الاتفاق النووى يدخل مرحلة الحسم.. مهندس الاتفاق يجوب نيويورك باحثا عن إنقاذه.. وزير خارجية إيران سيلقى كلمة فى مجلس العلاقات الخارجية الأمريكى حول مستقبل الاتفاق.. وإعلام خامنئى: الصفقة أصبحت "نعش متعفن"

الجمعة، 20 أبريل 2018 06:00 ص
الاتفاق النووى يدخل مرحلة الحسم.. مهندس الاتفاق يجوب نيويورك باحثا عن إنقاذه.. وزير خارجية إيران سيلقى كلمة فى مجلس العلاقات الخارجية الأمريكى حول مستقبل الاتفاق.. وإعلام خامنئى: الصفقة أصبحت "نعش متعفن" الاتفاق النووى يدخل مرحلة الحسم.
كتبت - إسراء أحمد فؤاد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يدخل الاتفاق النووى المبرم بين إيران والقوى الكبرى فى عام 2015، فترة حاسمة، حيث من المقرر أن تنتهى مهلة منحها الرئيس الأمريكى للأطراف الأوروبية الموقعة على الصفقة فى 12 مايو المقبل، ويعلن قراره إما بالانسحاب أو بالعمل على تعديل بنوده، ولحين هذا الموعد تسعى إيران بكل السبل لإنقاذ الصفقة من إنهيار وشيك، وفى إطار هذه المساعى، سوف يلقى وزير خارجيتها الذى يزور نيويورك كلمة خلال اليومين المقبلين فى مجلس العلاقات الخارجية الأمريكى حول مستقبل الاتفاق.

 

وقبل 3 أسابيع يبحث جواد ظريف الذى يعتبر الإتفاق أحد أبرز انجازاته الدبلوماسية انقاذ للاتفاقية النووية داخل الولايات المتحدة نفسها، حيث من المقرر أن يجرى لقاءات ومباحثات مع مسئولين أجانب على هامش زيارته إلى نيويورك اليوم الخميس للمشاركة فى اجتماع السلام المستدام الذى سيعقد فى الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك.

 

n3327996-5373535
حسن روحانى وجواد ظريف

 

وفى أحدث تصريحاته حول الاتفاق قال ظريف إذا  كانت امريكا عازمة على الخروج من الاتفاق النووي فانها ستواجه ردا من ايران ومن المجتمع الدولي لن يسرها ابدا، وأضاف كما قلنا مرارا فان الجمهورية الاسلامية الايرانية تدافع عن مصالحها الوطنية وينبغي صيانة مصالح ايران في الاتفاق، وحول موقف اوروبا في الاتفاق النووي وسياساتها في المنطقة أوضح ظريف أن الاتفاق النووي كان اتفاقا يتعلق فقط بالمجال النووي ولم نتطرق الى القضايا الاخرى بقرار مشترك.

 

وقال هناك إجماع في اوروبا وبين دول مجموعة 5+1 على أن الاتفاق غير قابل للتفاوض من جديد وان القضايا الاخرى لاعلاقة لها بالاتفاق النووي، وأن الأمريكيين في هذه القضية فى عزلة كاملة، ولفت إلى ان اجتماع وزراء الاتحاد الاوروبي أظهر أن ان نظرة اوروبا ليست ايجابيه الى حد ما تجاه سياسات، وبالطبع اننا نتخذ قرارنا استنادا لمصالحنا.

 

بينما تراقب إيران جيدا تحركات الإدارة الأمريكية تجاهها، وتترقب قرارا نهائى من الرئيس الأمريكى الذى يراها أسوء صفقة شاركت فيها الولايات المتحدة على الإطلاق، بسبب عيوب تتخلله وترغب فى تعديلها وعلى رأسها، بند المدة الزمنية، إذ ينص على أن بعض القيود التقنية المفروضة على الأنشطة النووية تسقط تدريجياً اعتباراً من 2025. ويتمثل العيب الثانى فى تجاهل الاتفاق برنامج طهران الباليستى، وسيسعى ترامب لوضع إطار لأنشطة إيران البالستية، إضافة إلى تقويض سلوك طهران المزعزع للاستقرار فى المنطقة.

 

لكن الأيام الماضية طمأن الإتحاد الأوروبى طهران بعد أن تمسكت منسقة السياسة الخارجية فى الاتحاد الأوروبى، فيدريكا موجرينى، بالاتفاقية وعدم فرض عقوبات على إيران نتيجة انقسام أوروبى حوله، وقالت موجرينى "أنها لا تتوقع قرارات بفرض العقوبات على طهران، وأوضحت أن الاتحاد يحاول عبر التعاون مع واشنطن الحفاظ على التزام كل أطراف الاتفاق، باعتباره قضية مصالح استراتيجية للاتحاد الأوروبى كما أثلجت صدر الإيرانيين بإعلانها استمرار الدعم الأوروبى للاتفاق.

 

البلدان الموقعة على الاتفاق 1النووى
البلدان الموقعة على الاتفاق 1النووى

 

النقاش حول القرار الأمريكى المرتقب، وصل ذروته فى الإعلام الإيرانى، وشنت الصحف المتشددة هجوما حادا على الاتفاق والولايات المتحدة، ووصف صحيفة "كيهان" المقربة من مؤسسة الولى الفقيه، الاتفاق بـ"النعش المتعفن"، وكتبت الصحيفة على صدر صفحتها، "الاتفاق النووى كارثة سواء بوجود أمريكا أو بدونها".

 

وانتقدت الصحيفة المقربة من المرشد الأعلى، والتى يترأس تحريرها المتشدد حسين شريعتمدارى، حكومة روحانى التى رأت أنها من الممكن أن تستمر فى تطبيق الاتفاق حتى مع انسحاب الولايات المتحدة منه، قائلة" المشكلة فى أصل الاتفاقية" وليس بوجود أمريكا أو عدمه فيها. ووصفت الصحيفة الاتفاق النووى بالميت المتحلل، ولن يعود بالنفع على الشعب الإيرانى ولن يلقى سوى الذل ووقاحة الأعداء، على حد تعبيره.

 

الرئيس الأمريكى vدونالد ترامب
الرئيس الأمريكى دونالد ترامب

 

ماذا سيكون رد الفعل الإيرانى أمام قرار الانسحاب المحتمل

فى النهاية يبقى السؤال الأهم وهو رد العلف الإيرانى المتوقع حيال قرار انسحاب ترامب المحتمل؟، مع تصعيد ترامب تزاد إيران تمسكا برفض إدخال أية تعديلات على بنوده، فالأسبوع الماضى تحدث سفیر ومندوب إيران الدائم فى منظمة الأمم المتحدة غلام على خوشرو، وأكد فى كلمتة له على أن الصفقة النووية غير قابلة للمراجعة والتغيير، معتبرا دیمومة الاتفاق رهنا بتنفیذه الكامل والمؤثر بلا قید او شرط من قبل جمیع الاطراف. ما يعنى أن طهران وضعت خيارين لا ثالث لهما نصب أعينها خلال الأسابيع المقبلة وهى إما الابقاء على الاتفاق وتطبيقه بالكامل، أو نسف الصفقة بالكامل. وهو نفس موقف الشركاء الموقعين على الاتفاقية من الأوروبيين (فرنسا وبريطانيا وألمانيا) والذين يتقاسمون مع ترامب المخاوف تجاه برنامج طهران الصاروخى.

 

أما فى حال الإنهيار فقد أعدت طهران عدتها لسيناريوهات ما بعد انهيار الاتفاق، وأكدت أوساط اعلامية، على أن الزمن سيعود إلى الخلف، أى ستعود إيران لتخصيب اليورانيوم بمقدار أعلى وربما تصل إلى 20%، وستوقف عملية خروج المياة الثقيلة ويتتجاوز السقف الذى حدده الاتفاق النووى وهو 130 طناً متريا، وقد تعوق مجددا عمل مفتشى منظمة الطاقة الذرية.خطوة أخرى ستقوم بها طهران، وهى الترويج لعدم التزام الولايات المتحدة بالمعاهدات والمواثيق، حيث ترى أن ذلك قد يشوه الرئيس الأمريكى فى العالم الذى بايت ينظر له فى المحافل الدولية بعداءه للسلم والأمن -وفقا لرؤية إيران.

 

أما على المستوى الخارجى، فطهران تمتلك العديد من كروت اللعبة، فمن المتوقع أن تعزز طهران من تواجدها فى منطقة الخليج، وتمعن فى سياسة المكايدة، وتعزز أيضا من تدخلاتها فى بلدان المنطقة لاسيما حلفاء واشنطن، وسترتفع حدة لهجتها العدائية لواشنطن وحلفاءها، كما أنها من المؤكد سترفع من وتيرة تطوير برنامجها الصاروخى الباليستى، وستضرب بالعقوبات عرض الحائط.

 

 داخليا من المؤكد أن انهيارها سيؤثر على شعبية التيار الاصلاحى والمعتدلين الذين دعموا الاتفاق منذ البداية، الأمر الذى سيستغله خصوم هذا التيار وسوف يقوموا باللعب على هذا الوتر لهزيمة الاصلاحيين فى الانتخابات الرئاسية 2021 المقبلة، إذ يحاول الأخير لإعداد خياراته البديلة، وانتقاء كوادر تقدم رؤى جديدة لمواصلة انتصاراته السياسية فى الداخل منذ أن صعد روحانى فى 2013.

 









الموضوعات المتعلقة


مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة