منذ ليلة الأمس ولا صوت يعلو داخل مصر على الحديث عن أحوال محمد صلاح، نجم ليفربول الإنجليزى بعد ليلة حزينة قضتها مصر عقب خسارة الريدز فى نهائى دورى أبطال أوروبا أمام ريال مدريد الإسبانى بثلاثة أهداف مقابل هدف، وليس هذا فحسب فقد خرج النجم المصرى مصابًا من اللقاء فى شوطه الأول، ما آثار المخاوف حول إمكانية مشاركته مع المنتخب الوطنى فى المونديال.
كواليس نهائى دورى أبطال أوروبا بين الريال والريدز، وما تلاها من تطورات كشفت عن عدة نقاط أبرزها وجود 100 مليون مصرى ليس لديهم مانع فى فعل أى شىء من أجل عيون محمد صلاح سواء العمل كنقاد رياضيين أو محللين فنيين لإبراز أدائه فى ملعبه أو تحولهم الى أطباء فى حال تعرضه للإصابة أو مدونين ومشجعين يصوتون له فى كل الاستفتاءات عبر السوشيال ميديا أو مدافعين له حال تعرضه لأى عنف مثلما حدث فى مباراة الأمس مع مدافع ريال مدريد سيرجو راموس.
بلد الـ 100 مليون محلل فنى !
على مدار الموسم الكروى اعتاد ملايين المصريين على إقامة استوديوهات تحليل كروى قبل مباريات ليفربول الإنجليزى فى المسابقات المختلفة سواء الدورى الإنجليزى أو دورى الأبطال أوروبا أو الكأس، واختلفت أماكن تلك الاستوديوهات ما بين المنازل أو المقاهى أو حتى تلك داخل بعض الشركات للموظفين الذين كانوا يتابعون اللقاءات أثناء أداء عملهم.
وتألق محمد صلاح مع الريدز جعل متابعة مبارياته مع ليفربول أحد الطقوس الهامة بالنسبة للمصريين على مدار العام الماضى، خصوصا أنه فى كل لقاء كان يضيف لمسة أو بصمة تجعله محور الحديث حتى موعد المباراة القادمة، ويكفى أنه فى نهاية الموسم احتل المركز الثانى فى قائمة أفضل الهدافين فى دوريات أوروبا الخمسة الكبرى "بيج 5"، متساوياً مع البرتغالى كريستيانو رونالدو لاعب ريال مدريد الإسبانى برصيد 44 هدفاً.
بلد الـ 100 مليون متخصص فى إصابات الملاعب!
فى لقاء الأمس وتحديدًا مع الدقيقة 26 من شوط المباراة الأول، كان المصريون على موعد مع لحظة درامية من الطراز الأول بعد سقوط محمد صلاح أرضَا عقب تدخل عنيف من الإسبانى سيرجو راموس، مدافع ريال مدريد ليغادر بعدها بدقيقتين النجم المصرى أرض الميدان باكيًا ومتأثرًا بإصابته لتنطلق التكهنات من كل حدب وصوب حول فترة غياب جناح المنتخب الوطنى، خصوصا أن الفترة المتبقية على انطلاق منافسات كأس العالم ليست كبيرة، وهل سيلعب أم لا فى أول لقاء أمام أوروجواى يوم 15 يونيو المقبل، لذا تطوع الكثيرون من أجل تشخيص الإصابة وعدم التريث والانتظار حتى يتم إجراء الأشعة ويوضح الأطباء طريقة وفترة علاجه.
بلد الـ 100 مليون مدون ومشجع وداعم
منذ بدية الموسم وحالة من الدعم غير منقطعة النظير يلقاها محمد صلاح من الجماهير المصرية فى كل المواقف لدرجة أنه لم يدخل أى استطلاع أو استفتاء جماهيرى وخسره سواء على صعيد الكرة الإنجليزية أو المستوى الأوروبى، وقد هزم نجوم كبار مثل البرتغالى كريستيانو رونالدو والأرجنتينى ليونيل ميسى، لذا ليس غريبًا أن تصل جوائزه وألقابه الفردية إلى 35 جائزة على مدار الموسم الماضى.
على سبيل المثال لا الحصر فإنه فى مباراة أمس بلغ التفاعل مع إصابة النجم المصرى عبر هاشتاج #محمد_صلاح إلى أكثر من 110 آلاف تغريدة، وذلك وفقا لما أوردته هيئة الإذاعة البريطانية "بى بى سى" التى أوضحت أيضًا أنه تم استخدام اسم Mo Salah باللغة الإنجليزية فى أكثر من 163 ألف تغريدة حول العالم.
دعم محمد صلاح لا يمنع أحيانًا جمهوره من الهجوم على خصومه حال تعمدهم إيوائه مثلما حدث بالأمس من تعمد راموس إصابته وهو ما آثار غضب المصريين الواسع لدرجة أنهم أقاموا "حفلة" له مثلما يقال على السوشيال ميديا وانطلقت آلاف التعليقات الغاضبة ضد قائد ريال مدريد المشهور عنه العنف وتعمد إيذاء المنافسين.
بشكل عام فإن توحد المصريين من كل الفئات لدعم ومؤازرة محمد صلاح أمر طبيعى، خصوصا أن اللاعب لا يدخر أى جهد من أجل مساعدة منتخب بلاده فى أصعب اللحظات كما أن نجوميته وشهرته العالمية لم تمنعه من القيام بأعمال الخير، كما لم تنسه بلده ونشأته البسيطة وبناء عليه يمكن القول أن حب الملايين من الجماهير لمحمد صلاح لم يأت من فراغ.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة