحدة، مستنكرا عملية النقد وجلد الذات للإعلام، مضيفا: "كأن الإعلام مسئولا عن كل شئ، ولكن علينا التدبر لأن الإعلامى نعم ليس ناقدا للسياسة فقط ولكنه أحيانا صانعا لها، ولكن ما أكثر المواقف التى سبق فيها الإعلام السياسة".
وأضاف الفقى، بكلمته خلال مؤتمر تجسير الفجوة بين الإعلام والجمهور بكلية الإعلام جامعة القاهرة اليوم الإثنين، "أزعم أن الإعلام لعب دورا كبيرا فى إشعال النار بين مصر والسعودية خلال الأزمة الأخيرة ولكن يلام فى هذا الخط السياسى الذى لم يقدم مادة سياسية ومعلومات لأن كثير من الاتهامات التى توجه للإعلاميين مسئول عنها السياسيون بدرجة أولى، إملأ الساحات بمواقف ومعلومات ستجد إعلاما يعبر صحيحا عما يحدث بينما غيبة المعلومات وضغف الشفافية أحد الأسباب الحقيقية التى تؤدى إلى ما نعانى منه".
وتابع الفقى، "الإعلام ليس بريئا بشكل كامل لأن الإعلامى مش مطبعجى، ولكن له رؤية وعقل ومواقف يكفى ترتيب الأخبار نفسها لإظهار التحيز لرأى معين، وإمكانية لعب الإعلام فى عقل المواطن كبيرة ومن هنا تأتى المسئولية الأخلاقية لأنه لا توجد وظيفة تحتاج للقيم الأخلاقية مثل الإعلام فالإعلام مسئول عن تشكيل العقل والرؤية وهناك مصداقية للكلمات المقروءة والمسموعة والمرئية وهناك مسئولية تقع على الإعلامى وقبل ذلك هناك مسئولية أخرى تقع على صناع الأحداث".
وأشار مدير مكتبة الإسكندرية، إلى أن الشائعات لا تزيد إلا فى غيبة المعلومات وأخطاء الإعلام لا تزيد إلا بحجب المعلومة والصحفى فى الخارج له حقوق تعادل صناع القرار ويعطوا له صدارة فى الأماكن ويستمع إليه، قائلا: "هنا فى مصر نفهم أن وظيفة الإعلام هامشية والرئيس جمال عبد الناصر عندما سئل لماذا اخترت الراحل محمد حسنين هيكل دون غيره قال لسبب بسيط كل صحفى بيجي يسألنى أنا بروح لهيكل عشان أسأله".
وأوضح أن المعلومة هى السيادة والصحفى المهنى جيد وأحيانا الإعلاميين يعاونون من ضعف فى التأهيل المهنى وأسئلته لا تنم عن المعرفة، قائلا: "أجيال جديدة تسربت للعمل الإعلامى لا علاقة لها بدراسة الإعلام فكل مهنة لها تقاليد إلا من لديه الموهبة مع الخبر لأنها مسألة مهمة أن يكون الشخص دارس أسس صياغة الخبر، ووسط كل ما يدار بالعالم العربى أدركنا أن رئيس مصر شديد الحذر ويعلم ماذا يفعل لأن تحريك للجيوش والدفع بالقوات ليست مسألة سهلة وتحتاج إلى العديد من الإجراءات التشريعية".
وأكد أن الإشكالية الخاصة بوجود فجوة بين الإعلام والجمهور لها العديد من الأسباب أولها نمط الملكية لوسائل الإعلام والقائمون على الإعلام، قائلا: "أطالب ألا يمارس أى شخص العمل الإعلامى إلا وهو عضو نقابة معينة، فأنا ضد جلد الذات المطلق للإعلاميين ولا أعفيهم من المسئولية وأطالب بتحرير العلاقة بين الملكية والإدارة فى الصحافة، والدولة فى عصور سابقة كانت تحرض بعض الإعلاميين ضد أشخاص بعينهم مبارك كان زعلان منى عشان مرضتش أروح إسرائيل ولاقيت مانشيت شتيمة ضدى تانى يوم وهذا يؤدى إلى العديد من المشكلات".
وطالب مصطفى الفقى، بتدريب الإعلاميين حتى لا يصبح هناك إعلاميا إلا إذا كان عضوا فى نقابة لأن الصحافة غيرت نظم وبدلت مواقف وغيرت حكومات وعملية التوعية الأخلاقية للإعلامى ليكون ملبيا لمشاعره الوطنية وضميره الأخلاقى لألا يكون هناك أداة فى بلد يقدس الكلمة المكتوبة والمسموعة فى الإعلام، لأن الإعلام ليس إضافيا أو ثانويا وأحيانا يزيد على قيمة العمل السياسى نفسه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة