ليس من باب المجاملة ولكن من باب الإنصاف وإعطاء كل ذى حق حقه، فإن المهندس محمد السويدى رئيس ائتلاف دعم مصر، واحداً من الذين سيكتبهم التاريخ بحروف من نور، كونه كان لاعباً أساسياً فى إدارة المؤسسة التشريعية من خلال رئاسته لائتلاف الأغلبية البرلمانية "دعم مصر" برشادة وحكمة بالغة.
على المستوى المؤسسى، الرجل اختار لنفسه أن يعمل من خلال شبكة كوادر فى جميع المجالات، قدم الكفاءات إلى الأمام، ولم ينس دور الشباب أو المرأة فى شراكة إدارة الإئتلاف، بل أنه لم يجد حرجاً فى الاستعانة بخبرات من خارج البرلمان فى شرح كافة النقاط الفنية فى مشروعات القوانين المختلفة، ليمارس الائتلاف دوره فى هذا الشأن بدقة بالغة.
ليس هذا فحسب، بل إنه اختار هيئة مستشارين ليدرس قبل أن يتحدث، ليستمع قبل أن يقرر، منهم النائب أحمد سمير لشئون المشروعات والصناعة، ورشا رمضان للشئون الاجتماعى والتواصل مع المجتمع المدنى، وشريف فخرى للعلاقات الخارجية، وعبد الحميد الدمرداش للزراعة، وجهاد عامر مستشار رئيس الائتلاف لشئون الإعلام.
السويدى اشتبك مع الشارع من خلال فكر مختلف، آمن بدور الشباب فى التواصل مع الجماهير فى النجوع والقرى، أطلق مراكز خدمة المجتمع فى المحافظات المختلفة ليكون لهذا التواصل إطار واضح، أكمل حلقة العُقد بالجهاز التنفيذى لحل كافة المشكلات التى يطرحها المواطنون ليحقق المصداقية، فكسب ثقة الرأى العام، كما عكس ذلك فى الانتخابات الرئاسية.
المهندس السويدى يعكف من الآن على التفكير فى المستقبل، وهو ما وجدناه واضحاً فى فكرة إطلاق حزب سياسى نواته كوادر الائتلاف وقياداته، السويدى يفكر من الآن كيف يشتغل هذا التجمع السياسى صاحب الخبرات الواسعة فى شتى المجالات، قبل أن تفرقهم انتهاء الفصل التشريعى الحالى، يفكر فى أن يكون هناك حزب قوى يعالج المشهد السياسى الفقير.
فلذلك كان من الطبيعى أن يزيد عدد نواب الائتلاف إيماناً و ثقة فى المهندس محمد السويدى، كان من الطبيعى أيضاً أن نسمع نواب المعارضة يشيدون به و بحكمته فى إدارة الإئتلاف، فلا يغفل عنا حينما طرح النائب ضياء الدين داوود عضو تكتل "25-30" المعارض، فكرة عمل بطاقات بترولية ذكية لقطاع صيد الأسماك فى مصر، كان السويدى أكثر الداعمين لهذة الفكرة .
نحن إذن أمام رجل لا يبحث عن دعم فريقه وفقط، لكن يبحث عن التأسيس لحياة سياسية ديمقراطية تحت قبة البرلمان باعتباره واحداً من المسئولين عنها، يؤسس لعقلية نائب يبحث عن مصلحة بلده حتى لو كان على حساب شعبيته، وهو ما كان واضحاً فى لهجته الحادة أمام الحكومة فى الجلسات العامة، بشكل مدروس و واعى.
أخيراً وليس آخراً، إذا كنا نبحث عن حياة سياسية قوية وهادئة فى المستقبل، فإن محمد السويدى نموذج يجب أن يتعلم منه الساسة الصغار، كيف تكون الإدارة، وكيف تكون السياسة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة