عندما نودع أحبابنا إلى مثواهم الأخير نكثر لهم من الدعاء لعل الله يستجيب.. لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية أجابت عن سؤال ورد إليها: هل الدعاء سرًا أم جهرًا أفضل عند الدفن؟، وكان الجواب كالآتى: "يسن عند الفراغ من دفن الميت الانتظار قليلا والدعاء له، وسؤال الله له التثبيت، لحديث عثمان -رضى الله عنه-"، قال: "كان النبى صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه فقال: استغفروا لأخيكم وسلوا له التثبيت فإنه الآن يسأل"، رواه أبو داود.
وكذا تذكير الناس بالموت وما بعده على المقبرة أثناء دفن الميت أمر مشروع محمود، إذ فيه حث للنفوس على الاستعداد لمثل هذه اللحظة، والعمل لما بعد الموت، وقد فعله النبى صلى الله عليه وسلم، فقد أخرج أحمد وأبو داود والحاكم وغيرهم عن البراء بن عازب رضى الله عنه أنه قال: (خرجنا مع النبى صلى الله عليه وسلم فى جنازة رجل من الأنصار، فانتهينا إلى القبر ولما يلحد، فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وجلسنا حوله وكأن على رؤوسنا الطير، وفى يده عود ينكت به فى الأرض، فرفع رأسه فقال: "استعيذوا بالله من عذاب القبر -مرتين أو ثلاثاً- ثم قال: إن العبد المؤمن إذا كان فى انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة، نزل عليه من السماء ملائكة بيض الوجوه..) إلى آخر الحديث الطويل الذى احتوى على موعظة بليغة.
وفى قوله (صلى الله عليه وسلم) "استغفروا لأخيكم وسلوا له التثبيت؛ فإنه الآن يسأل" عموما، فيجوز الدعاء فرادى، كما يجوز أن يدعو أحدُهم جهراً، ويأمِّن الناس على دعائه؛ على أصل مشروعية الدعاء وهيئته؛ إذ لا مخصِّص، ومن ثم فلا يصح الإنكار فى مثل هذه الأمور، مما فيه متسع".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة