قالت المرأة العجوز لعضو مجلس النواب وهو يخرج من عزاء فى دائرته: أستحلفك بالله أن تتوسط لابنى للعمل فى وزارة حكومية، فأنت تعرف الكثير من المسؤولين، وربما يشترى أحدهم خاطرك ويقبل بتعيين ابنى فى الوظيفة، أى وظيفة.
قال النائب:
يا حاجة، التعيينات فى الحكومة بمسابقات، ولا يجوز الواسطة، ثم لماذا تريدين لابنك التعيين فى وظيفة حكومية، المرتبات ضعيفة، والحكومة مرهقة بما لديها من موظفين.
قالت المرأة:
أريد دخلًا ثابتًا ننظم حياتنا عليه، وليس هناك أى عمل فى مصر يمكن أن يتيح دخلًا ثابتًا ومضمونًا سوى الوظيفة الحكومية، أرجوك يا ابنى، أبوس إيدك، تعيّنه فى أى مكان.
..........
كم مرة سمعت هذا الحوار، أو رأيت هذا المشهد، أو واجهته أنت بنفسك؟
هذا المنطق يشكل أساسًا ثقافيًّا فى المجتمع.. الوظيفة الحكومية فى نظر الملايين من البسطاء فى مصر هى أساس الاستقرار، والدخل الثابت، الذى لا يعرّض حياة الأسرة للخطر المحتمل فى المشروعات والشركات الخاصة، وهذه الثقافة «الوظيفية»، وهذا النزوع للاستقرار المالى فى «حماية الحكومة»، يشكل أسمى الأمنيات لدى الأسر المحدودة أو المعدومة الدخل.
الثقافة الوظيفية فى مصر هى السائدة منذ عقود، لا أريد هنا أن أخوض تحليليًّا فى أسبابها منذ سنوات العهد الاشتراكى، لكننى أتوقف فقط عند استقرار هذه الثقافة، ورسوخها، واعتبارها أحد أهم عناصر الأمان الشائعة بين الأسر البسيطة فى مصر، ليس مهمًا حجم المرتب وقيمته وقدرته الشرائية، المهم فقط أن يكون المرتب ثابتًا ومضمونًا كل أول شهر، لتتمكن الأسرة من ترتيب أوضاعها على هذه القروش الصغيرة «المضمونة والثابتة» حكوميًّا.
تسود هذه الثقافة فى الوقت الذى ترى فيه الدولة أهمية دعم التوجه نحو الصناعات الصغيرة والمتوسطة، وترصد فيه الحكومة ميزانيات كبيرة لدعم هذه المشروعات بالدراسات والاستشارات، أو بالقروض المصرفية، وتسود هذه الثقافة أيضًا فى وقت يشكو فيه مستثمرون كبار وصغار من أن بعض الوظائف التى يعرضونها فى شركاتهم لا تجد إقبالًا من الشباب، رغم أنهم يعرضون مرتبات لائقة.. البسطاء يفضلون الوظيفة الحكومية غالبًا.
أتصور أن نظام التعليم الجديد يجب أن يلتفت إلى هذه الثقافة، ومدى تأثيرها فى المجتمع.. علينا أن ننبه البسطاء من الناس إلى أن الوظائف الحكومية لا تغير مستقبل الناس، وأن توقيع عقد وظيفة حكومية قد يضمن دخلًا ثابتًا بالفعل، لكنه سيكون بمثابة توقيع عقد رسمى مع الفقر إلى الأبد.
التعليم يجب أن يلعب دورًا أساسيًّا فى تغيير هذه الثقافة، وإذا كنا نتحدث عن ربط التعليم بأسواق العمل، فإننا يجب أن نعلم الناس ما الفرص المتاحة فى أسواق العمل خارج الوظائف الحكومية.
كما ينبغى كذلك أن نغير الصورة الذهنية عن العمل فى المشروعات الخاصة، الصغيرة والكبيرة، حتى تنتهى كذلك هذه الثقافة، التى ترى فى العمل الخاص أو الاستثمار الخاص أو المشروع الصغير خطرًا مستمرًا على حياة الأسرة، وتهديدًا دائمًا لدخل العائلة.
مرة أخرى أؤكد أن المعركة ثقافية وتعليمية أولًا.
مصر من وراء القصد
عدد الردود 0
بواسطة:
فرعون
يا استاذ صلاح
فى موظفين فى الحكومة مرتباتهم تصل إلى 50 و 100 الف جنيه فى الشهر. فى واحد دفع رشوه علشان يتعين فى شركه الكهرباء لأن المرتب و الحوافز و خلافه يصل إلى 25 الف جنيه فى الشهر. و وزارة البترول مثال آخر . موظفين وزاره الصحه مرتباتهم فوق 10 الآلاف جنيها. و فى الضرائب بيعملوا ملايين فى عده سنوات من الحوافز . و موظفين الأحياء طبعا انت عارف شغالين ازاى. علشان كده الشباب عنده طموحات فى الحكومه.
عدد الردود 0
بواسطة:
حسن
للاسف خطا. والدليل
الاتصالات جهه حكوميه ومرتباتها كبيرة ومع ذلك تم صرف مكافاءة ٤شهور مرتب زيادة بمناسبه رمضان ليس كان هناك شركه خاصه تصرف ٤شهور بمناسبه رمضان ويكون متوسط الراتب مثل الاتصالات
عدد الردود 0
بواسطة:
زائر
استاذ صلاح انت ناسي حاجات كتير
من ضمن اللي انت نسيته او تناسيته موضوع العلاج الطبي ، تقدر تقول لي عن قطاع خاص مؤمن على عامليه تأمين طبي لائق ، طبعاً مش هتلاقي ، لأن القطاع الخاص بيتعامل مع شركات تأمين قطاع خاص أو حتى حكومية لكن هدفها الربح من التأمين الطبي بالتالي مش هتقدم خدمة طبية مخفضة لأن المبدأ عندهم اطبخي يا جارية كلف يا سيدي ، بمعنى طالما القطاع الخاص بيختار عقود التأمين الطبي بأقل تكلفة يبقى أكيد هياخد اقل خدمة طبية بالعكس شركات التأمين الطبي بتتفنن علشان ما تدفعش مبلغ التأمين الطبي طبعاً القانون معاها لأن العقد بينها وبين القطاع الخاص بيتيح لها كده وزي ما بيقولوا العقد شريعة المتعاقدين ، لكن في التأمين الصحي الحكومي مفيش الكلام ده بالرغم من انخفاض الخدمة الطبية في بعض قطاعاته لكن فيه خدمة طبية وادوية مجاناً او مخفضة ، يبقى بعد كده تقول القطاع الخاص ، ضيف الى كده قيمة المرتبات اللي حضرتك بتقول عليها مناسبة ، انت اكيد سمعت لكن ما شفتش لما تلاقي مصنع صغير ولا شركة مرتبها ما بيكملش الف جنيه يبقى ازاي مناسب مع تخلي الشركة عن دفع تأمين على عامليها او التأمين الطبي عليهم ، يبقى ازاي عايز حد يروح للقطاع الخاص وما يجريش على القطاع العام ، الموضوع كبير ومتشابك ومحتاج اصلاحات ضخمة .
عدد الردود 0
بواسطة:
صيرى سعد
الوظيفة الحكومية والقطاع الخاص
مرتب الحكومة قليل ولكنه مضمون ..لن يفصل إلا إذا أرتكب جريمة مخلة بالشرف أما القطاع الخاص فأنت على كف عفريت ممكن تفصل فى أى وقت وزمان ليس لك أى ضمان .. مشاكل الأعمال الحرة فى إنشاء مشروع تكون البداية أرتفاع إبجار أى محل وهذا سيأكل جزء كبير من أرباحك ثانيا مشكلة أستخراج التراخيص من عش الدبابيير وهم الأحياء وبعد العمل ترى مفتش الصحة كل شهر له شهرية ده غير البضاعة التى يأخذها بحجة أرسالها للمعمل وغير أرتفاع سعر الكهرباء إذا كان عملك فيه أجهزة كهربائية وأرتفاع سعر شنط البلاستيك وغير دوخة ترخيص اللوحة الأعلانية على وجهة المحل وغير غلاسة مفتشى التموين هذا جزء بسيط للمعاناة ...