دينا شرف الدين

الإعلانات وهلهلة الأعمال الدرامية !

الجمعة، 25 مايو 2018 05:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هل تحولت الدراما التليفزيونية إلى عمل تجارى بحت هدفه الأول والأخير جنى أكبر قدر من المكسب المادى، وإن كان على حساب المضمون والمحتوى والمشاهد نفسه ؟
 
ظاهرة جديدة علينا صاحبت عرض المسلسلات التليفزيونية على كل القنوات الخاصة، وهى الإعلانات التى لا أول لها من آخر !
 أى نعم : فإن الشركات المنتجة للأعمال الدرامية تعمل على تحقيق عاملى النجاح الجماهيرى، و المكسب المادى الكبير، وهذا حق مشروع  ولا يعد فى حد ذاته خطيئة .
 
ولكن :ما لا يدركه السادة الأفاضل ملاك القنوات الخاصة الذين وضعوا المكيال الأكبر بكفة المكسب المادى، وغفلوا أو ربما تغافلوا عن الكفة الأخري الخاصة بالجمهور ، لن تستتب أوضاع قنواتهم طويلاً لأنه سرعان ما سيتحول المشاهد من مرحلة الصبر على الإعلانات الطويييييلة جداً من أجل جاذبية العمل، إلى مرحلة الغضب والانصراف التام بعد أن ينفذ الصبر !
 
فقد تحولت بحق حلقات المسلسلات وتحديداً في قنوات بعينها إلي مجرد مقتطفات بسيطة تتخلل المنتج الأساسى، والأهم ألا وهو الإعلانات ثم الإعلانات، مما أضر شكلاً وموضوعاً بقيمة العمل المعروض، وأفقده تأثيره، وشحنته الانفعالية، نظراً لقطع الاستغراق المستمر بشكل بات شديد الاستفزاز !
 
هذا الفكر التجارى البحت ببساطة قد تسبب فى هلهلة الأعمال الدرامية، وإهدار الجهد الكبير المبذول بها، والإضرار بمن قاموا بإنتاجها فنياً و ليس مادياً إن كان ما زال هناك اعتباراً للجوانب الفنية !
 
أخيراً و الأهم  من كل ما سبق ؛ أن الجمهور المتابع لعملٍ ما بشغف سرعان ما سيفقد هذا الشغف  بعد أن يجد نفسه مضطراً لقضاء أكثر من ساعتين كاملتين لمتابعة أحداث حلقة لا تزيد مدتها عن خمسة وعشرون دقيقة  تتخلل سيل جارف من الإعلانات،  مع  إفقاد المشاهد حالة التواصل  التي هي من أهم  عوامل التأثير و بالتالي النجاح  إن كنتم  لا تعلمون .
 
ومع حلول أيام  وليالي الشهر الكريم كثفت القنوات مجهوداتها في التعاقد مع أكبر قدر من الشركات المعلنة نظراً لكثرة عدد الأعمال  لتحولها جميعاً إلي مجموعة من المقتطفات !  
 
ملحوظة : لا بأس من تكثيف إعلانات التبرعات الخيرية و التى تلاقي إقبالاً كبيراً من المصريين في أيام و ليالي رمضان العطرة ، ولكن رفقاً بقلوبنا من هول تلك الشحنات الموجعة التى تصيبها بقوة .
 
 كل سنة و انتوا طيبين ودايماً  كسبانين علي حساب المشاهد الكريم              
 









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة