الجميع يتذكر كارثة سقوط صخرة الدويقة، والتى أودت بحياة الكثير من سكان المنطقة بعد انفصالها عن الجبل، ومنذ ذلك الوقت الكل طالب بنقل سكان العشوائيات الخطرة لمساكن آدمية تليق بالمواطن، وكانت القاهرة هى أكثر المدن محاصرة بالعشوائيات، ما جعلها تستحوذ على الاهتمام الأكبر من الدولة لإنقاذ سكان تلك المناطق من كوارث محققة، ولعل أهم تلك المناطق هى الملاصقة للجبال أو القائمة عليها مثل منطقة اسطبل عنتر، بحى مصر القديمة، والتى تقع بأكملها على جبل مما يعرض قاطنيها للخطر.
محافظة القاهرة تقترب من إخلاء إسطبل عنتر بالكامل
فبخطوات سريعة استطاعت محافظة القاهرة تغيير الواقع بمنطقة إسطبل عنتر، فمنذ شهور قليلة بدأت المحافظة متمثلة فى حى مصر القديمة بحصر السكان والبدء فى نقل السكان لوحدات بديلة بأكتوبر أو مدينة الأسمرات بالمقطم، حيث بقى الآن ما يقرب من 10 منازل سيتم نقلهم لاحقًا.
جولة "اليوم السابع" بأخطر منطقة عشوائية بعد هدمها
وأجرى "اليوم السابع" جولة بمنطقة إسطبل عنتر والتى أوشكت المحافظة على الانتهاء من هدمها بالكامل، فالوضع تغير بنسبة 90٪، حيث تم هدم المنازل بشكل تدريجى حسب نسبة الخطورة، ولم يتبق إلا عدد قليل من المنازل يتم إجراء التحريات عن سكانها لبحث مدى استحقاقهم للوحدات البديلة.
شكاوى السكان لسرعة النقل
وإذا سيرت فى المكان ستلتقى بعدد قليل من السكان الأصليين للمكان، وجميعهم يطالبون بسرعة نقلهم من المكان الموحش المليء بالعقارب والثعابين، خاصة بعد قطع المرافق عن عدد كبير منهم، ما جعل المكان يصعب السكن فيه، خاصة مع وجود أسلاك كهرباء مكشوفة نتيجة هدم المنازل وتهديدها للأطفال الذين لم يتم نقلهم حتى الآن.
وأكد عدد من أهالى المنطقة الذين لم يتم نقلهم حتى الآن، أنهم منذ ما يقرب من 6 أشهر يترددون على مبنى الحى لبحث حالتهم، ودراسة أوراقهم، ولكن الرد الذى يجدونه هو "الورق ما زال فى التحريات"، مطالبين بسرعة إنقاذهم من المعاناة التى يعيشونها بعد تصحر المكان.
نقل 1300 أسرة حتى الآن
من جانبه، قال محمد زين العابدين، رئيس حى مصر القديمة، أنه تم نقل أكثر من 1300 أسرة حتى الآن من منطقة إسطبل عنتر لمدينة الأسمرات، وجار نقل ما يقرب من 50 أسرة يتم دراسة حالاتهم وبحث أحقيتهم، مشيرًا إلى أنه تم تشكيل لجنة مستقلة لا يشارك فيها الحى لبحث التظلمات الخاصة بالذين لم يحصلوا على وحدات.
وأضاف رئيس حى مصر القديمة، لـ"اليوم السابع" أن المنازل الموجودة أعلى مسطح الجبل لا تمثل خطورة، وأن ما تم هدمه هو ذات الخطورة الأولى فقط حسب تقرير اللجنة الجيولوجية، مشيرا إلى أن هناك منازل لم يتم هدمها حتى الآن بها عدد كبير من الأسر، ولكن يوجد بينهم أسرة لا تستحق فتم تأجيل هدمها لحين الفصل فى الحالات التى لا تستحق.
لجنة علمية لبحث كيفية الاستفادة من المكان
وأوضح محمد زين العابدين، أن هناك لجنة علمية ستزور المكان بعد الانتهاء من هدمه بالكامل لتحديد كيفية الاستفادة منه ودرجة الثبات للأرض ومدى الخطورة بكل طبقة من طبقات التربة وما مدى تحملها للبناء مرة أخرى، مشيرا إلى أن ذلك لا يتم إلا بعد هدم كل المنازل.
وأشار رئيس الحى أن المحافظة اتبعت نظام معين فى الإخلاء والتسكين، حيث يتم هدم المنزل فور خروج سكانه منه حتى لا يتم السكن فيه مرة أخرى، مؤكدا أن العمل ما زال جاريا حتى يتم الانتهاء نهائيا من المنطقة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة