ترك الشاعر محمد الماغوط إرثا أدبيا وشعريا كبيرا، وكانت له الريادة فى قصيدة النثر العربية، وأخرج ألوانا شعرية مميزا وإضافة أدبية كبيرة، وفى الذكرى الثانية عشرة للشاعر السورى الكبير، الذى رحل فى 3 أبريل عام 2006، نرى غياب الشاعر عن اهتمامات العديد من الشعراء خاصة الشباب، وسط أزمة كبيرة فى الشعر العربى، دائما ما يتم الحديث عنها، لذا فإننا نطرح سؤلا: كيف تأثرت قصيدة النثر بغياب محمد الماغوط، وإلى أين ذهبت قصيدة النثر بعده؟
رفعت سلام
الشاعر الكبير رفعت سلام يقول: إن محمد الماغوط، هو مؤسس قصيدة النثر تاريخيا، بدون ضجيج أو دعاية، وقد اكتفى الرجل بالحديث عن منجزه الشعرى فقط، ولكن من جاءوا بعده هم من صنعوا الدعاية لأنفسهم فتوهم الكثيرون أن قصيدة النثر نشأت على يد أدونيس وأنسى الحاج.
وأضاف "سلام" فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، بطبيعة الحال من يؤسس منجزا شعريا جديدا، طبيعى أن يأتى من بعده من يضيف إليه، فالإضافة هى التى تحسب فى الإبداع الفنى وليس التقييم.
وأوضح الشاعر رفعت سلام، أن هناك من استطاع أن يضع بصمته الخاصة، وهناك جيوش ممن كتبوا النثر بشكل أقرب إلى "الآلة" و"الأتوماتيك" بلا شعرية ولا إبداع، وذلك لأنها تكرار لما سبق وتكرار لأنفسهم وبالتالى فإن قصيدة النثر فى مأزق على المستوى العربى ننتظر الخروج منه.
أحمد حسن عوض
ومن جانبه قال الناقد أحمد حسن عوض، إن محمد الماغوط يعد أحد الأصوات الشعرية البارزة فى قصيدة النثر العربية، وهو يكاد يكون الشاعر الوحيد الذى اتفقت عليه الذائقة الشعرية المختلفة، مثل شعراء العمودى والتفعيلة، فهم يعجبون به كثيرا، حتى الرافضين لقصيدة النثر يعتبرونه استثناء بديعا.
وأضاف "حسن" فى تصريحات لـ"اليوم السابع" الحقيقة أن عدم قراءة الماغوط ومتابعته بشكل كبير من قبل الأجيال الشعرية الجديدة التى تكتب النثر، تعد أزمة كبير من أزمات كبرى يعانيها عدد كبير من شباب الشعراء هى أنهم ليس لديهم حس بطبيعة الفن وطبيعة تنوعه وتطويره.
ولفت أحمد حسن إلى أن المشكلة بوجه عام الآن هى تشابه الأصوات وغياب الوزن وغياب الشروط الصارمة التى ميزت العديد من كتابة الشعراء، وجعلت العديد من الشباب يظنون أن هذه النوع من الكتابة لا يحتاج إلى جهد.
وأوضح أحمد حسن: وفى تقديرى الشخصى فإن محمد الماغوط بمنجزه الكبير المتراكم لحوالى 6 عقود من الكتابة يحتاج إلى وقت كبير لكى يتجاوزه أحد من الشعراء الحاليين.
رضا عطية
بينما قال الناقد الدكتور رضا عطية، إن بعض الشعراء والمثقفين، يعتمدون على الثقافة الشفافية المعتمدة على السمع، وليست على ثقافة المعرفة، كما أن هناك أزمة "استرخاص" الأعمال الأدبية التى يقتنوها، هذا بجانب ارتفاع أسعار الطبعات العربية، مقارنة بالأوضاع الاقتصادية لكثير من المثقفين.
وأوضح "عطية"، رفضه للتحديد الزمنى لقيمة قصيدة النثر، قبل وفاة الماغوط، وبعد رحيله، فرغم قيمة الشاعر الكبير وإرثه الشعرى الكبير، إلا أنه يرى أن هناك شعراء عدة تجاوزوا الماغوط فى شعره مثل وديع سعادة، وسنية صالح زوجة الماغوط.
وأوضح الدكتور رضا عطية، أن أزمة قصيدة النثر هى أن من يكتبها كثيرون، لكن القصائد الجيدة قليلة، مشيرا إلى أن هناك العديد من شعراء قصيدة النثر المميزين، مثل فاطمة قنديل، وإيمان مرسال وجيهان عمر وجرجس شكرى، وجورج ضرغام.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة