إيران من الداخل قبل 4 أسابيع من قرار ترامب حول الاتفاق النووى.. كيف رسمت دوائر طهران السياسية سيناريوهات الإنقاذ من الجنون الأمريكى؟ وما خطة مرحلة ما بعد الانهيار؟ عطلة النوروز تمنح طهران هدوءا يسبق العاصفة

الجمعة، 06 أبريل 2018 12:00 ص
إيران من الداخل قبل 4 أسابيع من قرار ترامب حول الاتفاق النووى.. كيف رسمت دوائر طهران السياسية سيناريوهات الإنقاذ من الجنون الأمريكى؟ وما خطة مرحلة ما بعد الانهيار؟ عطلة النوروز تمنح طهران هدوءا يسبق العاصفة ترامب و حسن روحانى
تحلیل تکتبه: إسراء أحمد فؤاد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

قبل أسابيع من قرار الولايات المتحدة الحاسم الذى من المقرر أن يعلن عنه الرئيس الأمريكى مايو المقبل تجاه الاتفاقية النووى المبرمة بين إيران والقوى الست الكبرى فى عام 2015، وهو موعد توقيع ترامب على تجميد العقوبات عن طهران بحسب القانون المتبع، تعيش إيران من الداخل فيما يبدو هدوء ما قبل العاصفة، لازم مسئوليها خلال الـ 14 يوما الماضية خلال احتفالات عيد النوروز "رأس السنة الشمسية"، وضع ينبئ بانتهاءها من وضع سيناريوهات وخيارات مرحلة ما بعد انهيار الاتفاق النووى، بعد أن أكدت الشواهد نوايا واشنطن فى القضاء على الاتفاق. ويستعرض التقرير ما يجرى فى الداخل الإيرانى والنقاشات التى تدور فى أروقة الحكم بين الدوائر السياسية المغلقة.

 

ماذا يجرى فى إيران.. مواقف التيارات السياسية من الاتفاق النووى قبل قرار ترامب

فى الداخل الإيرانى وبحسب أوساط اعلامية وسياسية إيرانية تحدثت "لليوم السابع" من طهران، يحتدم جدال حاد بين كوادر المعسكرين الإصلاحى والمحافظ، إذ أفرز هذا النقاش رؤيتين بشأن مسار الاتفاق النووى.

 

الرؤية الأولى

: هى رؤية ائتلاف التيار الاصلاحى والمعتدلين وأنصار حكومة روحانى ممن دعموه واستغلوا رصيدهم الإجتماعى داخل إيران لإنجاحه وتقدم برامجه الإصلاحية، ويرى هذا الفريق أن فشل الاتفاق الذى يعد أكبر انجازات الرئيس يعنى فشل روحانى وما سيترتب عليه الإضرار بمكانتهم السياسية فى الداخل وانهزامهم أمام خصومهم السياسيين من التيار المتشدد بل وفقدان الإصلاحيين رصيدهم السياسى، لذا سارعوا الفترة الأخيرة بتقديم حزمة مقترحات للخروج من المأزق، حيث يروا أنه على طهران أن يستغل الوقت قبل أن يفوت الأوان وتدخل البلاد فى نفق العقوبات المظلم مجددا وفى سيناريوهات خطيرة، تبادر بقبول الدخول فى مفاوضات مع الولايات المتحدة، سواء فى مجال البرنامج الصاروخى، أو القضايا الاقليمية، لطالما تمتلك طهران نفوذا اقليميا وتمتلك فى يدها كروتا وأدوات ضغط. أصحاب هذه الرؤية أيضا يرون أنه من الممكن أن تواصل الجمهورية الإسلامية تمسكها ظاهريا بأهداف الثورة الإسلامية وسلوكها الأصولى، لكن فى الباطن يمكن إعمال البراجماتية، أى أن تنظم سياساتها وفقا لمنافع النظام.

 

 

الرئيس الامريكى ترامب
الرئيس الامريكى ترامب

 

 

أما

الرؤية الثانية

: يمتلكها أصحاب التيار المحافظ، والمتشددين ممكن لديهم نفوذ قوى وهيمنة على هيكل السلطة فى إيران، حيث يرون أنه لا جدوى من التفاوض مع الغرب، ويستدلون على ذلك بأن المفاوضات النووية كانت تجربة فى الحوار بين إيران والولايات المتحدة، وطبيعى حال عدم نجاح هذه التجربة، فان أصحاب هذه الرؤية لن يتمكنوا من فتح الباب أو تكرارها أو الدخول فى تجربة جديدة.وحتى فى السنوات التى جرت فيها المفاوضات النووية (3013- 2015)، كان يبعث مسئولين إيرانيين هذه الرسالة فى تصريحاتهم ومقابلاتهم الصحفية مع وسائل الإعلام الأجنبية، مفادها أن طهران تراقب بدقة ما ستؤول إليه المفاوضات والتزام واشنطن بتعهداتها، ولو نجح نموذح الاتفاق النووى، عندها ستفكر طهران فى تكرار التجربة وتدخل فى مفاوضات آخرى من بينها القضايا الاقليمية.

ومؤخرا تحدث بعض المسئولين الإيرانيين عن يأس تملكهم من الاتفاق، على نحو اعتراف عباس عراقجى، مساعد وزير الخارجية وعضو المفاوضات النووية، بأن الولايات المتحدة انتهكت بعض بنود الاتفاق، فى يناير الماضى، لذا من وجهة نظر التيار الاصولى فان الاتفاق لم يكن تجربة ناجحة.

 

إلى جانب ذلك هناك قسما أخر من مؤيدى الاتفاق، سواء من الاصلاحيين أو المعتدلين، لم يعد يدعم الدخول فى مفاوضات على غرار الماضى، ما يشير إلى أن سلوك إدارة ترامب أثرت سلبا على المقدار الضئيل من ثقة الإيرانيين فى الولايات المتحدة ذلك الذى منحه لهم الرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما فى عهده، وأصبح الجميع من مسئولين وكوادر سياسية يمتلك نظرة تشاؤمية.

 

 

757843_حسن_روحاني_1_-_Qu50_RT1600x1024-_OS600x350-_RD600x350-
حسن روحاني

 

 

خيارات إيرانية محتملة

بين هذا وذاك، تزاد إيران تمسكا برفض إدخال أية تعديلات على بنودها برغبة من ترامب، فالأمس تحدث سفیر ومندوب إيران الدائم فى منظمة الأمم المتحدة غلام على خوشرو، فى صالة المنظمة أكد فى كلمته على أن الصفقة النووية غير قابلة للمراجعة والتغيير، معتبرا دیمومة الاتفاق رهنا بتنفیذه الكامل والمؤثر بلا قید او شرط من قبل جمیع الاطراف. ما يعنى أن طهران وضعت خيارين لا ثالث لهما نصب أعينها خلال الأسابيع المقبلة وهى إما الابقاء على الاتفاق وتطبيقه بالكامل، أو نسف الصفقة بالكامل. وفيما يبدو أنه نفس موقف الشركاء الموقعين على الاتفاقية من الأوروبيين (فرنسا وبريطانيا وألمانيا) والذين يتقاسمون مع ترامب المخاوف تجاه برنامج طهران الصاروخى.

 

أما فى حال الإنهيار فقد أعدت طهران عدتها لسيناريوهات ما بعد انهيار الاتفاق، وأكدت أوساط اعلامية، على أن الزمن سيعود إلى الخلف، أى ستعود إيران لتخصيب اليورانيوم بمقدار أعلى وربما تصل إلى 20%، وستوقف عملية خروج المياة الثقيلة ويتتجاوز السقف الذى حدده الاتفاق النووى وهو 130 طناً متريا، وقد تعوق مجددا عمل مفتشى منظمة الطاقة الذرية.خطوة أخرى ستقوم بها طهران، وهى الترويج لعدم التزام الولايات المتحدة بالمعاهدات والمواثيق، حيث ترى أن ذلك قد يشوه الرئيس الأمريكى فى العالم الذى بايت ينظر له فى المحافل الدولية بعداءه للسلم والأمن -وفقا لرؤية إيران.

 

أما على المستوى الخارجى، فطهران تمتلك العديد من كروت اللعبة، فمن المتوقع أن تعزز طهران من تواجدها فى منطقة الخليج، وتمعن فى سياسة المكايدة، وتعزز أيضا من تدخلاتها فى بلدان المنطقة لاسيما حلفاء واشنطن، وسترتفع حدة لهجتها العدائية لواشنطن وحلفاءها، كما أنها من المؤكد سترفع من وتيرة تطوير برنامجها الصاروخى الباليستى، وستضرب بالعقوبات عرض الحائط.

 

داخليا من المؤكد أن انهيارها سيؤثر على شعبية التيار الاصلاحى والمعتدلين الذين دعموا الاتفاق منذ البداية، الأمر الذى سيستغله خصوم هذا التيار وسوف يقوموا باللعب على هذا الوتر لهزيمة الاصلاحيين فى الانتخابات الرئاسية 2021 المقبلة، إذ يحاول الأخير لإعداد خياراته البديلة، وانتقاء كوادر تقدم رؤى جديدة لمواصلة انتصاراته السياسية فى الداخل منذ أن صعد روحانى فى 2013.

 

البلدان الموقعة على الاتفاق النووى
البلدان الموقعة على الاتفاق النووى

 

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة