يوم واحد يفصلنا، عن القائمة القصيرة لجائزة مان بوكر العالمية، والتى أعلنت قائمتها الطويلة فى يوم 12 مارس الماضى، حيث وصل عددها إلى 13 رواية، أبرزها رواية العراقى أحمد السعداوى "فرانكشتاين فى بغداد".
ولاحظنا من خلال عروض روايات القائمة الطويلة، أن أغلبيتها اجتمعت حول فكرة الماضى وذلك لإثارة الحنين لدى القراء، وعلى سبيل المثال فإن رواية "الرحلات" تقوم على السفر عبر الأزمنة، أما "الجبل الطائر" فتعود إلى الماضى من أجل رحلة استكشافية، و"الدراجة المسروقة" ترصد نماذج مأساوية عن الحرب العالمية الثانية، و"الكتاب الأبيض" تسترجع فيه الكاتبة ماضي عائلتها مع الموت، "وظل يتلاشى" يرصد 10 أيام من حياة قاتل مارت لوثر كينج عام 1968.
ورغم تطابق "الماضى" فى معظم حكايات الكتّاب الذين وصلوا للقائمة الطويلة، إلا أن كل شخص يظهر روايته بشكل متفرد ومميز ومشوق، ويصعب على القارئ اختيار الأفضل من بينهما أو توقع من هى الرواية التى تستحق الفوز بجائزة مان بوكر لعام 2018، لهذا أجرى موقع مان بوكر الرسمى، حوارًا مع بعض روائيي القائمة الطويلة، للتعمق فى روايتهم والبحث عن الاختلاف والتميز ونستعرض خلال السطور المقبلة بعض هذه الأسئلة التى وجهت للكتاب الـ13.
الكاتبة الأرجنتينية أريانا هارويتز عن رواية "موت يا حبى".. بعد دراستك لكتابة السيناريو والدراما فى الجامعة، وكتابة مسرحيتين، وعمل فيلم وثائقى، ما هو الدافع لتجربة كتابة روايتك الأولى؟
-لقد شعرت بالتحرر التام، لم أجد طريقى لكتابة ما أريده من خلال النصوص أو المسرح أو الأفلام الوثائقية، بطريقة ما، ففى الرواية وجدت الفرصة لأقول كل شىء، لتوسيع الحدود، للاستكشاف والتجربة، والتفكير فى النثر من الشعر، وكتابة سينمات، وإنشاء مشهد من المسرح، وبناء الأفكار من الموسيقى.
الكاتبة الإسبانية جابرييلا يبارا صاحبة رواية ضيف العشاء.. تتداخل روايتك مع قصتين لشخصيتين.. كيف تفاعلت عائلتك مع الكتاب؟
عائلتى كبيرة جدًا، لذلك كانت لدى جميع أنواع ردود الفعل، بعض الأقارب أحبوا الكتاب، وآخرون كرهوه وقد اختار معظمهم عدم قراءته لأنهم اعتقدوا أنه سيكون مؤلمًا، أفهمهم وأحترمهم جميعًا، أنا ممتنة جدًا لأبى وأخواتى لأنهم كرماء جدًا للسماح لى بمشاركة جزء من حياتهم فى ضيف العشاء، فى البداية كان الكتاب صادمًا جدًا لهم خاصةً بالنسبة إلى والدى، ولكن بعد نشره، سمح لنا بأن نكون أكثر انفتاحًا بشأن تأثير الإرهاب والموت على حياتنا.
الكاتب الإسبانى خافيير سيركاس صاحب رواية المحتال.. تستند الرواية على قصة.. هل تعتقد أنه من الممكن معرفة حقيقة حياة ماركو؟
من الناحية النظرية من المستحيل، بل وأكثر من ذلك فى حالة كذاب كبير مثل ماركو، الذى كان قادرًا على اختراع حياته من البداية إلى النهاية وخداع دولة بأكملها، ولكن بالنسبة لى، ككاتب، فأنا أحب المساعى المستحيلة، ولهذا السبب كتبت هذا الكتاب.
الكاتبة الألمانية "جينى إيربنبيك" صاحبة "يذهب ذهب ذهب بعيدًا".. هذه أول رواية كاملة طويلة أبطالها ذكور فقط، هل كان هذا قراراً واعياً أم كان اختياراً طبيعياً للقصة التى تريدين إخبارها؟
إن غياب المرأة فى حياة اللاجئين الذكور "حقيقة"، كما أن الأمل المفقود فى قلب حياة كل إنسان يحمل فى طياته إمكانيات يمكنها تدمير الذات.
الكاتب العراقى أحمد السعداوى صاحب "فرانكشتاين فى بغداد" وصفت صحيفة الجارديان الكتاب بأنه "كوميديا سوداء" و"فاينانشيال تايمز" التقطت "روح الدعابة السوداء" - ما الذى جذبك إلى استخدام الكوميديا؟
الكاتبة هانج كانج من كوريا الجنوبية، صاحبة رواية "الكتاب الأبيض.. الكتاب الأبيض سيرة ذاتية.. لماذا قررتى كتابة مأساة عائلتك الشخصية الآن؟!
قضيت الخريف والشتاء عام 2014 فى وارسو، وكنت يوميا أمشى فى الشوارع غير المألوفة فى تلك المدينة، أعيد بناءها بعدما دمرت بنسبة 95% أثناء قصفها خلال الحرب العالمية الثانية، ومنها جاءت الفكرة لأنى كنت أريد الكتابة عن شخص يشبه المدينة، وفى يوم من الأيام أدركت أن هذا الشخص يجب أن يكون شقيقتى الرضيعة التى توفيت بعد ولادتها بساعتين، ولهذا قررت أن أحكى حكايتها، فكتبت هذا الكتاب ليكون أشبه بشكل من أشكال الصلاة التى تمس حواس الرؤية واللمس والسمع والشم.
الكاتب النمساوى كريستوف رانسماير، صاحب رواية "الجبل الطائر .. لماذا قررت أن تكتب روايتك بالشعر؟
هيكل الرواية بسيط للغاية فهى أغنية تحفظ تقاليد الرواية الشفوية المبنية على الأساطير والحكايات الشعبية، وعلى الرغم من أن هذه الرواية مستوحاة من هذا التقليد، إلا أنها لم تصمم لرفع الشخصيات إلى مستوى الأغانى، ولكن لإعادتها إلى شكل أكثر حرفية من رواية القصص.
الكاتبة البولندية أولجا توكاركزوك عن صاحبة رواية"الرحلات" علم المحافظة على جسم الإنسان هو موضوع روايتك.. لماذا تنشغلين بهذا الأمر؟
كيفية الحفاظ على أجسادنا موضوع مهم.. ويدهشنى فى الحقيقة مدى ضألة معرفتنا بأجسامنا.. كيف يمكننا السفر إلى الأراضى البعيدة، أو حتى الذهاب إلى القمر وليس لدينا أى فكرة عن وظائف كبدنا.. أجسادنا لا تزال غامضة.. ومع ذلك فهذه المركبات الهشة التى نسلك فيها رحلات حياتنا.. لقد كنت مفتونة منذ فترة طويلة بمدى معرفة الناس بالجسد، فى البداية عن طريق تطوير دراسة التشريح، ولقد حصلت ثورة فى هذا العلم حقًا فى هولندا فى القرن السابع عشر.. كما كتبت فى الرواية، واستفدت استفادة كاملة من المتاحف والمكتبات المحلية عن هذا العلم، وتأثرت كثيرًا بفن الحفاظ على الأنسجة البشرية.
الكاتب التايوانى وو مينج يي صاحب رواية "الدراجة المسروقة".. ما هو شعورك فى وصول روايتك للقائمة الطويلة بجائزة مان بوكر العالمية؟!
إنه لشرف عظيم، ويسعدنى بشكل خاص أن أدرج فى القائمة الطويلة مع الكاتبة البولندية أولجا توكارزوك صاحبة رواية "الرحلات".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة