فى 15 مارس الماضى، أعلنت دار الشروق للنشر، أن إجمال النسخ التى تم بيعها على مدار 12 عاما من أعمال الكاتب المصرى الكبير نجيب محفوظ، الفائز بجائزة نوبل للآداب، بلغت 650 ألف نسخة، الأمر الذى دفع البعض لأن يطرح سؤالاً مفاده: هل يهجر القراء الرواية الكلاسيكية؟
الناقد الكبير الدكتور صلاح فضل، قال فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، إننى دائمًا ما أشك فى هذه البيانات التى يصدرها الناشرون، فليس هناك وسيلة للتأكد من مصداقية أرقام الناشرين التى تميل دائمًا إلى تخفيض الأعداد تفاديا لدفع حقوق المؤلفين من ناحية والمحاسبة الضريبية من ناحية أخرى.
رأى صلاح فضل أن أعمال نجيب محفوظ على وجه التحديد، يستطيع كل القراء خاصة من الشباب الاطلاع عليها عبر المواقع الإلكترونية، وهى المستخدمة الأكثر لدى الشباب، أما الأجيال الأكبر عمرًا فقد تمكنوا من اقتنائها، أو توهموا معرفتها بالاطلاع على الأفلام المأخوذة عن الروايات نفسها، ظنا منهم أن نقلا لعالم الرواية.
وأضاف صلاح فضل: من هنا لا استطيع أن اعتبر ما يزعمه البعض من ضعف توزيع أعمال نجيب محفوظ يمثل ظاهرة، تنطبق على الرواية الكلاسيكية بكل تجلياتها، فهناك أعمال خالدة لا يستطيع أى مثقف أن يستغنى عن الاطلاع عليها، وخاصة من المشتغلين بالدراسات الأدبية لأن كل المراجع تحيل إليها، وهى تضمن للقارئ هزة معرفية ومتعة جمالية لا تضمنها الأعمال الجديدة كلها.
وتابع صلاح فضل: ما أن ننطلق من هذه البيانات المشكوك فى صحتها لنتصور أن هناك عزوفا من قبل القراء عن الإطلاع على الأعمال الخالدة سواء كانت لنجيب محفوظ أو غيره من كبار المؤلفين العرب والأجانب فإن هذه القضية لا ينبغى أن نسلم بها على عوائلها ونبذل جهدنا لنحث الناشرين على عدم إهمال هذه الأعمال فى طبعات جديدة، دون المبالغة فى الأسعار، لأن المبالغة فى الأسعار قد تمثل حائلا حقيقيًا دون اقتنائها لدى القارئ المصرى على وجه الخصوص.
وأضاف صلاح فضل: أن محاولة حساب أسعار الكتب بالعملات الصعبة وترجمتها إلى الجنيه المصرى كما يفعل بعض الناشرين الجشعين تثبت اليأس فى نفوس الكثير من القراء الشباب فيعزفون عن القراءة برمتها وأظنه أنه من واجبات الهيئة المصرية للكتاب، أن تعيد طبع الأعمال التى مضى عليها أكثر من 50 عاما وسقطت بالتالى حقوق الملكية الفكرية واحتكار بعض الناشرين لها، وأن تقدمها للقراء بأسعار معقولة، مثلاً، تراث المنفلوطى، ومحمد حسنين هيكل، وكثير من أعمال نجيب محفوظ، ومعاصريه من الكتاب الكبار مثل إحسان عبد القدوس ويوسف السباعى، ومحمد عبد الحليم عبد الله، وغيرهم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة