أصدر مشروع كلمة للترجمة فى دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبى، ترجمة كتاب "المجرة: رسم خارطة الكون" لعالم الفلك البريطانى جيمس غيتش، ونقله إلى اللغة العربية المترجم تحسين الخطيب، وراجعه الدكتور أحمد خريس، وذلك استعدادًا لمعرض أبوظبى الدولى للكتاب الذى يقام خلال الفترة من 25 أبريل حتى 1 مايو 2018.
يطرح "المجرة: رسم خارطة الكون" محاولات للإجابة عن أسئلة ما زال يجرى الرد عليها من طرف العلماء: ما المجرات؟ ومم تتكون؟ وكم يبلغ حجمها؟ ولماذا يوجد أنواع مختلفة منها؟ وكيف تبدلت على مر الزمان؟.
ويناقش كتاب "المجرة: رسم خارطة الكون" الكيفية التى تشكلت بموجبها المجرات وتطورت، فى الفضاء الكونى المترامى خلف "درب التبانة"؛ المجرة الأقرب إلى كوكب الأرض، وأية أسرار دفينة تكشفها "القوانين" التى تنظم حيوات "وحدات بناء" الكون - تلك "الكيانات" الدينامية التى لا تكف عن الحركة - وأية آليات تحكم فناءها.
ولا يقتصر هذا البحث على "محاولة" فهم هذه الكيفية، من الناحية الفيزيائية، فحسب؛ وإنما يتعداها إلى البحث فى ماهية الوهج الكونى، ومن أين جاء، وكيف انبعث؛ وكذلك استقصاء أنواع النجوم والعناقيد المجرِّية والتكوينات الأخرى، كالسدم والسحب الجزيئيَّة؛ وسبر أطوار "الأحداث" الكونيَّة العنيفة، كالمستعرات العظمى، منذ الفترة التى أعقبت "الانفجار العظيم" حتى اللحظة الراهنة. وليس هذا الكتاب، فى حدِّ ذاته، كتاباً عن خصائص الكون، أو "الكوزمولوجيا"، وإنَّما رحلة استكشاف لما حدث فى الفضاء الكونى، منذ الشُّواش البَدْئى، من أجل الوصول إلى طرائق تمكِّن علماء الفلك الباحثين خارج المجرَّات، من الإحاطة بالأسئلة والتحديَّات التى تواجههم فى الزمن الراهن.
فلقد كانت غاية هؤلاء العلماء -راصدين ومنظِّرين- منذ الخطوات الأولى، هى التحديق عميقًا فى الماضى الكونى السحيق، لمعرفة "ماهية" تلك "اللحظة" التى تشَكَّل فيها الفضاء الكونى قبل نحو 14 بليون سنة. يأخذنا المؤلف فى رحلة شيقة، لاستكشاف أنواع المجرَّات الواقعة أبعد من نطاق فضائنا المحلى، وآليَّات التشكُّل النجمى، وطبيعة النسيج الكونى، وتقديم صورة مفصلة عن أحدث المصفوفات التلسكوبية المستخدمة فى سبر أغوار الكون، والبحث فى نماذج الكون، وأصل الاضطراب العظيم، وفى الخصائص الديناميكية للفضاء الكونى الممعن فى القدم.
ويناقش كتاب "المجرة: رسم خارطة الكون" بالبحث الدقيق، المسوح الفلكية الضخمة، ومدى تأثير المادة المظلمة على التشكُّل المجرِّى، وعمليات التخليق النووى التى تحدث فى داخل المجرَّات.
ولا بحث المؤلف، فى هذا الكتاب، على تقديم آخر ما رصده العلم من ملاحظات، وما قدمه على سبيل النظرية، فحسب، ولكنه يسعى أيضاً إلى البحث العميق فى الجوانب العملية للبحوث الفلكية ومكوّناتها الأساسيَّة: كيف يتمُّ ذلك، وأى أدوات نستخدم، وماذا يفعل علماء الفلك فى الواقع يوماً بيوم؟ وفى النهاية، يتطرق المؤلف إلى الحديث عن المشاريع المستقبلية الكبرى المعنية بالتطوير المتواصل للمعدات الجديدة التى سوف تمكن علماء الفلك من الحصول على رؤية رصدية أفضل، وإجراء عمليات محاكاة أضخم، وأعقد، وأدق، نستطيع من خلالها استكشاف نماذجنا الكونية وسبرها، فضلاً عن مقارنة البيانات التجريبية، المتعاظمة كالسيل الجارف، وتساعدنا على فهمها.
المؤلف جيمس جيتش، يعمل باحثاً بالجميعة الملكية فى لندن، ومحاضراً فى مركز البحوث الفلكيَّة بجامعة هيرتفوردشاير. وهو حاصل على شهادة الدكتوارة من جامعة درم، وقام بنشر بحوثه العلمية فى أبرز الدوريات المعنية بعلم الفلك. ويعد كتابه، هذا، أول كتبه المنشورة، وقد اختارته مجلة "ببلشرز ويكلى" العريقة، بوصفه "كتاب الشهر" فى العام الذى صدر فيه.
أما مترجم الكتاب تحسين الخطيب، فقد صدر له: "إيروتيكا" يانيس ريتسوس 2017، و"المسخ يعشق متاهته: يوميات" لتشارلز سيميك 2016، و"الوصول الحرُّ" لبيتر سابر 2015، دار بلومزبرى.
وله، ضمن مشروع كلمة للترجمة: "المدرسة" لكاثرين بيرك وإيان غروس فينور 2013، و"الجذور الثقافية للإسلاموية الأميركية" لتيموثى مار 2011، و"العالم لا ينتهى، وقصائد نثر أخرى" لتشارلز سيميك 2010.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة