أبرز 6 اتهامات وجهت للرواية فى تاريخها.. تفسد العقل وتساعد على الانتحار أبرزها

الخميس، 10 مايو 2018 11:00 ص
أبرز 6 اتهامات وجهت للرواية فى تاريخها.. تفسد العقل وتساعد على الانتحار أبرزها رواية - صورة أرشيفية
كتب بلال رمضان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

قراءة الروايات ظلت محل اشتباه منذ أن ظهر فن الرواية فى العالم وحتى يومنا هذا ما يجعلها بمثابة السم الخطير لدى الكثيرين، وهذا ما رصده الكاتب محمود عبد الغنى فى ورقة بحثية بعنوان "الكلام والصراخ.. ما الذى يهدد الرواية؟"

الكاتب المغربى محمود عبد الغنى
 

وفى ورقته البحثية حول ما الذى يهدد الرواية، والتى شارك بها محمود عبد الغنى فى ملتقى تونس للرواية العربية، فى دورته الأولى، والذى نظمه بيت الرواية فى مدينة الثقافة، رصد أبرز 6 اتهامات وجهت إلى فن الرواية منذ ظهورها وحتى اليوم، وهى كالتالى كما ذكرها:  

الرواية انحراف أخلاقى:
 

هذا الانتقاد الذى اعتبر أساسيا، فبحكم حرية مضمونها، فإن الرواية يمكن أن تمس العادات الجيدة، فى مقدمته لـ "هيلواز الجديدة" عنوانها الأصلى "رسائل بين عاشقين" ردد جان جاك رسو صدى هذا الخطر: "لا يمكن لفتاة عفيفة أبدًا لم تقرأ روايات من قبل، ووضعت لروايتى عنوانا مقصودا حتى إذا ما قرأته علمت بما يتعلق الأمر، وإذا تجرأت هذه الفتاة، رغم هذا العنوان، وقرأت صفحة واحدة فإنها فتاة ضائعة".

الرواية تربك التوازن النفسى:
 

اعتبرت قراءة الروايات التى تتناول مضامينها بحرية تشويشًا على التصرفات، خصوصا المضطربة منها عند الفتيات، لابد من التذكير هنا بمقطع ورد فى كتاب ميشيل فوكو "تاريخ الجنون فى العصر الكلاسيكى"، "ربما من بين الأسباب التى تلحق الضرر بصحة النساء، السبب الرئيسى هو الإكثار من قراءة الروايات منذ سن السابعة.. إن طفلة تقرأ فى العاشرة عوض أن تركض ستكون فى العشرين ممرضة جيدة".

الرواية تشجع على الكسل:
 

ظلت قراءة الرواية فى التصور العام بعيدة عن الأنشطة المنتجة، قريبة من أنشطة التسلية. هكذا ظهر والد "جوليان" فى "الأحمر والأسود" لـ"ستاندل": "أيها الكسول. تقرأ دائمًا كتبك الملعونة، وأنت تحمل المنشار فى يدك؟". لم يكن "جوليان" يقرأ كتابا بل رواية "تمثال سانت هيلين" لـ "إيمانويل دى لاس كازيس".

الرواية فقدان للعقل:
 

هذه موضوعة ومعروفة ومقدمة على صفحات عملين عظيمين فى الأدب، "دون كيشوت" و"مدام بوفارى". فـ "هيدالغوا دون كيشوت" الذى يهذى ضيع عقله فى قراءة روايات الفروسية؛ والشابة "إيما روولت" (مدام بوفارى) كانت تدارى مللها وأزمتها بقراءت مشبوهة: قرأت لـ"بول وفيرجينى" وحلمت ببيت صغير من خشب الخيزران، بالزنجى "دومينغو" والكلب الوفى.. لكن الأسوأ هو ما حدث: "فخلال ستة أهشر وهى فى سن الخامسة عشرة، تلوثت يداها بغبار الغرف الصغيرة المخصصة للقراءة"، وفى النهاية انتحرب. لكن لم انتحرت؟.

تمنح الرواية كل الإجابات المأمولة: لقد انتحرت لأنها لم تستطع تسديد ديونها. الانتحار أيضًا كان نتيجة "للبون الشاسع بين الحياة التى حلمت بها واستوحتها من الروايات التى قرأتها فى الدير حيث ترعرعت والحياة التى عليها أن تعيشها مع زوجها الطبيب الردئ فى قرية بائسة". يمكن القول باختصار إن انتحار "إيما بوفارى" هو نتيجة منطقية لوهم أصلى: لقد خلطت، بسبب غلو فى التخيل، بين الأدب والحياة الواقعية".

لقد انكب مثقفو عصر فلوبير على تفسير أسباب هذا الوهم، وأدانو تلك التربية التى لا تكن تتلاءم مع المركز الاجتماعى. لكن التفسير تأرجح بين تفسير سياسى وتفسير آخر تخييلى. ويطرح جاك رانسيير هذا السؤال: لماذا الخلط بين الأدب والحياة؟ وكيف كتب فلوبير رواية عن انتحار امرأة فى مدينة "روان"؟ وما العلاقة بين موت "إيما" والأدب الخالص؟، إن الاتهام موجه للرواية مباشرة: الخلط بين الرواية والحياة. لكن هل "إيما بوفارى" كانت تعتبر أن الرواية هى الحياة والحياة هى الرواية؟ بل هل هناك فى الواقع من يخلط بين الأمرين بهذه البساطة؟.

الرواية باعتبارها مدرسة للجمالية الرديئة:
 

اعتبرت الرواية جنسًا أدبيا سيئًا كتب لسلب الحدس البسيط عن طريق قصص تافهة عن الحب، العنف، الجنس، الوهم..

الرواية مشروع مضاد للأدب:
 

الحكبة، تحليل النفس، تفكيك الأحاسيس، استمالة القارئ.. كلها وسائل مضادة للمتطلبات الشكلية للكتابة، ولنتذكر رسالة فلوبير إلى "لويز كولى" التى عبر فيها عن حلمه بتأليف "كتاب لا علاقة له بالخارج" ومطبوع بـ"القوة الداخلية لأسلوبه".









الموضوعات المتعلقة


مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة